مازالت لعنة الفراعنة تطارد عملية إنشاء متحف لآثار بكفر الشيخ علي الرغم من مرور 20 عاماً علي البدء في العمل به. كلف الدولة أكثر من 50 مليون جنيه كما عجز سبعة محافظين سابقين عن توفير المبالغ المالية وتقدر بسبعة ملايين جنيه لاستكمال التشطيبات مهما دعا أبناء المحافظة إلي رفع دعاوي قضائية بأروقة المحاكم ضد وزارة الآثار بتهمة أهدار المال العام بعد أن تحول المتحف بقدرة قادر إلي اسطبل للخيول والدواب وصالة للأفراح. من المعروف تاريخياً أن محافظة كفر الشيخ مدينة "بوتو القديمة" تعرف حالياً بتل الفراعين التابعة لقرية أبطو بمركز دسوق تحتوي علي 200 تل أثري وبها الآلاف من القطع الأثرية الملقاه بالمخازن والتي تتعرض إلي عمليات نهب وسلب من قبل مافيا الآثار تمتلك المحافظة العديد من المناطق الأثرية الهامة أشهرها تل الفراعين بدسوق وتل قبريط بفوة وتل الخنزيري بالرياض وتل سيدهم سالم وتل الجلاجل ببلطيم وتل سنجار ومطروة والكوم الأخضر ببحيرة البرلس. يقول محمد رزق موافي رئيس مركز مستقبلنا الحقوقي بمركز بلطيم إن عدم اكتمال إنشاء المتحف وافتتاحه يمثل إهداراً للمال العام وضياعاً لحقوق ابناء المحافظة في متحف يضم القطع الأثرية الموجودة في مخازن تل بسطا بمحافظة الشرقية.. وكنا ننتظر الانتهاء منه بفارغ الصبر. إلا أن كل شيء توقف فجأة منذ أكثر من 10 سنوات وتم تحويل المتحف إلي صالة أفراح بالإيجار رغم أن المبلغ المتبقي للانتهاء منه لا يتعدي 7 ملايين جنيه لانهاء اعمال التشطيبات وافتتاحه. اضاف أشرف السعيد صحصاح نائب رئيس غرفة الدلتا للسياحة أن كفر الشيخ بحاجة إلي متحف للآثار خاصة أن المحافظة تتمتع بالسياحة الداخلية ويأتي إليها الزائرون للاستمتاع بمصيف بلطيم وبحيرة البرلس وحديقة دسوق وتتمتع بالسياحة الدينية بخلاف منزل الزعيم سعد زغلول بقرية أبيانه "مركز مطوبس" وأناشد المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ تحقيق حلم افتتاح متحف الآثار لأبناء المحافظة .اشار حمادة مختار من ابناء حي القنطرة بمدينة كفرالشيخ أن العمل بالمتحف بدأ في عهد المحافظ الراحل المستشار صبري القاضي في منتصف التسعينيات لكي يتم وضع آثار المحافظة المبعثرة في التلال الأثرية والمتاحف في المحافظات المجاورة ولكنه توقف منذ 10 سنوات وتم تحويله لقاعة أفراح للمحافظة نظير 3 آلاف جنيه في اليوم الواحد. ولكن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني أوقف تأجير المسرح كصالة أفراح بعد اثارة الموضوع اعلامياً وتحول المتحف بعد ذلك إلي مبني خرساني مهجور أشبه ب "الخرابة" بعد توقف العمل في انشائه منذ 5 سنوات بسبب قله الاعتمادات المالية المخصصة له.. وأصبح المبني الآن عبارة عن اسطبل للخيول والدواب وتلال القمامة والرك والمستنقعات تحاصره من كل جانب وهذه جريمة كبيرة هيئة الآثار المتسببة فيها.