ليس كل من شارك في النظام السابق وجه إليه اتهام بالشذوذ.. والحمد لله أن أحداً لم يتهم رئيس النظام نفسه بهذا رغم كثرة الشائعات التي أطلقت عليه مثل زواجه من إيمان الطوخي أو إعجابه بالمذيعة هناء السمري الأمر الذي جعل الألسنة تتحدث عن غيرة زوجته سوزان ثابت منها وما أدراك ما غيرة النسوان. ويقال إن أنس الفقي الذي كان وزيراً للإعلام كان هو العصا التي أدبت بها سوزان ثابت كل مذيعة تظهر علي الشاشة بملابس غالية الثمن وأنيقة زيادة عن اللزوم. ضع خطين تحت أنيقة. المهم ليس هذا موضوعنا. وإنما ما أعنيه هو فاروق حسني وزير الثقافة الذي نفد بجلده من حبل المشنقة التي أتوقع أن تطول رموز الفساد الذين يحاكمون الآن. لاحظ أن كليهما اسمه حسني. وحسني الذي أعنيه خرج عن صمته منذ أيام نافياً تهمة الشذوذ التي التصقت به طوال مدة عمله كوزير للثقافة 23 سنة كاملة. كاشفاً أن من أطلق عليه هذه التهمة هو صفوت الشريف. أكيد حضرتك تعرفه فهو الذي كاد يقول لحسني وليس القمر. قم وأنا أقعد مطرحك. قال حضرته أول ما جئت الوزارة كتبت جريدة شباب الأحرار بالخط العريض أن فاروق حسني كان يسير في مظاهرة للشواذ جنسياً ليدعمهم. فثرت وذهبت للرئاسة وبعد أيام قليلة كنت مع زكي بدر وزير الداخلية الأسبق وتقدمت ببلاغات رسمية فقال لي إنت عارف من اللي عمل فيك الفصل ده. قلت له مين. قال موافي. قلت له موافي مين. قال صفوت الشريف. وموافي كان هو الاسم الحركي لصفوت الشريف عندما كان ضابطاً في المخابرات العامة برئاسة صلاح نصر في عهد جمال عبدالناصر. بهذا اكتفي من كلام فاروق حسني وأتساءل مندهشاً: ولماذا التزم الصمت طوال هذه المدة؟ ألهذه الدرجة كان يخشي بطش صفوت الشريف به لو تكلم؟. ألهذا كان صفوت الشريف بعبعاً حتي بالنسبة للوزراء في الحكومة؟. وهل يقبل إنسان أن تلتصق به تهمة كتلك ولا يدافع عن نفسه بنفيها مهما كان الجبروت الذي يخشاه؟ الحقيقة أنا عندي الإجابة عن كل تساؤلاتي وهي ببساطة أن أي بني آدم لديه نخوة كان لابد أن يدافع عن نفسه مهما كان الثمن. خاصة وأنني أنا شخصياً لدي واقعة أرويها لكم. كنت في منتصف عام 1994 تقريباً أجلس في مكتب الروائي الراحل محمد جلال بمبني ديوان وزارة الثقافة بالجبلاية وكان مستشاراً لوزير الثقافة فاروق حسني وقتها وكان ثالثنا استاذي الروائي الكبير محمد جبريل الذي طلب مني فجأة أن أنصرف لدقيقة فانصرفت ثم عدت وأكملنا حديثنا. وبعد أن خرجنا أسر لي جبريل بأنه طلب مني الانصراف حتي لا أسمع تفاصيل كان سيرويها محمد جلال الله يرحمه عن شذوذ فاروق حسني. فما كان مني إلا أن قلت معلقاً: وشهد شاهد من أهلها. أصلي أنا من زمان وأنا مثقف.