أكد بيان الأزهر العالمي. الذي توافق عليه المشاركون في مؤتمر "الأزهر في مواجهة الإرهاب" بالقاهرة. برعاية فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. أنَّ كلَّ الفِرَقِ والجماعاتِ المُسلَّحةِ و"المليشيات"الطائفيَّةِ التي استعملت العنفَ والإرهابَ في وجه أبناء الأمةِ رافعة - زورًا وبهتانًا - راياتي دينيةً. هي جماعاتى آثمةى فكرًا وعاصيةى سلوكًا. وليست من الإسلامِ الصحيحِ في شيءي. وأنَّ ترويعَ الآمِنين. وقتلَ الأبرياءِ. والاعتداءَ علي الأعراضِ والأموالِ. وانتهاكَ المقدَّساتِ الدينيةِ. جرائمُ ضد الإنسانيَّةِ يُدِينها الإسلامُ شكلا وموضوعًا. وأنَّ استهدافَ الأوطانِ بالتقسيمِ والدولِ الوطنيةِ بالتفتيتِ. يُقدِّم للعالم صورةً مشوهةً كريهةً من الإسلام.. موضحًا أنَّ هذه الجرائمَ لا تتعارَضُ مع صحيحِ الدِّين فحسب. ولكنَّها تُسيء إلي الدِّين الذي هو دين السلام والوحدة. ودِين العدل والإحسان والأُخوةِ الإنسانيةِ. وأكد أنَّ المسلمين والمسيحيين في الشرقِ إخوةى. ينتمون إلي حضارةي وأمةي واحدةي. عاشوا معًا علي مدي قُرون عديدة. وهم عازِمون علي مُواصلةِ العيشِ معًا في دولي وطنيةي سيِّدةي حُرةي. تُحقِّقُ المساواةَ بين المواطنين جميعًا. وتحترمُ الحريَّات.. وأنَّ تعدُّدَ الأديانِ والمذاهب ليس ظاهرة طارئة في تاريخنا المشترك» فقد كان هذا التعدد وسيبقي مصدرَ غني لهم وللعالم. يَشهدُ علي ذلك التاريخ.. وأنَّ علاقاتِ المسلمين مع المسيحيين هي علاقاتى تاريخيَّةى. وتجربةُ عيشي مُشتَرك ومُثمِر. ولدينا تجاربُ يُحتَذي بها في مصرَ وفي العديد من الدول العربية الأخري جرَي تطويرُها باتجاه المواطنة الكاملة حقوقًا وواجبات. أوضح أن التعرُّضَ للمسيحيين ولأهل الأديان والعقائد الأخري باصطناع أسبابي دِينيَّةي هو خُروجى علي صحيحِ الدِّينِ وتوجيهاتِ النبيِّ صلي الله عليه وسلم. وتنكرى لحقوقِ الوطنِ والمواطنِ.. وأنَّ تهجيرَ المسيحيين وغيرِهم من الجماعاتِ الدِّينيَّةِ والعِرقيَّةِ الأخري جريمةى مُستَنكرةى. وينبغي علي المسيحيين التجذُّرَ في أوطانهم. حتي تزولَ موجةُ التطرُّفِ التي نُعاني منها جميعًا.. وناشد دولَ العالم استبعادَ تسهيلِ الهجرةِ من جدولِ المُساعداتِ» فالهجرةُ تُحقِّقُ أهدافَ قُوَي التهجيرِ العُدوانيَّةِ التي تستهدفُ ضربَ دولِنا الوطنيَّة وتمزيق مجتمعاتِنا الأهليَّة. أوضح أنَّ بعضَ المسؤولين في الغرب وبعض مُفكِّريه وإعلاميِّيه يَستثمِرونَ هذه الجماعاتِ المُخالفةَ لصحيحِ الدِّينِ لتَقديمِ صُوَري نمطيةي يَفتُرون فيها علي الإسلامِ شِرعةً ومِنهاجًا.. ويجب علي المنصِفين من مُفكِّري الغربِ ومُسئولِيه تصحيحَ هذه الصُّوَرِ الشريرةِ وإعادة النظَرِ في المواقف السلبيَّة» حتي لا يُتَّهم الإسلامُ بما هو بَراء منه. وحتي لا يُحاكَم بأفعالِ جماعاتي يَرفُضها الدِّين رفضًا قاطعًا. دعا إلي لقاءي حواريّي عالميّي للتعاون علي صِناعةِ السلامِ وإشاعةِ العدلِ في إطارِ احترامِ التعدُّدِ العقديِّ والمذهبيِّ والاختلافِ العُنصري. والعملِ بجدّي وإخلاصي علي إطفاء الحرائقِ المُتعمَّدةِ بدلاً من إذكائِها. أشار إلي تعرض عددى من شباب الأُمَّةِ إلي عمليَّةِ "غسل الأدمغة" من خِلال الترويجِ لأفهامي مغلوطةي لنصوصِ القُرآن والسُّنَّة واجتهادات العُلمَاء أفضت إلي الإرهاب. ممَّا يُوجِبُ علي العلماء وأهلِ الفكر مسئوليَّة الأخذ بأيدي هؤلاء المُغرَّرِ بهم من خِلال برامجِ توجيهي. ودوراتِ تثقيفي. تكشفُ عن الفَهمِ الصحيحِ للنصوصِ والمفاهيمِ» حتي لا يَبقوا نهبًا لدُعاة العُنفِ. ومُروِّجي التكفير. ومن هذه المفاهيمِ مفهومُ الخِلافة الراشدةِ في عصر صحابةِ رسولِ الله صلي الله عليه وسلم. فقد كانت تنظيمًا لمصلحةِ الناسِ غايتُه حِراسةُ الدِّين وسِياسة الدُّنيا. وتحقيقُ العدلِ والمُساواة بين الناسِ. فالحكمُ في الإسلام يَتأسَّسُ علي قِيَمِ العَدلِ والمُساواةِ وحِمايةِ حُقوق المُواطنة لكلِّ أبناءِ الوطن بلا تمييزي بسببِ اللونِ أو الجنسِ أو المعتقدِ. وكلُّ نظامي يُحقِّقُ هذه القيمَ الإنسانيةَ الرئيسةَ هو نظامى يكتسبُ الشرعيَّةَ من مصادر الإسلام. ومن المفاهيمِ المحرفة أيضًا مفهوم الجهاد. ومعناه الصحيح في الإسلام هو أنه ما كان دفاعًا عن النفس ورداً للعدوان. وإعلانُه لا يكون إلا من ولي الأمر وليس متروكا لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها. ودعا دول العالم العربي إلي تنظيم تعاونها وتطوير آليات هذا التعاون بما يحقق الاستقرار والأمن والازدهار.. موضحًا أنها لو أقامت سوقًا اقتصاديًّة وتجارة واتحادًا جمركيًّا. ودفاعًا مشتركًا لَتَحقَّقت مُقوِّمات التضامُن والتكامل في إطار دائرة واحدة تجمع الدول الوطنية المتعددة في استراتيجية موحدة تحميها وتحتمي بها. طالب العلماء والمراجع الدينية في العالم العربي والإسلامي بأن يتحملوا مسئولياتهم أمام الله والتاريخ في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية خاصة في البحرين والعراق واليمن وسوريا. أكد إدانة الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها القوات الصهيونيَّة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. خاصة في القدس الشريف. التي تستهدف الإنسان الفلسطيني المسلم والمسيحي علي حد سواء. كما تستهدف المساجد والكنائس خاصة المسجد الأقصي.. وناشد المجتمع الدولي التدخل بفاعلية لوضع حد لهذه الاعتداءات الآثمة وإحالة مرتكبيها إلي محكمتي العدل والجنايات الدوليتين. أكد أن الشرق بمسلميه ومسيحييه يري أن مواجهة التطرف والغلو وأن التصدي للإرهاب أيا كان مصدره وأيا كانت أهدافه هو مسئوليتُهم جميعًا. توجه المجتمعون بالتقدير الكبير إلي الأزهر وفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. علي مبادرته بالدعوة إلي هذا المؤتمر الجامع. كما توجهوا بالشكر إلي مصر رئيسًا وحكومةً وشعبًا. متمنين لها كل التوفيق والنجاح في أداء دورها الرائد في مكافحة الإرهاب وصيانة أسس العيش المشترك.