شطارة الدمايطة واختيارهم للمهن ذات الربح السريع الذي يتحقق من سرعة دوران رأس المال وراء تميزهم.. فمن أهم أسباب نجاح حرفة الموبيليا في المحافظة دورة رأس المال الأسبوعية التي تعتمد علي ضخ سيولة مالية كل خميس وهي نهاية الأسبوع في دمياط. وهذا الضخ الأسبوعي ينعش الحرفة بشكل دائم ويجعل هامش الربح في ازدياد مستمر مما يساهم في نجاح الورش المستقرة ماليا وتمتلك رأس مقبول لمواجهة زيادة الأسعار في الأخشاب والخامات الأخري. دورة رأس المال السريعة هي إذن سر نجاح الدمايطة. وعن صناعة الموبيليا في المحافظة تحدث أيمن محمد العيسوي "تاجر" قائلا: من أهم الصناعات التي تعتمد عليها الحياة في دمياط ويعمل بها 75% من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة وهي مهنة متوارثة بين الأجيال الدمياطية حتي خريجي الجامعات من أبناء المحافظة حيث كانوا وهم صغار في الصباح تلاميذ وبعد الظهر نجارين. لهذا أصبح هناك تطوير وتحديث في تلك الصناعة مما أضاف إليها التحديث في التصميمات لمواكبة المنافسة العالمية. أضاف.. من المعروف أن صناعة الموبيليا هي العصب الأساسي للحياة في دمياط. ويقوم عليها الاقتصاد الدمياطي بنسبة 90% منذ بداية القرن ال 19 وأساسها بدأ من صناعة المراكب. وميناء دمياط القديم هو الملهم الأول لتطور وإجادة هذه الصناعة. حيث كان يعمل بها قطاع كبير من أهالي دمياط. وأيضا إقامة عشش رأس البر القديمة التي كانت تبني سنويا من الخشب والأكياب أعطت خبرة كبيرة للدمايطة لبداية صناعة الموبيليا. وبالرغم من ذلك فهي مازالت في تطوير الحرفة. وبرغم وجود مصانع كبيرة - أنشئت حديثا - فالاعتماد علي العمل اليدوي هو الأساس hand meal) " وهو الذي أعطي ميزة لدمياط دون غيرها ولم تتوفر في أي مان في العالم ودمياط عبارة عن مصنع كبير وهذا التجمع العمالي الحر قد بلغ الآن حوالي مليون عامل. يعملون في حوالي 60 ألف ورشة منتشرة في جميع قري ومدن دمياط. ومن أجل تحقيق إنتاج أكثر جاءت فكرة التخصص. وتعتمد هذه الفكرة علي الورش الصغيرة جدا والمنتشرة في أنحاء ربوع دمياط. وربما أجبرها صغر حجمها علي أن تتخصص في إنتاج نوع معين ووحيد. فمثلا نجد ورشة تخصصت فقط في صناعة موديل معين من كراسي السفرة. وورشة تخصصت في إنتاج كرسي التسريحة. وأخري في إنتاج نوع معين من الصالون حتي الشماعة تخصصت بعض الورش في إنتاجها. وهذا التخصص أنقذ حرفة الموبيليا في دمياط لأنه أعطاها فرصة إنتاج كبيرة وبوفرة لتغطية السوق المحلية علي الأقل. كذلك هناك عدة مصانع كبيرة أنشئت في دمياطالجديدة وشطا والسنانية وشط جريبة والسيالة. وتخصصت في إنتاج موبيليات بشروط عالمية للتصدير. وهذه المصانع إلي الآن لم تستطع نقل دمياط من طور الحرفة إلي طور الصناعة. ولكن يحسب لأصحابها الالتزام الكامل بشروط ومقاييس إنتاج الموبيليا الكلاسيك العالمية وقد حصلت بعض المصانع علي أيزو في صناعة الموبيليا. ويقول علي زهران "تاجر": منذ دخول مهنة الموبيليا إليها وهي مستمرة بدون أي كيان يحميها. ونقصد هنا الورش الصغيرة التي تقوم المهنة علي وجودها. وإن ظهر بين الحين والآخر بعض التنظيمات غير الرسمية وبمجهودات فردية. نتيجة أزمة كبيرة تعصف بالمهنة. آخر علي سبيل المثال كانت لجنة الدفاع عن صناعة وصناع الأثاث. والتي تم تشكيلها عند ارتفاع أسعار الأخشاب في نهاية التسعينيات. ثم تحولت هذه اللجنة إلي جمعية الدفاع عن صناعة وصناع الأثاث وتم إشهارها في الشئون الاجتماعية. وتبنت وقف تطبيق ضريبة المبيعات علي الورش الصغيرة. أيضا هناك جمعيات أخري تأسست وحلتها الشئون لعدم فاعليتها أو لاختلاف أعضائها. ولكن تبقي الغرفة التجارية هي الكيان الذي له علاقة بالمهنة. ولكن يتوقف دور الغرفة علي دعم التجار الكبار فقط. وقد كانت هناك محاولات لعمل نقابة للعاملين بالمهنة ولكن لم يستطع أحد إلي الآن تحقيق هذا الهدف لأبناء دمياط جميعا. وتحدث صلاح مصباح "تاجر" عن مشاكل المهنة الحقيقية قائلا إنها تبدأ من علاقة الورش بكل ما يتعلق بالدولة مثل الضرائب. التأمينات الاجتماعية والكهرباء. هذه المشاكل تمثل عائقا مهما في تغيير المهنة من حرفة إلي صناعة حقيقية. فهناك قيود علي المهنة وتحد من تطورها. أيضا استيراد الخامة يجب أن تخضع لإشراف أجهزة الدولة بالنسبة للأسعار والجودة. ويجب ألا يقتصر دور الدولة علي الجباية من الورش بإصدار قرارات غير مدروسة تثقل كاهل الورش بأعباء جديدة. لأن هذه القرارات تؤثر علي الصناعة التي نرجو ألا تكون قد بلغت نهايتها. أيضا هناك مشكلة السماسرة والتي تعتبر من المشاكل اليومية التي تواجهها المحافظة ولا يوجد سيطرة أو تحكم في هذه المشكلة وأصبح السماسرة لهم السيطرة العليا علي أصحاب معارض الموبيليا من خلال استقبالهم للقادمين إلي دمياط لشراء الموبيليا في مدخل المدينة وإقناع المشترين بأنهم مندوبين لمعارض الموبيليا الكبيرة ويقوموا بتوجيه الزبائن إلي صالات بيع بعينها. وهناك رأي آخر لأيمن لطفي وهو أول من استحدث مهنة سمسار الموبيليا في دمياط يقول إن سمسار الموبيليا ما هو إلا مرشد ويكون دليل لكل زبون حسب قدرته لأن دمياط هي سوق كبير بها كل المستويات من الموبيليا من الحد الأدني في الأسعار وله أماكنه والمتوسط له أسواقه والمتميز والفاخر فهذا دور السمسار وأكد أنه بصدد إنشاء رابطة لتقنين دور تلك المهنة وعدم دخول أي أحد سوي أعضاء الرابطة ليكون الجميع تحت السيطرة. ويؤكد حامد البسيوني من مصدرين الموبيليا أن المشاركات في المعارض الدولية لعرض الصناعة التي تتميز بها أبنائها دون غيرها تزيد من التعاقدات للتصدير إلي كثير من الدول وهناك بروتوكولات تعقد عن طريق السفارات بالقاهرة بعد الزيارات إلي دمياط. بينما اقترح بلبل طاهر العيسوي عدة اقتراحات لاستمرار تلك الصناعة وهي.. - تشجيع إقامة المشروعات الصناعية للأثاث كخطوط متكاملة للإنتاج. - تنظيم ودعم القوة التنافسية للورش الصغيرة كمشروعات.. ونعني بذلك أن هذه الورش الصغيرة مازالت تشبه الصناعات المنزلية ولا تقوم كمشروعات استثمارية. وتعاني مؤخرا من فوضي علاقات السوق في التمويل. كأزمات الشيكات. وسيطرة السماسرة. وجمود الابتكار في النماذج والموديلات. وتعدد رسوم الضرائب وتعثر آفاق التصدير. هذه المشكلات الواقعية تحتاج شكلا اعتباريا للتنظيم والتنسيق والتسويق. لذلك نري الحل في شركة كبيرة. يعتمد رأس مالها علي مساهمات أطراف عديدة. كتجار الأخشاب وتجار المعارض والمنتجين والبنوك والجهات الدولية. التي بإمكانها الدعم والمشاركة كمستورد لما ننتجه بمواصفاتها.