السيسى : نقاتل .. من يقاتلنا

لن نقبل بغير الثأر للشهداء الأبرار

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي. القائد الأعلي للقوات المسلحة. أن الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لشرق القناة مكلف بتحقيق الأمن والاستقرار في سيناء. بالإضافة إلي مهام تنمية هذه المنطقة الغالية من أرض الوطن. وقد تم تخصيص 10 مليارات جنيه للتنمية ومكافحة الإرهاب بسيناء.. وقال الرئيس: القوات المسلحة بسيناء ستعمر وتبني. كما ستحارب وتواجه الإرهاب.
أعرب الرئيس - خلال لقائه مع رجال الجيش والشرطة وكافة أطياف المجتمع في مسرح الجلاء- عن خالص التعازي في وفاة الشهيدة شيماء الصباغ. قائلا: كل أبناء وبنات مصر أولادي وبناتي. وهذه ابنتي ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك وأنا كلمت وزير الداخلية منذ أيام وتحدثت معه في واقعة استشهادها. وطلب الرئيس من اللواء محمد إبراهيم وزير الداحلية التحدث أمام الجميع بخصوص القضية.. فرد الوزير: أن النيابة العامة تحقق بشفافية كاملة في القضية وحال تورط أي ضابط أو مجند في مقتل شيماء الصباغ سوف يقدم للمحاكمة الجنائية. والإدارية.
أضاف الرئيس: شيماء ابنتي وخالص التعازي لها ولأسرتها. ولكل من يتألم لها من المصريين.. مؤكدا أن خطأ فرد لا يمكن أن تحاسب عليه مؤسسة كاملة. وهو ما نحتاجه في دولة القانون والمؤسسات بحيث تتم محاسبة أي مخطئ دون هدم المؤسسة ونحن نقوم بذلك من أجل الحفاظ علي مؤسسات الدولة. فأحيانا تكون مصداقية المؤسسة علي المحك وليس عيبا ان نعترف بأي خطأ مهما كان حجمه.
داعب الرئيس السيسي. حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق قائلا: أنت ربنا بيحبك في إشارة منه إلي الأعباء والمصاعب والتحديات التي تعترض رئيس الجمهورية والدولة المصرية في الوقت الراهن.
قال الرئيس السيسي لحمدين صباحي: أنا سعيد جدا بحضورك اليوم وسطنا. ووجودك معنا. وهنا رد عليه صباحي: كلنا واحد ورفع يده تعبيرا عن التضامن.
وجه الرئيس السيسي بضرورة تأسيس جامعة تحمل اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الراحل في منطقة جبل الجلالة بسيناء. علي أعلي قمة للجبل 700 متر لتكون رمزا لتعاون هذا الرجل مع مصر وشعبها خلال الفترة الماضية. ووقوفه بإخلاص إلي جوار الشعب المصري.
أكد الرئيس السيسي أن هذه الجامعة ستكون بأموال المصريين. وكلف وزير الدفاع ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بضرورة إعداد الدراسات اللازمة والتصميمات الهندسية ومواعيد تسليم الجامعة.
أكد اللواء عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن التصميمات سوف تستغرق نحو شهرين من اليوم. وسوف نبدأ في المشروع بعدها علي ان يستغرق تأسيسه عاما كاملا.
ووجه الرئيس السيسي التحية لشعب الإمارات الشقيق قائلا: هم كرام أبناء كريم. واننا سوف نبني تجمعا جديدا بمصر يحمل اسم الشيخ محمد بن زايد بأموال مصرية خالصة.. مشيرا إلي أن الشيخ خليفة وضع مبالغ مالية لإنشاء تجمع سكني يحمل اسمه بمصر. ولكننا تقديرا لجهودهم ورد الجميل سنبني للشيخ محمد بن زايد تجمعا مماثلا بأموال مصرية.
كلف الرئيس السيسي القوات المسلحة بدراسة التصميمات الخاصة بالتجمع السكني الجديد وتحديد المدي الزمني الذي يستغرقه.. وقد أكد اللواء عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن التجمع سوف يستغرق عاما كاملا حتي يتم الانتهاء منه بالكامل.
ووجه الرئيس السيسي الشكر والتقدير أيضا للعديد من الدول الصديقة في مختلف دول العالم وخص بالشكر فرنسا. التي ساعدت الجيش المصري. ومنحت مصر معدات عسكرية متطورة. في وقت قصير وبأقل تكلفة ممكنة.. وقال الرئيس:عندما طلبت من الرئيس الفرنسي الدعم في مجال المعدات العسكرية وضعت أمامه عدة معايير أولها أن تكون المعدات متقدمة ومتطورة طبقا للمعايير التي يعملون بها. وثانيها أن تكون بأقل تكلفة وبقرض مسير. والثالث أن تأتي إلي مصر في أسرع وقت ممكن.
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة إلي رجال وزارة الداخلية أكد خلالها أن الأمن داخل مصر مسئولية ملقاة علي أكتافهم وفي رقبتهم. قائلا: أنا لست حاكما لمصر ولكني أحد أبنائها. والشعب المصري هو من كلفني بهذه المهمة. ويجب أن يراعي جهاز الشرطة حقوق المصريين.. فأنا مسئول عن كل المصريين الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي والصغير قبل الكبير.
أضاف الرئيس: عاوزين وإحنا بنعمل استنفار أمني نراعي حقوق شعبنا. ولا نتجاوز أبدا في حقه. وهذا الكلام للجيش والشرطة علي السواء. فلن أقبل أبدا بالتجاوز في حق أحد من المصريين. وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر سوف نحمي بلادنا ونحترم بعضنا البعض ونحافظ علي الأمن. وفي الوقت ذاته لازم نطبطب علي شعبها.
خاطب الرئيس عبدالفتاح السيسي. الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة. قائلا: أنا بشهد الناس عليك يا أسامة أن أحداث سيناء الإرهابية لا تتكرر مرة أخري. وأنت مسئول أمامي وأمام المصريين. عن أن هذا الحادث لا يتكرر مرة أخري. وأنت أيضا مسئول بشكل كامل عن تنمية سيناء.. وأضاف: لن أكبل أيدي المصريين للثأر لشهداء مصر الذين راحوا في الأعمال الإرهابية الجبانة. وانتم من ستأخذون بثأر مصر. وانتم من سيحميها ويدافع عنها.. وقال الرئيس: لن نقبل بغير الثأر للشهداء الأبرار.
أوضح الرئيس أن جيش مصر مستعد للموت من أجل أن تعيش مصر وتظل قائمة. ومحدش أبدا مهما كان حجمه وتنظيمه يستطيع أن يهزم جيش مصر.
وجه الرئيس السيسي رسالة لقوات الجيش التي تكافح الإرهاب في سيناء: لا تظلموا أحدا وليس معني أننا نريد الثأر أن نقتل الأبرياء وسوف نستمر كما بدأنا وهذا التزام عليكم جميعا. لأن الشرفاء والأمناء لا يقاتلون إلا بهذه الطريقة. وهناك دول أثناء محاربتها للإرهاب كانت تجتاح قري كاملة تقتل فيها أطفالا ونساء وعندما يكون هناك 50 إرهابيا داخل قرية تعدادها 500 مواطن كانوا يفتكون بالجميع دون تفريق للأبرياء.
أضاف الرئيس: نحن نُقاتل من يقاتلنا.. وسوف نواجه المجرم الذي يرفع السلاح في وجهنا فقط. وإذا تم القبض عليه سوف يحال إلي القانون ليأخذ عقابه العادل. وهذا التزام أمام الله وأمام الشعب المصري.
أكد الرئيس السيسي أنه يستهدف إقامة دولة مؤسسات قوية وقادرة علي الصمود والمواجهة في مختلف الظروف والتحديات. قائلا: عاوزين نعمل دولة لما نمشي ونسيبها نلاقيها واقفة علي قدميها وقادرة علي الانطلاق. فالدولة ممكن تأخذ سنوات حتي يحدث هذا الأمر. وهناك نظام يحاول الإمساك بتلابيب البلد ويريد هدمها. وأنا أقول لكل من يحاول هدم مصر: مصر دائما واقفة أمام العالم كله لأن عمرها يتجاوز 7 آلاف سنة من الحضارة. وهي محفوظة بشعبها وجيشها وشرطتها. وقضائها الشامخ. الذي ينفذ خارطة القانون فقط.
أوضح الرئيس أن بناء الدولة سوف يستغرق وقتا وجهدا كبيرا وضغطا نفسيا كبيرا علينا جميعا. ولكن هذا أقل ثمن ندفعه في سبيل وطننا مصر.
قال إن أخطر ما يواجه مصر في الفترة الراهنة هو الفكر المتطرف الذي لا يقدر قيمة الاختلاف الذي خلقه الله في الأرض لكي تستمر الحياة وتقوم. موجها الكلام للحضور: أنا يمين وأنت يسار هكذا خلقنا الله مختلفين.
وتداخل الرئيس خلال حديثه مع د.يونس مخيون رئيس حزب النور قائلا: قلنا بلاش انتم من زمان. الموضوع محتاج قراءة وتنظيم كثير جدا وظروف مصر تختلف عن ظروف أي دولة أخري .. مشيرا إلي تجربة مشاركة التيارات الدينية في الحياة السياسية.
وأضاف الرئيس: مصر بها 90 مليون مواطن يحتاجون إلي مأكل وملبس ومشرب نظيف وتعليم وصحة علي مستوي متميز. بينما الجماعات الإرهابية تعلن علي مواقعها في الوقت الراهن. الجهاد المسلح حتي نصبح مثل سوريا.
أشار الرئيس إلي أن المعركة أمامنا لابد أن تكون واضحة تماما خلال الوقت الراهن. ولابد أن نكافح في الاستمرار والبقاء من أجل الوطن. ونحن نعمل بجد حتي تنهض مصر. وقال: إن المؤسسات تعمل بجد. ولكنها ليست علي القدر المطلوب للنهوض بالدولة ومجابهة التحديات. وأنا بمفردي لن أستطيع العمل دون معاونة من 90 مليون مواطن. ولابد أن نفتش في انفسنا ونري أين نحن مما يدور حولنا دون الهجوم علي الدولة ومؤسساتها دون علم أو خبرة حكم. فالبعض يجلس علي كرسيه يطالبني ويطالب البلد.. البلد لن تقوم غير بنا جميعا. ونحتاج إلي العمل حتي تسير البلد للأمام. والمطلوب الذي نستهدفه أكثر من ذلك.
أضاف الرئيس: المعدلات التي نعمل بها ليست كافية المطلوب أكثر من ذلك لأن الانتاج يحتاج إلي حجم أكبر وعلي الإعلام أن يقوم بدوره في توعية المواطنين بجحم المخاطر والتحديات الحقيقية التي تواجه الوطن قائلا: لم أر إعلامي يناقش مشكلة الزيادة السكانية خلال الفترة الماضية. علي الرغم من أنها مشكلة علي درجة كبيرة من الخطورة.
استطرد الرئيس موجها حديثه إلي فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر: يا تري النبي محمد صلي الله عليه وسلم سيكون سعيدا عندما يري أمة ملقاة في الشوارع وجاهلة وفقيرة وتعيش في العشوائيات ووجه سؤالا إلي الإمام الأكبر قائلا: حرام أم حلال أن ينتظر من لديه طفل 3 أو 4 سنوات لينجب طفلا آخرا أو من لديه طفلين يؤجل 5 سنوات لينجب طفلا ثالثا أو من لديه ثلاثة أولاد ويكتفي بهم. ورد عليه الإمام الأكبر: حلال.. حلال.. حلال.
وجه الرئيس السيسي الشكر لكل الأشقاء العرب علي ماقدموه لمصر من دعم خلال المرحلة الماضية خاصة المملكة العربية السعودية التي وقفت إلي جوار مصر كثيرا. لافتا إلي ان البعض يتساءل خلال الوقت الراهن عن دعم السعودية لمصر بعد وفاة الملك عبدالله. وأنا هنا اقول أن العلاقات بين الدول لا تدار بهذه الطريقة. وأقول: هو إحنا ما نقدرش نبقي لوحدنا ونعتمد علي نفسنا. وهل الأشقاء هيصرفوا علينا ولا ايه. إحنا ما نقدرش كمصريين نعمل ده؟!! الدولة لن تقوم إلا علي أكتاف رجالها وعلينا أن نبني اقتصادنا. الذي هو ذراع مصر.
أضاف الرئيس: نحن كمصريين لازم نتذكر وقوف الأشقاء العرب بجوار مصر. ونحن كمصريين لابد أن نعتمد علي أنفسنا ونبذل مجهودا أكبر من الذي كنا نبذله من قبل.
قال إن مشروع قناة السويس سيتم انجازه خلال شهر أغسطس المقبل. والأمور تسير فيه وفقا للمخطط المتفق عليه. بالإضافة إلي أن المشروع القومي للطرق سيتم الانتهاء منه في نفس التوقيت. رغم أنه زاد بمسافة 600 كيلو متر إضافية. مؤكدا ان هناك مئات الشركات المدنية تعمل في المشروعات التي يشرف عليها الجيش. موجها سؤالا للواء عماد الألفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: كم شركة مدنية نتعامل معها وهنا رد الألفي : نتعامل مع أكثر من ألف شركة مدنية في مختلف انحاء الجمهورية.
وأوضح الرئيس السيسي أن الجيش لا يمكنه أن ينفذ مشروعات الدولة بمفرده دون معاونة من الشركات المدنية. ونحن نحتاج إلي معاونة من الجميع. ومصر ستقوم وتنهض بفضل الله. في القريب العاجل.
وحول مشروع المليون فدان قال الرئيس: المشروع سوف يتكلف نحو 280 مليار جنيه. ولو توفر هذا المبلغ أعد كل المصريين أن أنشئ لهم ريفا يحاكي الريف الأوروبي. ولكن لن نعلن عن مشروع قبل توافر كافة المعايير الفنية الخاصة به والاعتمادات المالية المتاحة له. وأضاف: أنا بجري علي ال280 مليار واللي عاوز يجري معايا يبقي كتر خيره. وهنا داعب الرئيس السيسي. حمدين صباحي قائلا: استاذ حمدين هو الجهد بيتعمل أثناء الانتخابات بس ولا ايه. كلنا يجب أن نجري علي هذا الوطن ونضحي من أجله.
وداعب الرئيس السيسي مجموعة من الإعلاميين الحاضرين اللقاء الذي جمع رجال الجيش والشرطة في مسرح الجلاء من بينهم الكاتب الصحفي خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع. الذي خاطبه قائلا: الإعلام يجب أن يساهم في توعية الناس ورفع ثقافتهم بمشكلات الوطن. البلد فيها 90 مليون يا استاذ خالد. وأنا مش هقوم بكل حاجة لوحدي. والبلد مش هتتقدم غير بينا كلنا. وعاوزين نشتغل عشان البلد تطلع لقدام.
وأضاف الرئيس انه خلال حرب الاستنزاف كان يسقط من شعب مصر شهداء يوميا إلا أن عدم تناول هذه الأخبار كان يحافظ علي إرادة القوات وروحها المعنوية. واحنا مش لازم ننشر كل الأخبار. ليس حجبا علي الناس ولكن خوفا عليهم. فما يحدث علي النسق الفردي يختلف تماما عما يحدث في نسق الدولة والمجتمع.
قال:يجب الا نعطي الفرصة لغيرنا. خاصة ان بعض وسائل الإعلام تعاملت مع حادث سيناء الإرهابي علي انه إهمال وتقصير من جانب القوات. علي الرغم من أن هذه القوات كان بها جنود ضحوا بأرواحهم وتصدوا بصدورهم أمام سيارة كانت تحمل 3 أو 4 أطنان من المتفجرات.
واستطرد الرئيس: عارف يا عبدالله ياسناوي اني مش بنام.. ياريت اللي فيا ييجي فيك.
وداعب السيسي الإعلامي يوسف الحسيني: مش انا بقولك عاوز أعينك محافظ عشان تبطل الكلام علي المحافظين. مؤكدا ان المحافظة كيان صغير ممثل للدولة. يعمل وفق ما لديه من امكانيات وخطط. ويواجه الكثير من الصعاب والتحديات علي الأرض.
قال الرئيس السيسي إن المصريين سيظلون متكاتفين طالما تجمعوا علي قلب رجل واحد واثقين في الله وأنفسهم. علي مواصلة الجهد والعطاء لهذا الوطن. وإن شاء الله ما نصبو إليه سوف نحققه بفضل سواعد الرجال أبناء الشعب المصري العظيم.
واختتم الرئيس السيسي كلمته في مسرح الجلاء بالحرص علي التقاط صورة جماعية تجمع كل أطياف مصر من جيش وشرطة وشباب وإعلاميين وسياسيين وفنانين ورياضيين. بالإضافة إلي الرموز الدينية المتمثلة في الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية.