د. مجدي بدران استشاري الاطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يقدم اليوم "السبت" مفهوما جديداً عن المناعة النفسية في ندوة بمعرض الكتاب في قاعة ضيف الشرف من الساعة الثالثة حتي الخامسة عصراً. يؤكد د. بدران خلالها علي أن المناعة النفسية تكسب الإنسان القدرة علي العودة لحالته الطبيعية بعد التعرض للصدمات والاحباطات والضغوط النفسية.. ويحذر من أن الدراسات الحديثة أكدت أن التوتر يبطئ من سرعة التواصل بين الاعصاب حيث يقلل من حجم الاعصاب مما يمهد لتلفها أو فقدانها ويبدو هذا بوضوح في حالة التعرض للحوادث والكوارث الطبيعية.. وأكد أن صحة الإنسان العامة لا تكتمل بدون الصحة النفسية ويتضح ذلك جليا من تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة بأنها اكتمال السلامة الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية مما يؤكد أهمية التوافق الذاتي والاجتماعي والشعور بالسعادة والرضا وانعكاس ذلك علي الإنسان باستمتاعه بالحياة وإقباله علي الانتاج وتحدي المعوقات. ويلخص د. بدران مظاهر الصحة النفسية في الاتزان الانفعالي والشعور بالأمن والاطمئنان وتقدير الذات ووجود أهداف في الحياة والاستفادة من الخبرات وهذا يعني أن الصحة النفسية تتأثر بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتعزيزها يتطلب توفير الأمن ونبذ العنف ومحاربة الفقر ورفع مستويات الدخل مع الحرص علي التعليم المستمر واكتساب المهارات والتثقيف النفسي.. كما يؤكد أن الاتزان النفسي هو عنوان الصحة والمناعة والنجاح. ولهذا فإن الذين يفتقدونه هم ضحايا الفشل والأدمان العنف وارتكاب الجرائم وانتشار أمراض نقص المناعة. ويؤكد د. مجدي بدران اننا بحاجة لترسانة من الاجسام المضادة النفسية أكثر من حاجتنا للمضادات الحيوية وتتمثل هذه الاجسام النفسية في التفكير الايجابي وتحدي المعوقات وتحديد الاهداف من خلال ترتيب الأولويات واكتشاف الاخطار وحل المشكلات والتطوير بالتثقيف المستمر مع الحرص علي الاسترخاء والتغذية الجيدة المتوازنة كماً وكيفاً مع ممارسة الرياضة وتنظيم الوقت. ويؤكد د. مجدي بدران أن المناعة النفسية تمكننا من عبور الأزمات فلا يأس مع الحياة ولا بكاء علي الاطلال لأن أمس لن يعود واليوم راحل والأمل في المستقبل لذا فعلي الإنسان أن يستمتع بحياته بأن يشغل نفسه في كل لحظة منه خلال العمل حتي لو لم يكسب فالعمل شرف وقيمته أغلي من النقود. يؤكد د. مجدي علي ضرورة تعزيز المناعة النفسية قبل الولادة من خلال التنشئة الواعية في الأسرة والبيت والمدرسة وذلك بدعم وتشجيع الجيل الصاعد وبناء ثقته بنفسه وإيجاد القدوة الحسنة له والحرص علي التغذية السليمة له وتدريبه علي تقبل التغيير ووضع قائمة لأهداف وخطة عمل لتحقيقها بتنمية التفكير الناقد لديه وتدريبه علي حل المشاكل والتعلم من الاخطاء وتعلم فنون الاسترخاء والتي يعد من أفضل طرقها الفضفضة مع الله من خلال الدعاء والصلاة. مع بث روح التفاؤل وعدم اليأس والحد من التوتر بنشر المحبة وروح التسامح ونبذ الكراهية وعدم الغضب ونشر روح الفاكهة التي تنعش المخ.