في خطوة تشبه أفلام الخيال العلمي أعلن العلماء الروس عن إمكان إنتاج حبوب دوائية لمقاومة الشيخوخة وإطالة العمر. والحقيقة أن الإنسان منذ فجر التاريخ وهو يبحث عن طريقة يتغلب بها علي الموت وتمنحه الخلود أو الأبدية!! ولعل في أسطورة الملك السومري جلجامش. الذي ترك مملكته وخرج هائماً علي وجهه في البرية بحثاً عن الخلود. تعد أوضح الأمثلة علي سعي الإنسان للحياة الأبدية. ولم يهدأ بال جلجامش إلا بعد وصوله إلي سر الخلود. وكان هذا السر في عشبة سحرية توجد في أعماق البحر. كذلك نجد الأديان السماوية تعد الإنسان بالخلود في الجنة.. وبحياة النعيم الأبدية. وإنسان العصر الحديث لا يختلف عن الأسلاف في مسعاه نحو إطالة عمره والتمتع بحياة صحية سليمة عندما يتقدم في السن!! ولم تتوقف أبحاث العلماء علي مر الزمان. سعياً لتحقيق هذا الحلم الأقرب إلي الأساطير. الباحثون يجوبون الجبال والصحاري والوديان والغابات والبحار علهم يعثرون علي ضالتهم المنشودة سواء في خلاصة نباتية أو حيوانية أو في الأعشاب والكائنات البحرية أو حتي في المعادن الأرضية! ولا شك في أن الرواج الذي تشهده أسواق العقاقير الطبية المنشطة والتي تمنح من يتناولها طاقات وقدرات. لا يمكنه القيام بها دون ذلك. أكبر الأدلة علي سعي الإنسان للاستمتاع بنشاطه وإشباع رغباته حتي آخر رمق من حياته ففكرة الموت لا تلقي قبولاً من أحد! وإذا عدنا إلي العلماء الروس والحبة التي يسعون لإنتاجها نجدهم يقولون بأنها تؤخر عملية التشنج التي تصيب الإنسان مع التقدم في السن. ويقولون إنهم يأملون من خلال هذه الحبة في إطالة عمر الإنسان حتي 120 عاماً وأن يؤخروا الإصابة بأمراض الشيخوخة. حيث يستخدمون نوعاً جديداً من مضادات الأكسدة التي يمكن أن تؤثر علي "الميتوكوندريا" وهي أفران الطاقة داخل خلايا الجسم. ويري العلماء أن هذه الأفران هي التي تتسبب في التعجيل بالشيخوخة وأنها مسئولة عن الإصابة بالنوبات القلبية ولها علاقة بأمراض الزهايمر والشلل الرعاش! علماء جامعة موسكو يشيرون إلي أن إطالة العمر حتي 120 عاماً هو هدف واقعي يسهل تحقيقه. وأنه يمكن بالفعل إنتاج العقاقير المضادة لأمراض الشيخوخة. لكنهم يشيرون إلي إمكان ظهور أمراض جديدة لا نعرفها ويضربون مثلاً بالسرطان الذي كان من الأمراض النادرة في الماضي عندما كان الناس يموتون في سن مبكرة. والواضح أن هذا الكلام أن الإنسان سيظل يصارع ضد المرض والزمن من أجل إطالة عمره وفي الوقت نفسه يضمن الاستمتاع بحياته عندما يتقدم في السن. لا معني للعمر الطويل دون توفر القدرة علي الاستمتاع بملذات الحياة ومباهجها. أو بكلمات أخري.. لا معني للحياة إذا عاشها الإنسان أسيراً للعجز والمرض!!