يجب أن نتوقف كثيراً أمام حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء تحرير الجمهورية والأهرام والأخبار من حيث الشكل والمضمون لأن بهما رسائل مهمة للقاصي والداني. * الرسالة الأولي.. أنه لأول مرة في التاريخ الصحفي منذ ثورة يوليو يجري رئيس الدولة حواراً مع رؤساء تحرير الصحف الثلاث الأم لمؤسساتها معاً.. فقد كان المتبع أن يتم الحوار إما مع كل رؤساء تحرير الصحف قاطبة أو مع كل رئيس تحرير علي حدة. * الرسالة الثانية.. وهي مرتبطة بالأولي.. أن الحوار لم يكن مع الصحف الثلاث فقط بل مع مؤسساتها الكبري ممثلة لكل المؤسسات الصحفية القومية.. وهو ما يعني أن الرئيس مع تلك المؤسسات قلباً وقالباً وعلي مسافة واحدة منها جميعاً والتأكيد مجدداً علي أنه لن يتخلي عنها أبداً تحت أي ظرف من الظروف باعتبارها أحد أهم الخطوط الدفاعية عن مصر واستقرارها.. بدليل أنه بادر الزملاء الثلاثة قبل الدخول في أي سؤال بالاستفسار عن أحوال المؤسسات القومية وبالقطع فإنهم عرضوا الواقع المالي الصعب الذي تحياه في أمانة وصدق. * الرسالة الثالثة.. أن مستوي الأسئلة كان ممتازاً وغطت في الجزء الأول من الحوار الشأن الداخلي بكل مفرداته.. كما تميزت إجابات الرئيس بالدقة والموضوعية والصراحة والمكاشفة والتركيز. * الرسالة الرابعة.. أن هذا الجزء من الحوار اكتظ بالأخبار الجماهيرية التي تثلج صدور المواطنين وتجعلهم يأمنون علي حاضرهم ومستقبلهم: 1- حركة المحافظين في يناير وستكون واسعة. 2- أنا غير راض عن أداء بعض الوزراء.. إجراء تعديل وزاري إذا تطلبت المصلحة العامة ذلك. 3- اعطي المسئول مهلتين.. ثم "التالتة تابتة". 4- مشروع المليون فدان ينطلق خلال 3 شهور وسيتكلف 280 مليار جنيه وهو ليس مجرد استصلاح أرض وحفر آبار وإنما مساكن ومدارس ومستشفيات وخدمات في كيانات ومجتمعات عمرانية تضم ايضا مصانع للمنتجات الزراعية. 5- سنري آثار المشروعات الكبري بعد سنتين.. وسيشعر كل مواطن بثمارها. 6- تعاقدنا فعلاً علي محطات كهرباء سابقة التجهيز وسيتم تحميلها وتركيبها. 7- تسليم ألف تاكسي و500 سيارة ثلاجة للحوم والخضر للشباب. 8- من المؤكد أن هناك متظاهرين أبرياء في السجون.. وقد كلفت وزير الداخلية بإجراء مراجعة شاملة للمقبوض عليهم.. وأي بريء سيخرج. 9- عملية سيناء الكبري تتم بعيداً عن الأنظار منذ 25 يوماً. 10- مجلس أعلي للاستثمار برئاسة رئيس الجمهورية يتم تشكيله قبل المؤتمر الاقتصادي.. والإعلان قريباً عن إنشاء مجلس للتنمية الاقتصادية. * الرسالة الخامسة.. احتوت علي عدة دروس وتوجهات: 1- الجيش المصري اسطورة.. شال مصر واعادها إلي خريطة العالم.. وحماها مرتين وها هو يحميها للمرة الثالثة في معركة التنمية. 2- تنظيم مسابقة لأفضل طالب وأحسن فلاح.. أجدي من "الرقص والغناء". 3- الإنسان.. هو سر معجزة الصين. 4- أنا فرحان بالمصريين.. وكلما أجد ضغوطاً من الداخل والخارج فإن هذا دليل نجاح مصر. 5- لن آخذ من جيب أحد بالغصب أو بسيف الحياء لصندوق "تحيا مصر". 6- يجب عدم انتقاد المعارضين.. كفانا عنفاً وتمزقاً.. فمصر كادت تضيع. الحوار كان رائعاً بحق.. ويعد من أفضل الحوارات التي أجريت مع رئيس الدولة.. حيث تميز بالصدق الشديد والموضوعية والأمانة والجرأة سواء في طرح الأسئلة أو الإجابة عليها. تحيا مصر.