"أشمون" أرض القمر كما كان يطلق عليها قديما إحدي مدن محافظة المنوفية بها وحدة محلية "أم" باعتبارها عاصمة المركز والذي يعد أكبر مراكز المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان تتبعها 14 وحدة محلية قروية تضم 41 قرية و190 عزبة وكفر فازت بكأس أحسن مدينة علي مستوي الجمهورية في عام 2005 في عهد رئيسها آنذاك اللواء أبو المعاطي الدكروري لكنها تعتبر حاليا من أسوأ المدن حيث اغتالت يد الاهمال كل جميل فيها. "المساء" التقت الأهالي واستمعت إلي معاناتهم من كافة صور الاهمال الذي أصبح في كل شيء بالمدينة حتي صارت حياتهم جحيما من سوء الخدمات في ظل اللامبالاة من قبل المسئولين كأنهم في واد والمواطنون في آخر. في البداية يقول ابراهيم المحروقي "موجه بالتعليم" ان طرق أشمون أصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا ومليئة بالحفر والمطبات بدءا من مدخل المدينة عند سنتريس وحتي الشوارع داخلها الأمر الذي يتسبب في كثرة وقوع حوادث التصادم وتلف السيارات وبالتالي تعطيل الحركة المرورية وكذا سوء حالة مياه الشرب التي أدت إلي زيادة معدلات الاصابة بأمراض الفشل الكلوي والتيفود والأمراض الفتاكة نظرا لأنه مازالت بعض خطوط مياه الشرب بها عبارة عن مواسير من مادة الاسبتوس المحرمة دوليا لخطورتها علي الصحة العامة بالإضافة إلي مركز أشمون ليس به إدارة تعليمية حيث انه تم هدم مبني الإدارة التعليمية منذ أكثر من 10 سنوات ولم يتم إعادة بنائه حتي الآن رغم استئجار عدة شقق في إحدي العمارات السكنية الأهلية بالمدينة بآلاف الجنيهات شهريا وتوزيع بعض مكاتب التوجيهات الفنية علي معظم المدارس مشيرا إلي انه تم اقتطاع مبلغ من مكافأة امتحان المدرسين منذ حوالي 7 سنوات وصلت جملته آنذاك إلي نحو 250 ألف جنيه للمساهمة في بناء الإدارة وحتي الآن المبني عبارة عن أساسات فقط ووعود المحافظين المتعاقبين علي المحافظة وهمية وهيئة الأبنية التعليمية ترد انها تبني مدارس وليس إدارات تعليمية. أضاف اسلام فؤاد "محاسب" ان الباعة الجائلين وأصحاب المحلات افترشوا بضائعهم بالطريق العام في ظل غياب الرقابة من جانب مسئولي الاشغالات بمجلس المدينة كما ان سيارات السوزوكي تنتشر كالجراد وتنتظر في مواقف عشوائية داخل المدينة وتعمل تاكسي أجرة رغم ان ترخيصها ملاكي وتبتز المواطنين مستغلة قلة عدد سيارات السيرفيس التي تحولت إلي ما يشبه علبة سردين بالإضافة إلي أن سائقيها يتفوهون بالألفاظ النابية والخارجة ويسيئون معاملة الركاب تحت مرأي ومسمع رجال المرور. أما محمود غنيم "محاسب" فيضيف ان بعض ورش السيارات تركت المنطقة الصناعية بعزبة لمعي وانتقلت وسط الكتلة السكنية رغم ما تسببه من ضوضاء وتلوث للبيئة واشغال الطريق وبالتالي اعاقة الحركة المرورية وكذلك سوء الخدمة الصحية بالمستشفي العام ورفضه بعض الحالات المرضية الحرجة التي تحتاج إلي دخول العناية المركزة علي الفور وتزويغ الأطباء من العمل مبكراً للتوجه إلي عياداتهم الخاصة لافتا إلي أن المستشفي العام يشهد كبقية المرافق الخدمية الأخري إهمالا شديدا وضعف الامكانيات به مما يسفر عن وفاة الحالات المرضية المتأخرة أو تدهورها. فجرت صالحة المنطاوي "عضو مجلس محلي المحافظة سابقا" مشكلة تؤرق أهالي مدينة أشمون وتتمثل في عدم وجود اتوبيسات تابعة لمرفق النقل الداخلي تعمل علي خط "أشمون القاهرة" تستوعب الأعداد الكثيرة من الركاب مما يعرضهم خاصة الطلاب لاستغلال سائقي سيارات الأجرة الذين يرفعون التعريفة إلي الضعف في معظم الأوقات في ظل غياب الرقابة المرورية وكذا علي الدراجات النارية التي انتشرت كالسرطان في جسد المجتمع والتي يقودها صبية صغار مما يتسبب في وقوع عشرات الحوادث يومياً والتي تنتهي غالبا بالوفاة أو بحدوث عاهة لمستقليها أو للمواطنين بالطريق وطالبت بتشديد الرقابة علي محلات بيع الألعاب النارية والشماريخ منعا من إلحاق الضرر بالمواطنين. انتقد محمد عبدالصافي "أحد الأهالي ومسئول حركة شباب ضد الفساد بأشمون" وجود السلخانة أمام الإدارة التعليمية وبجوار مجمع مدارس وانبعاث الروائح الكريهة من القمامة والذبائح وكذا الأدخنة الصادرة من المحرقة أثناء حرق مخلفات الحيوانات والمواشي والتي تزكم الأنوف وتؤثر علي صحة التلاميذ فضلا عن أضرارها علي البيئة والكتلة السكنية المحيطة ورغم الانتهاء من بناء سلخانة جديدة تكلفت أكثر من 3 ملايين جنيه إلا انه لم يتم افتتاحها وتشغيلها حتي الآن بدعوي انها غير مطابقة للاشتراطات مؤكدا ان صوتهم بح من كثرة الشكاوي لوزارة البيئة والمحافظة بهذا الخصوص ولم يحرك ساكناً. قال أيمن محمد "موظف" ان عمال النظافة يقومون برفع القمامة من الشوارع الرئيسية فقط دون النظر إلي الشوارع الفرعية والجانبية والتي تتراكم القمامة بها وتصبح مرتعاً للقطط والكلاب وبيئة خصبة للذباب والباعوض رغم ارتفاع رسوم النظافة بواقع 3 جنيهات علي كل عداد كهرباء بالمنزل وأضاف ان مشكلة أنبوبة البوتاجاز تحتاج إلي تدخل سريع خاصة بعد أن وصل سعرها بالسوق السوداء مؤخرا إلي 40 جنيها تحت مرأي ومسمع المسئولين رغم انه من المفترض الحصول عليها من البقال التمويني بموجب البطاقة التموينية ب 8 جنيهات والذي يقوم بصرفها بواقع واحدة لكل بطاقة ب 13 جنيها بعد 10 أيام من طلبها وللحقيقة يتعرض للمخاطر بسبب قيام البلطجية بأخذها عنوة مطالبا بتوفيرها في أي وقت ودون تحديد عدد منها للمواطن ولو بسعر 20 جنيها للأنبوبة. رد العميد حاتم السبع رئيس مركز ومدينة أشمون قائلاً: لا مشاكل عندنا. غسيل وتطهير شبكة المياه وجميع الخطوط يتم بانتظام كل 15 يوما كما يتم تنظيف الشوارع مرتين يومياً. مشيرا إلي أنه يتم نقل كمية من القمامة تبلغ 200 طن يومياً إلي المدفن العمومي بالسادات. أضاف ان الطريق من سنتريس حتي مدينة أشمون يتبع هيئة الطرق والكباري وليس الوحدة المحلية وتمت مخاطبة الهيئة أكثر من مرة بهذا الشأن وبالنسبة لشوارع المدينة فيتم "ترقيع" الرصف المنهار مشيرا إلي أن هيئة الصرف الصحي ومياه الشرب عقب انتهائها من عملها بالشوارع كان مفترضا عليها أن تعيد الشيء لأصله إلا انها دفعت مقابل ذلك في حينه وتم الانتظار لسنوات لحين تجريب مرافقها وبالتالي ارتفعت قيمة رد الشيء لأصله مما تعذر معه رصف الطرق بالكامل للفرق في الأسعار. أوضح ان المدينة مدرجة في خطة الغاز الطبيعي 2016 وبالنسبة للأسلاك الكهربائية المكشوفة فيتم استبدالها بمعزولة وصيانتها باستمرار أما عن الإدارة التعليمية فأكد انه يشترط لبنائها موافقة وزير التربية والتعليم شخصياً. أشار إلي أنه تمت مخاطبة إدارة مرور المنوفية للموافقة علي ترخيص 200 سيارة سوزوكي ملاكي وعن ورش السيارات داخل الكتلة السكنية. قال: لا مانع من وجودها طالما لم تحدث ضوضاء أو تلوث فضلا عن ان المنطقة الصناعية بعزبة لمعي لا تستوعب ورشا جديدة وانه سيتم إنشاء ورش جديدة بالمنطقة ونقلها إليها مستقبلاً.