كل المسلمين في أرجاء العالم يؤمنون بالسيد المسيح نبياً ورسولاً. كما يؤمنون بكل الرسل ويقدسون رسالتهم في هداية البشرية اعترافاً بالخالق الواحد الأحد الذي لا شريك له. لم يسبق في التاريخ الإسلامي أن نال مسلم. سواء أكان رجلاً عادياً أو مفكراً أو عالماً أو ممن يعملون في مهنة الصحافة أن ذكر السيد المسيح بسوء لأن ديننا يحرم ذلك.. ولم يحدث أن قامت صحيفة يحررها مسلمون بكتابة مقال أو رسم أي صورة أو كاريكاتير يسخر من السيد المسيح أو يستهزئ به لإغاظة المسيحيين أو التقول علي نبيهم. والحادث الذي قام به بعض الإرهابيين باطلاق الرصاص علي مقر مجلة "تشارلي إبدو" الفرنسية استنكره جميع المسلمين وهيئاتهم الدينية والعلمية وأدانوه بشدة. لأنه أسفر عن قتل 13 شخصاً من بينهم أربعة من رسامي الكاريكاتير. كما أصيب 11 آخرون. ولأن مجلة "تشارلي ابدو" وقد دأبت قبل ذلك علي نشر كاريكاتير يسيء إلي الرسول محمد صلي الله عليه وسلم عام 2012 نكاية في المسلمين ونبيهم. فقد أعطت بهذا مبرراً للمتطرفين أن يطلقوا عليها الرصاص ويوقعون ب 13 قتيلاً دفعة واحدة.. وقد قالها بعض المتطرفين قبل أن يطلق الرصاص علي الحاضرين "هذا من أجل محمد". صحيح أننا استنكرنا الرسوم المسيئة للنبي محمد في حينها.. كما نشرت بعض الصحف الأخري نفس هذه الرسوم.. لكننا لم نفكر في ايذاء من يتعمدون الإساءة إلي ديننا الحنيف ورسولنا الأكرم. واكتفينا بالاستنكار والاستهجان. حتي جاء الوقت الذي ظهرت فيه التنظيمات الإرهابية التكفيرية والتي آذت المسلمين قبل المسيحيين. ووجدها هؤلاء الإرهابيون فرصة. وأنهم قادرون علي الوصول بإرهابهم إلي العواصم والمدن الأوروبية. واتخذوا هذه الرسوم ذريعة للقيام بعمليتهم ضد المجلة. كان من المفترض أن تتوقف هذه المجلات التي تسيء إلي الرسول محمد صلي الله عليه وسلم.. لكن هناك مجلة اسبانية تسمي "الخويبيس" الساخرة انتقدت الهجوم الذي وقع علي المجلة الفرنسية وهددت بنشر رسوم مسيئة لرسول الإسلام.. وهذا مبرر كاف لأن يمتد نشاط الإرهاب المتزايد هذه الأيام إلي هذه المجلة وغيرها خاصة أن لها سابقة من قبل ضد الإسلام والمسلمين والنبي محمد. هناك تحليل أمريكي آخر لهذا الحادث الذي وقع علي المجلة الفرنسية. حيث اتهم موقع "انترناشيونال بيزنس تايمز" الموساد الإسرائيلي بمسئوليته عن اقتحام مقر المجلة. رغبة في الانتقام من تصويت البرلمان الفرنسي لصالح فلسطين. بالإضافة إلي تصويت فرنسا في الأممالمتحدة لصالح المشروع الفلسطيني. وقال الموقع إن الموساد قام بهذه العملية لإلصاق التهمة بالمسلمين. وأنه استأجر مسلمين من أصول عربية لتنفيذ الهجوم لزيادة العداء ضد المسلمين في العالم. وقد تزامن هذا الاتهام الأمريكي للموساد الإسرائيلي مع قيام مجلة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في استغلال هذا الهجوم الذي وقع علي المجلة الفرنسية بإعادة نشر الرسوم التي سبق أن نشرتها المجلة عام 2012 وكتبت عليها "مذبحة باريس" كما تعمدت الصحيفة وضع هذه الرسوم علي جميع الأخبار المنشورة عن الجريمة. ليس من السهل إذن أن يقوم موقع أمريكي بالصاق تهمة مذبحة المجلة الفرنسية لأصدقاء أمريكا المقربين وهم الإسرائيليون.. فلنأخذ العبرة مما يجري في العالم وكيف أن إسرائيل تصطاد في الماء العكر!!