كنا ومازلنا نتصور أنها مزحة.. عندما كان يُقال لنا إن الشاعر الإنجليزي الأشهر شكسبير من أصول عربية.. وأن اسمه الصحيح والحقيقي هو الشيخ زبير.. لكن الخواجات في لندن حرَّفوا الاسم في نطقهم الأعجمي ليصبح شيك سبير. كنا ومازلنا نتصور أنها مزحة.. لكن اتضح أن الأمر علي غير ما نتصور.. وأن شخصيات إنجليزية أخري عريقة لها أصول عربية وإسلامية وهل هناك من هو أعرق من الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا بجلالة قدرها.. هي أيضاً من أصول وجذور عربية.. هكذا أخبرنا الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء من خلال برنامجه "والله أعلم" الذي تبثه فضائية "سي.بي.سي".. ونقلته إلينا صحيفة "الأخبار" الثلاثاء الماضي. قال الشيخ إن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية تعود لأصول عربية.. ترجع لشخص يدعي الهاشمي من آل بيت النبي.. لكن الملكة لم تسلم لأن الإنجليز أرغموا الهاشمي عنوة علي التنصر. وزادنا وضوحاً وتنويراً فأكد أن "إنجلترا قديماً" كانت لا توافق علي إقامة المسلمين فيها.. وقبضت علي شخص يدعي الهاشمي من آل النبي صلي الله عليه وسلم وأرغموه علي أن يترك الإسلام. وأضاف أن كثيراً من الشباب هاجموه لأنه ذكر أن عائلة ملكة بريطانيا من أصول عربية.. وأنه أضاف علي صفحته الشخصية علي "فيس بوك روابط لكتب عربية وإنجليزية تشرح هذه المسألة بالتفصيل.. داعياً كل من يريد أن يتأكد من هذه المعلومة أن يرجع إلي صفحته الشخصية.. مشيراً إلي أنه ينبغي علي الشباب الصغير ألا يتحدث بغير علم لأن إنكار الواقع والتاريخ لا ينشيء إلا تفكيراً سطحياً. المهم في القصة كلها أننا خرجنا بمكسب علمي وتاريخي عظيم.. فهاهي ملكة بريطانيا التي يجري في عروقها الدم الأزرق النبيل تنتمي لعائلة عربية مسلمة ومن آل بيت النبي.. ليس في ذلك شك.. الكتب موجودة بالعربي والإنجليزي.. والروابط موجودة.. ومن ينكر ذلك لا يعرف شيذاً وبالتأكيد تفكيره سطحي. هذا فتح عظيم ونصرة كبيرة للعروبة والاسلام.. هذا هو الترجمة الصحيحة والواقعية لدعوة تطوير الخطاب الديني والفكر الديني.. فقد اكتشفنا علمياً أن الملك فاروق ليس وحده الذي ينتمي نسبه إلي الرسول الكريم ولكن الملكة إليزابيث أيضاً ينتهي نسبها إلي آل بيت النبي.. وعلي كل من أنكر نسب الملك فاروق أن يستيقظ الآن من غفوته ليري نسب الملكة إليزابيث.. التي يجب أن نناديها من اليوم بالشيخة إليزابيث. لا أدري إن كانت الملكة نفسها تعرف هذا النسب أم أن علينا أن نشكِّل وفداً كي يذهب إليها ويزف لها البُشري.. وإن كنت شخصياً علي يقين من أنها تعرف.. ولديها شجرة العائلة كاملة.. لكنها تتبع مبدأ "التقية" حتي لا تفقد عرشها. والآن بعد أن انكشف السر.. ووصلنا إلي مرحلة الوضوح الكامل وعرفت أصلها وفصها.. هل يمكن أن تأخذنا معها وترفعنا إلي العرش كما فعل سيدنا يوسف مع إخوته؟! *** إذا كانوا في الغرب يرفعون الآن شعار "أنا شارلي" لإعلان التضامن مع المجلة المسيئة للرسول الكريم فأنا أرفع شعار "لست شارلي" لأنني وإن كنت أرفض الجريمة الإرهابية النكراء لكنني كمسلم أحترم عقائد ومقدسات الآخرين المختلفين عني.. ولا أقبل إهانتهم وقهرهم وسب أديانهم وأنبيائهم.. لست شارلي.. أنا مسلم.