بدأ الليلة الماضية في تونس فرز أصوات انتخابات الرئاسة بعد غلق اللجان الانتخابية أبوابها في جولة الإعادة وسارعت حملة المرشح الباجي قائد السبسي زعيم حزب "نداء تونس" لإعلان تقدمه علي منافسه المنصف المرزوقي الذي قالت حملته إن الفارق بين المتنافسين قد يكون بضعة آلاف. ووفقاً لتقديرات نتائج التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية نشرت الليلة الماضية في ملف مفصل أعدته مجموعة "سيجما" وهي مكتب رائد في مجال استطلاعات الرأي. فقد حصل المرشح الباجي قائد السبسي علي نسبة 5.55% من اجمالي الأصوات. وحصل المرشح محمد المنصف المرزوقي علي نسبة مقدرة ب 5.44%. أشارت الدراسة التي أجرتها "سيجما" التي تمت علي عينة مكونة من 14 ألفاً و222 تونسياً قاموا بالتصويت في الانتخابات الرئاسيةإلي أنه تم جمع البيانات أمام مراكز الاقتراع المنتشرة عبر البلاد. أكد مرشح حركة "نداء تونس" الباجي قائد السبسي أنه في انتظار النتائج الانتخابية التي ستعلنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.. معتبراً أن كل ما تم خلال العملية الانتخابية التي جرت لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد أصبح شيئاً من الماضي. وأنه يتعين علي الجميع التعاون من أجل مصلحة تونس. وتوجه "السبسي" في كلمة متلفزة الليلة الماضية عقب إغلاق صناديق الاقتراع بالشكر لكل من سانده في هذه الانتخابات الرئاسية ولكل من ساند منافسه الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي أيضا. مؤكداً أن المستقبل يحتم علينا أن نعمل معاً لمزيد من تقدم ورقي بلادنا. قال المرشح المنافس المنصف المرزوقي خلال إدلائه بصوته في مدينة سوسة "جنوب شرق العاصمة" إن الديمقراطية تقتضي القبول بالنتيجة مهما كانت.. وشدد علي أنه ينبغي عدم التشكيك في النتائج التي ستعلنها هيئة الانتخابات. وبعد انتهاء عمليات التصويت مباشرة.. أعلن محسن مرزوق مدير حملة السبسي "88 عاماً" في مؤتمر صحفي تقدم مرشح حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية الماضية علي منافسه المرشح المستقل المنصف المرزوقي "69 عاماً" وتحدث مرزوق عن مؤشرات علي تقدم "السبسي" دون تقديم أرقام. بينما قال عدنان منصر مدير حملة المرزوقي إنه لا أساس من الصحة للإعلان عن تقدم السبسي. وأضاف أن الفارق في الأصوات التي حصل عليها كلا المرشحين قد يكون بضعة آلاف. مؤكداً أن الحملة ستهنئ السبسي في حال تأكد فوزه. أغلقت اللجان الانتخابية أبوابها الليلة الماضية في تونس بعد أن أدلي التونسيون بأصواتهم.. وجرت عمليات التصويت في نحو 11 ألف مكتب انتخاب موزعة علي 27 دائرة انتخابية. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية أن نسبة الإقبال بلغت 04.59%. بينما بلغت نسبة التصويت في الخارج 2.33%. أشارت إلي أن عملية التصويت مازالت متواصلة في كندا والولايات المتحدة التابعة لدائرة الأمريكيتين وبقية الدول الأوروبية. وبحسب الهيئة العليا فإنه سيكون لديها قانونياً حتي الأربعاء المقبل الموافق 24 من ديسمبر الجاري لإعلان اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية التي تشكل آخر خطوات تونس نحو الديمقراطية الكاملة بعد نحو 4 سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. اتهمت حملة المرزوقي حملة السبسي بارتكاب مئات التجاوزات.. وقال مدير حملة المرزوقي إن حملة المرشح المنافس ارتكبت تلك التجاوزات بطريقة تصاعدية. وأضاف أن المخالفات التي ارتكبتها حملة السبسي كانت تصاعدية من حيث النوعية وكذلك من حيث توزيعها علي المحافظات. مشيرا إلي أن حملة المرزوقي وجهت ملاحظات بهذا الشأن إلي هيئة الانتخابات. كان رئيس الهيئة شفيق صرصار أقر بحدوث تجاوزات وأخطاء.. وقال إن التجاوزات ستحال إلي القضاء. نشرت السلطات التونسية ما يقرب من 100 ألف عسكري وأمني لضمان سلامة مراكز الاقتراع والأمن العام في البلاد. وأغلقت 124 لجنة انتخابية موجودة في ولاية الكاف وجندوبة والقصرين بالمناطق الحدودية بالوسط الغربي والشمال الغربي أبوابها قبل انتهاء مواعيد إغلاق اللجان. نظراً للظروف الأمنية الدقيقة التي تمر بها وفقاً لقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية. وفيما يخص إقبال الناخبين علي مكاتب الاقتراع فقد بدأ متوسطاً أو ضعيفاً في الساعات الأولي من الانتخاب وسط حضور ضعيف للشباب قبل أن يزداد عدد المصوتين. ومن طرائف الانتخابات التونسية.. ما حدث في إغلاق مكتب انتخاب قرية "برج الخضراء" التونسية الواقعة علي بعد 420 كيلو متراً جنوب ولاية تطاوين في أقصي الجنوبالتونسي في وقت مبكر جداً بعد أن أدلي كل الناخبين المتواجدين بالقرية البالغ عددهم 12 ناخباً فقط بأصواتهم في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية. يشار إلي أن السبسي "88 عاماً" الذي كان رئيساً للبرلمان في عهد بن علي حصل في جولة الانتخابات الأولي في نوفمبر علي 39% من الأصوات. في حين حصل المرزوقي "69 عاماً" علي 33%.