مع إشراقة العام الجديد كان اللقاء مع د. إيناس عبدالدايم التي تعد من أهم المسئولين عن الفنون الراقية ليس فقط بمنصبها كرئيسة لهيئة المركز الثقافي القومي "دار الأوبرا" ولكن بصفتها فنانة لها إسهامات في النشاط الموسيقي الجاد منذ سنوات طويلة وأستاذة أكاديمية تتلمذ علي يديها الكثير من الفنانين كما أن لها تاريخ طويل في الجانب الإداري من عميدة للكونسرفتوار لنائب رئيس أكاديمية الفنون كما أنها ظلت لسنوات طويلة مديرة لأوركسترا القاهرة السيمفوني التي كانت عازفته الأولي علي مدي ربع قرن. وللفنانة إيناس عبدالدايم علاقة عميدة مع "المساء" حيث تابعنا مسيرتها منذ جاءت من باريس 1989 بعد حصولها علي شهادة الدكتوراة وأخبارها وأحاديثها وتقييم أدائها في الحفلات تصدر الصفحات الفنية في الجريدة ولكن الذي يستحق التسجيل وسوف تلحظه أيها القارئ خلال السطور القادمة أن معظم الأخبار التي خصت بها الجريدة في هذا الحديث جاءت استجابة للكثير من القضايا التي سبق أن أثرناها علي صفحاتنا وكانت قراراتها حسب قولها منطلقة من احترامها للكلمة المقروءة وللنقد البناء. تسجيل التراث البداية كانت مع آخر قضية أثرناها وتخص التأليف الموسيقي المصري العالمي وضرورة تسجيل تراثنا في هذا المجال قالت د. إيناس: بالفعل بدأنا خطوات جادة وتم تشكيل لجنة لتحقيق هذا المشروع القومي العملاق وتوصلنا لاتفاق مع صندوق التنمية الثقافية ليدعمنا حيث يمتلك أجهزة متطورة في التسجيل ونحن حاليا بصدد عمل بروتوكول مع الصندوق لتنفيذ هذا المشروع.. وعن تخصيص أجر للمؤلف الموسيقي عن أعماله قالت: أصدرت قرارا بأن يخصص للمؤلف حق أداء وهذه خطوة أولي حيث الخطوة التالية سوف تكون تكليف المؤلف بأعمال وأن يكون علي خريطة الأوركسترات أعمال مصرية جديدة لتشجيع المؤلفين وتنشيط الحركة الإبداعية وتضيف: ولكن هناك نقطة هامة أن المؤلفين الدارسين عددهم نادر لأن هناك مشاكل في لائحة الكونسرفتوار أصبحت تعوق قسمي التأليف والغناء هناك انحسار كبير في عدد الطلبة وسبق أن تناولتم في "المساء" هذه القضية ونحاول أنا وزملائي الأكاديميين العمل علي تقديم المقترحات لحلها لأنه بكل صراحة من أمنياتي أن يكون لدينا الباليه المحلي والأوبرا المحلية والمقطوعة السيمفونية التي تحمل هويتنا ولكن في إطار عالمي متطور لأن هذه فنون عالمية ندخل بها مجال منافسة ليست سهلة مع تقدم العلوم الموسيقية وتطورها في العالم. الإقبال الجماهيري ومع ختام عام 2014 ونسمات 2015 تهب علينا كان السؤال الذي فرضته الأجواء ما أهم الإنجازات من وجهة نظرك التي حققتها دار الأوبرا العام الماضي وما الذي سوف يتم تقديمه في العام الجديد؟ وأجابت د. إيناس: أهم إنجاز أسعدني جدا تحقيق الإقبال الجماهيري ونسبة المشاهدة العالية في حفلات السيمفوني والأوبرا والباليه والرقص الحديث وهذا كان حلمي كفنانة وأيضا هذا العام سجل دخول هذه الفرق للأقاليم ونجاحها جماهيريا وهذا أري أنه أكبر إنجاز كما أن المسارح التي كانت مهملة ازدحمت هذا العام بالعروض مثل معهد الموسيقي العربية والجمهورية. تضيف رئيسة الأوبرا وعن الشق الثاني من السؤال والخاص بالعام الجديد أقول في البداية ليلة رأس السنة سوف تكون جميع مسارح الدار مشغولة في كل من القاهرة والأقاليم حيث يشهد المسرح الكبير حفل أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو المجري "فرانز روزا" والسوبرانو المجرية النمساوية "نيكوليتا رادو" ويقدم هذا الحفل في اليوم التالي بمسرح سيد درويش بالإسكندرية ويشهدها أيضا لأول مرة جمهور أوبرا دمنهور مساء ثاني أيام العام الجديد كما يقدم مغني الأوبرا صبحي بدير وفرقته حفلا علي المسرح الصغير ويستضيف المسرح المكشوف فرقة المولوية المصرية بقيادة المنشد عامر التوني. وذلك لتزامن قدوم العام الجديد مع المولد النبوي الشريف.. أما علي مسرح الجمهورية يحيي عازف الجيتار عماد حمدي وفرقته الأصدقاء حفلا يتضمن باقة من أشهر الأعمال العالمية التي كتبت إحتفالا بالكريسماس ويشهد مسرح معهد الموسيقي العربية حفلا لفرقة عبدالحليم نويرة بقيادة المايسترو صلاح غباشي وتتواصل العروض حيث يستمتع جمهور مدينة الثغر بحفل العام الجديد للدارسين بمركز تنمية المواهب علي مسرح سيد درويش كذلك يستقبل مسرح أوبرا دمنهور حفلا لفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقي والغناء العربي بقيادة المايسترو عبدالحميد عبدالغفار.. يتضمن نخبة من أجمل أعمال الطرب. وتضيف د. إيناس أيضا بدار الاستقرار السياسي ينعكس علي الفرق الأجنبية التي كانت ترفض المجيئ وأصبحت الآن تطلب أن تعرض علي أوبرا القاهرة وسوف يشهد الموسم المقبل حجز التذاكر عن طريق الأون لاين مثل كل دور الأوبرا في العالم وذلك بعد الاتفاق مع وزارة الاتصالات وعقد عدة اجتماعات بهذا الشأن. وبالنسبة للإنتاج الجديد قدمنا في فرقة الباليه "عصفور النار" لسترافنسكي والعام القادم سوف يشهده أيضا إنتاجا جديدا وسوف نقدم أوبرا "تريفاتوري" كإنتاج جديد لفرقة أوبرا القاهرة.. وبالنسبة للموسيقي العربية هناك إعادة نظر في أمور كثيرة كلها محل دراسة من أجل التطوير وتحقيق معادلة الحفاظ علي التراث مع تقديم برامج متطورة والاستفادة من العدد الكبير للفرق ولكن ما تم تحقيقه بالفعل الإقبال الجماهيري علي فرقة الإنشاد الديني. مسارح جديدة * وماذا عن المسارح الجديدة والواحة الثقافية في 6 أكتوبر؟ أجابت د. إيناس هذا هو الإنجاز الحقيقي الذي سوف يشهده العام القادم حيث انتهينا حاليا من 75 في المائة من الواحة وبدأنا في العد التنازلي لافتتاحها وبالنسبة لأوبرا طنطا العمل علي قدم وساق. * وماذا عن المسرح الملكي في المنصورة وهل تم تخصيص ميزانية للترميم؟؟ قالت: لا يعد ترميما بل ربما يكون إعادة بناء لأن المسرح تأثر بشكل كبير جدا بتفجير مديرية أمن المنصورة لأنه يقع بجوارها ولكن مهندسي الأوبرا أكدوا أنهم قادرين علي إعادته مرة أخري لرونقه وجماله وأنا واثقة من ذلك وبالنسبة للتمويل متوفر حيث جاء منحة من سلطنة عمان. وحول ما أشيع من توقف بث عروض المتروبليتان قالت: غير صحيح العروض مستمرة في المسرح الصغير وتم تجديد الرخصة وجمعية أصدقاء الأوبرا تعاونت معنا بالتمويل المالي. وعن تكريمها من خلال حصولها علي الجوائز وآخرها جائزة صالون غازي الثقافي قالت تكريمي تكريم للمرأة وللفنانة العربية بشكل عام لكن سعادتي الحقيقية وأكبر جائزة أحصل عليها النقد الجيد علي أدائي الفني وتصفيق الجماهير وحبهم. وفي الختام أكدت د. إيناس أنها متفائلة خاصة أن سياسة العمل الجماعي التي تنتهجها تأتي بثمارها علي المستويين الإداري والفني وأن الجميع يعمل بحب ومن منطلق أن الأوبرا المصرية صرح يعبر عن حضارتنا وتطورنا.