مع أن واقع الدراسات اللغوية في الجامعات المصرية.. كان موضوع المائدة المستديرة التي دعت إليها لجنة الدراسات الادبية واللغوية بالمجلس الاعلي للثقافة. فإن المائدة تحولت إلي محاكمة للكليات التي تعني بدراسات اللغة. تباري عدد كبيرمن علماء اللغة واساتذة الجامعات في تشخيص العلل والامراض. وأدانوا بكلمات واضحة مدعمة بالاسماء والادلة والأسانيد. في تقديمه للمائدة. أكد د.السيد فضل ضرورة مثل هذه الموائد واللقاءات التي تبحث في واقع الدراسات اللغوية والدرس اللغوي في الجامعات ونوه إلي أن المسألة تحتاج إلي تضافر الجهود للنهوض بهذه الدراسات التي شهدت نوعا من التراجع والاستسهال والحديث في موضوعات ليست ذات شأن. عاب عالم اللغة الشهير د.محمود فهمي حجازي علي كليات الاداب أنها لا تهتم بالدرس اللغوي. بينما يختلف الأمر في لغات أخري كالألمانية والإسبانية والفرنسية. فهي تعني بالدرس اللغوي. وتقدم دراسات بينية مهمة. أضاف د.حجازي إن لدار العلوم دورا في التأسيس للدراسات اللغوية. ومع تحول دار العلوم من مدرسة إلي كلية. ظهر دور عالم اللغة الفذ د.إبراهيم أنيس. أشار د.حجازي إلي أن غالبية الكليات تعتمد علي الترجمات في هذا المجال واشهر هذه الترجمات وهي ما قدمه دوسوسير في علم اللغة يحتاج إلي مراجعة انا من جيل كان ولا يزال يقرأ الدراسات اللغوية الاجنبية دون ترجمة أي في لغاتها الاصلية بينما لا يمكن لطلابنا ان يدرسوها إلا باللغة العربية ولعلي اشير إلي ما بذله د.لويس عوض في الجمع والتحليل بما يمكن ان نطلق عليه مشروع معجم. مجهود غير عادي ورائع لكن تغير رئيس هيئة الكتاب فاختفت الاوراق وضاع مجهود لويس عوض وبعد عام ظهر مشروع المورد وقوبل قبولا طيبا لان الناس كانوا في حاجة إليه. مهارات ضعيفة ونبه المتحدث إلي أهمية التعاون بين الجامعات المصرية في مجال دراسة اللغة رغم الظروف القاسية التي تمر بها هذه الجامعات فليس لدينا مجال للتدريب وتعليم اللغة الاجنبية يؤخذ بإهمال شديد. وطلاب الثانوية يأتون إلي الجامعة ومهاراتهم اللغوية ضعيفة. مما يؤدي لأن يتجه الاستاذ الجامعي إلي تقوية هذه المهارات علي حساب المهارات التدريبية ثمة كليات للغة العربية لدينا الآداب والألسن ودار العلوم وكليات التربية. وهذا تنوع كبير ومتعدد لكنه للأسف ليس في صالح الدراسات اللغوية علينا أن نعيد النظر في كل هذا. أما د.محمد عبدالعزيز عميد كلية دار العلوم فقد احصي 184 مدرسة اجنبية تنتمي إلي مناهج مختلفة وتدرس اللغة العربية خريجو هذه المدارس ينافسون في تقدير العميد أبناء الغلابة في التعليم ولديهم فرص كبيرة في نيل الوظائف المهمة لكن الملاحظ أن طالب تلك المدارس يحصل علي مناهج تضعف حسه الوطني. وتعبث بهويته المصرية فعلينا أن ننتبه إلي ذلك. ولاحظ د.السيد فضل أن طلاب تلك الدراسات يجيدون اللغة العربية أكثر من إجادة طلاب المدارس الثانوية المصرية كما لاحظ أن طلاب أقسام الطب والهندسة في جامعاتنا المصرية هم أقوي في اللغة العربية من طلاب كليات الآداب. نزعة استعلائية أضاف د. أحمد عبدالعزيز أن هؤلاء الطلاب لديهم نزعة استعلائية. وشعور بالتفرد. وهذا التباين الصارخ في التعليم. وفي الترقي يؤدي إلي صراع طبقي وتفسخ مجتمعي لذلك فإني ارجو ان تعود وزارة التربية والتعليم لتنشرف علي هذا النوع من التعليم حتي لا ينشأ لدينا من المستلبين. تحدثت د.وفاء إبراهيم عن مستوي الدراسات اللغوية في الجامعات المستوي هابط حيث ان الطالب لا يبحث عن موضوعات جديدة لم تدرس بعد إضافة إلي أن المجتمع لا يهتم بهذه الدراسات بمعني أنه لا يتم بنشرها. أو التنويه عنها. وحذر د.أحمد كشك من ظاهرة سلبية. هي أن بعض طلاب المدارس العليا يدورون الابحاث. بعد ان يضيفوا او يحذفوا من أسماء الرسائل. قال الشاعر محمود شرف إنه من الممكن أن يكتشف ذلك عن طريق الانترنت والباحث جوجول إضافة إلي الأستاذ نفسه. وشدد د.محمد الطويل علي أن تلك الظواهر السلبية تعرقل الدرس اللغوي بحيث تدفع البعض إلي عدم الإقبال عليها والطلاب المتميزين بخاصة. وروي د.محمد عوني عبدالرءوف أنه أشرف علي المدارس الألمانية لمدة 43 سنة وان خريج المدرسة الألمانية يجيد العربية وان كان من الضروري إصلاح التعليم ما قبل الجامعي. ونصح د.محمد العبد بضرورة تحديد كل مجال في كليات الألسن والآداب والتربية. لان كلية التربية تدرس المناهج نفسها التي تدرسها الكليات الاخري وهذا خطأ وعليها أن تعيد النظر في مناهجها لانها منوطة بتخرج مدرس يدرس إلي جانب اللغة العربية مواد تربوية ونفسية أخري. تساؤلات تساءلت د.مروة مختار: هل المطلوب من تلك الدراسات ان تقوم ما اعوج في دراسة العربية عبر مراحل التعليم الاساسي والثانوي؟ هل المطلوب أن يكمل واقع الدراسات اللغوية في بعض جامعاتنا مشوار الملزمة المقررة الذيازدهر في التعليم قبل الجامعي؟ هل المطلوب أن تستبعد كتب علوم اللغة والنحو من مرحلة الليسانس. كما يحدث في بعض الكليات؟ هل المطلوب ان نجد خريجا لا يعرف ابن هشام. ولم يتطرق لعلاقة اللغة والنحو بالبلاغة لدي الجرجاني؟ اخيرا. وليس آخرا. متي نتقدم اقسام اللغة العربية الجانب التطبيقي لنظريات تحليل الخطاب. وعلم لغة النص. واللسانيات الحديثة. في مرحلة الليسانس. بعيدا عن الاطر النظرية التي يحفظها الطالب. ويؤجل التطبيق لمرحلة الدراسات العليا؟ التساؤلات كثيرة. تجد بعض الاجوبة في إنشاء مراكز تابعة للكليات المختلفة. لتنمية المهارات اللغوية. وتدريس حوسبة اللغة. ومهارات التحرير الكتابي. أقسام اللغة العربية تفيض بطلابها. فهل طورت مناهج علوم اللغة بصورة حقيقية؟!