كانت البوسنة لا تزال تنقب في الأرض بحثا عن عظام قتلاها منذ عقد مضي عندما بدأت تفد اليها صناديق تحتوي علي عظام آخرين من ضحايا أمواج المد العاتية "تسونامي" التي ضربت شواطئ منطقة جنوب شرق آسيا. تزامن ذلك مع بزوغ نجم كاثرين بومبورجر لرئاسة اللجنة الدولية للمفقودين ومقرها البوسنة التي تأسست عام 1996 بمبادرة من الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلينتون لكشف النقاب عن أسرار الوفيات المروعة التي تضمنت القاء الجثث في مقابر جماعية تناثرت بالمناطق الريفية من البلاد في اعقاب الحرب التي دارت رحاها هناك بين عامي 1992 و1995. وأوفدت اللجنة مجموعة من العاملين الي تايلاند لانشاء معمل يتولي جمع عينات دم من أقارب نحو 230 ألف شخص راحوا ضحية الأمواج العارمة التي اجتاحت المنطقة الآسيوية في ديسمبر عام 2004 ومضاهاة الحمض النووي الذي تتضمنه العينات بالحمض النووي للعظام التي أرسلت الي البوسنة. نجحت هذه المهمة في التعرف علي شخصية نحو 800 من الضحايا. وقالت بومبورجر لرويترز في مقابلة "كانت حقا خبرة هائلة تعلمنا منها". وبعد مرور عقد من الزمن صارت هذه اللجنة التي كانت مجرد كيان خاص محدود يعني بيوغوسلافيا السابقة فقط أهم سلطة في العالم لتحديد شخصيات المفقودين.