كيف تنظر جماعة الإخوان إلي الموت؟! العالم كله ينظر إليه أنه الحقيقة المؤكدة التي يتجرعها الإنسان عندما يحين أجله. ولذلك الكل يجتهد قدر إمكاناته وقدر توفيق الله له للقاء ربه فيه.. ما من أحد يشمت في موت إنسان إلا إذا كان موتور النفس مغلول السريرة. سبق أن وجهت عتابا لشباب الإخوان لأنهم شمتوا في وفاة الفنانة فاتن حمامة.. ورفضوا أن يدعو أحد لها بالرحمة كما اعتاد الناس جميعا عند سماعهم بموت شخص قريب أو بعيد.. بل إنهم طالبوا الناس بعدم الدعاء لها بالرحمة. وجاء الدور علي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رحل عن دنيانا للقاء ربه بعد حياة حافلة بالعطاء للأمة العربية والأمة الإسلامية.. وهو أحد حكماء العرب الذين فقدناهم في السنوات الأخيرة بعد رحيل الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. لماذا تمنع الجماعة إقامة صلاة الغائب علي روح الرجل الذي ساهم بجهد وافر في تقديم كل أنواع الدعم لأي بلد عربي أو إسلامي كان في حاجة إليه؟! الذي أعرفه جيدا أن المملكة العربية السعودية كانت الموئل والملجأ للإخوان عندما فروا من بلادهم ونعموا بخيراتها ووجدوا فيها الأمن والأمان لهم!! لماذا إذن يمنعون اقامة صلاة الغائب علي رجل مسلم نزل الوحي فيها علي رسول الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم ومنها انتشر ليدين به ربع سكان العالم.. وفيها يدفن سيد الرسل وكبار الصحابة؟! نقلت صحيفة "الوطن" أن بعض المنتمين لتنظيم الإخوان منعوا إقامة صلاة الغائب علي الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بمسجد عماد راغب ومسجد الخلفاء الراشدين بمدينة 6 أكتوبر.. وقاموا بترديد هتافات عقب صلاة الجمعة رافضين دعوة أئمة المساجد لأداء هذه الصلاة!! علق الداعية السلفي سامح عبدالحميد علي شماتة الإخوان في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقال إن شماتة الإخوان في موت الملك عبدالله هو خزي وعار يضاف إلي سجلهم وهو رد فعل يناسب أخلاقهم بعد أن فشلوا في بث سمومهم وقلاقلهم في المملكة العربية السعودية.. وقالت لهم السعودية: "لا مجال للعبث بالأوطان يا إخوان". من جانبي أقول: إنني انتظرت أن يحكمنا الإخوان لنتخلص من حكم دام ثلاثين عاما.. وكنا سعداء بفوزهم ب 88 مقعدا في مجلس شعب سابق.. وكان ظننا أن بينهم رجال دولة مقنعين يمكن أن يقودونا إلي طريق الصلاح والإصلاح. عندما حانت ساعتهم وحكمونا لمدة عام لم أر بينهم هذا الرجل الذي كنا ننتظره.. كان أمامنا محمد البلتاجي وعصام العريان وهما أشهر شخصيتين اخوانيتين وكان الإعجاب بهما شديدا.. لكن للأسف الشديد خيبوا ظننا ولم يكن أحد منهما أو غيرهما من الجماعة علي نفس المستوي الذي كنا نتمناه. فشلوا جميعا.. وأظهروا سطحية التفكير ولم يكن أحدهم رجل دولة بالمعني الصحيح.. حتي ان الإعلامي أحمد منصور المحسوب علي الجماعة اعترف بأن الدكتور محمد مرسي لم يكن يصلح كرجل دولة!! أتيحت لكم الفرصة ولم تحسنوا استغلالها.. فأولي بكم أن تتعايشوا مع شعب مصر في هدوء وسكينة. واتركوا الشماتة في الموت.. فهذا عيب وألف عيب.