عشر سنوات قضاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز جالسًا علي عرش المملكة العربية السعودية. و20 عامًا حاكمًا فعليًا للمملكة. منذ مرض شقيقه الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز. وعلي مدار سنوات حكمه اشتهر العاهل السعودي بإطلاقه العديد من المبادرات ورعايته الكثير من المصالحات. وهو أمر ظل يقوم به رغم تقدمه في السن. وحتي قبل أسابيع من دخوله المستشفي برعايته لمصالحة بين مصر وقطر في ديسمبر الماضي. ولد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام 1924 في مدينة الرياض. وهو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور. تأثرت شخصيته بوالده عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة. الذي يعد معلمه الأول. تلقي تعليمه علي يد كبار المعلمين والعلماء علي الطريقة التقليدية وهي الكُتاب ودروس العلماء وحلقات المساجد. تدرج الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العديد من المناصب قبل توليه سدة الحكم. ففي عام 1964 أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا بتعيينه رئيسًا للحرس الوطني الذي ضم في مطلع تكوينه أبناء الرجال الذين عملوا مع الملك عبد العزيز آل سعود. وفي عام 1975 عيّنه الملك خالد بن عبد العزيز نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء إلي جانب منصبه السابق كرئيس للحرس الوطني. وفي عام 1982 بويع عبد الله وليًا للعهد بعد تولي أخيه فهد بن عبد العزيز عرش المملكة. ثم صدر أمر ملكي في مساء نفس اليوم بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني. بالإضافة إلي ولاية العهد. وفي عام 1995 استلم إدارة شئون الدولة وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بجلطات ومتاعب صحية. وبعد وفاة الملك فهد في 1 أغسطس 2005 تولي الحكم. وبالإضافة لكونه ملكا للدولة فإنه يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء تبعا لأحكام نظام الحكم في المملكة القاضية بأن يكون الملك رئيسًا للوزراء. أيضا شهد الحرمين الشريفين في عهده والمشاعر المقدسة أكبر مشاريع في تاريخها للتيسير علي حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم. فوافق مطلع 2008 علي البدء في إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف. والتي تتم حاليا علي 3 مراحل. ويُتوقَّع أن يستوعب الحرم بعد التوسعة "2.000.000" مُصلي تقريباً في وقتي واحد. كما يجري حاليا أيضا توسعة صحن الطواف وإعادة بناء وتأهيل الأروقة المحيطة به في كافة الأدوار علي ثلاث مراحل في خمسة أدوار . ليستوعب "105 آلاف" طائف في الساعة. بعد أن كان يستوعب 48 ألف طائف في الساعة. علي الصعيد السياسي الداخلي. أسس العاهل السعودي الراحل لأول مرة في بلاده العام 2006 هيئة البيعة. وأصدر في ديسمبر 2007 أمرا ملكيا بتشكيلها برئاسة الأمير مشعل بن عبد العزيز لتتولي مهمة تأمين انتقال الحكم بين أبناء أسرة آل سعود "الحاكمة". وعلي مدار سنوات حكمه اشتهر العاهل السعودي الراحل بإطلاقه العديد من المبادرات ورعايته الكثير من المصالحات. كان أبرزها مبادرة السلام العربية. وهي مبادرة أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "حينما كان وليا للعهد" خلال القمة العربية في بيروت عام 2002. وتقضي بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا علي حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة. مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل. كذلك من أبرز مبادراته. مبادرة للحوار بين الأديان السماوية "الإسلام. واليهودية. والمسيحية". والتي أطلقها في 14 مارس2008. أي بعد أقل من 5 أشهر علي زيارته التاريخية للفاتيكان في نوفمبر 2007. ليكون أول ملك سعودي يزور هذا المكان المقدس لدي المسيحيين الكاثوليك في العالم. ومن أبرز جهوده لرعاية المصالحات. كان توقيع معاهدة الصلح بين أطراف القيادات العراقية "سنة وشيعة" في أكتوبر 2006 في لقاء تركز علي محاولة جمع شتات هذه القيادات لتوحيد الصف ونبذ الخلافات الطائفية والسياسية. وفي فبراير 2007. رعي العاهل السعودي اجتماع الفصائل الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في لقاء لمواجهة الاقتتال الفلسطين الداخلي. وأسدل الستار علي عام 2014. بعد أسابيع قليلة من انتهاء أطول وأعمق وأكبر خلاف يشهده دول مجلس التعاون الخليجي في تاريخه. استمر 8 أشهر و10 أيام. بمبادرة من العاهل السعودي الراحل أيضا. بدأ الخلاف في 5 مارس الماضي بإعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر. وانتهي في 16 نوفمبر الماضي بإعلان الدول الثلاث عودة سفرائها مجددا خلال اجتماع خليجي تم في الرياض برعاية ملك السعودية وفي 20 ديسمبر. أعلن الديوان الملكي السعودي أن قطر ومصر استجابتا لمبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ¢للإصلاح¢ بينهما. و¢توطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلي إثارة النزاع والشقاق بينهما¢. الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز. كان أكثر القادة صراحة وصرامة في ملف الإرهاب منذ عام 2005. والسعودية تشدد علي إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب منذ مطلع ألفين وخمسة. استضافت الرياض مؤتمراً عالمياً لمكافحة الإرهاب. ودعا فيه لإنشاء مركز دولي لأجل ذلك.