* تسأل آمال.ع من القاهرة: شاوروهن وخالفوهن طاعة المرأة ندامة عبارتان يرددهما زوجي. والغريب انه يؤمن بهما. حيث إنني تزوجته منذ زمن بعيد ولا يشاركني في المشورة أبدا فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار بقطاع المعاهد الأزهرية: من الحقوق الثابته في الإسلام أن يشارك الزوج زوجته في المشورة. ويأخذ برأيها خاصة في الأمور التي تخص الشئون الزوجية والأولاد. وعليه أن يبادلها الآراء ويناقشها في ذلك. حتي يخرج بالفائدة. فإذا قالت برأي صواب. فلا يتردد أن يأخذ به مع شكرها علي ذلك. ولا يلتفت إلي الذين يتشدقون ويحقرون رأي المرأة. ولا يأخذون بمشاورتهن ويحذرون من ذلك. اعتمادا علي العادات الجاهلية. أو أحاديث موضوعة. مثل: "شاوروهن وخالفوهن" و "طاعة المرأة ندامة". وهما قولان لا أصل لهما. وأؤكد أن هذه التصرفات هي علي عكس ما كان عليه نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم. فقد كان يأخذ برأي نسائه كما حدث يوم الحديبية. فقد أمر صلي الله عليه وسلم الصحابة أن يقوموا وينحروا ثم يحلقوا. فلم يقم أحد. حتي طلب منهم النبي صلي الله عليه وسلم ذلك ثلاث مرات. ومع ذلك لم يستجيبوا حتي دخل النبي علي أم سلمة. فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت: يانبي الله. أتحب ذلك؟ اخرج. ولا تكلم أحدا منهم كلمة حتي تنحر بدنك. وتدعو حالقك. فيحلقك. فخرج فلم يكلم احدا منهم حتي فعل ذلك. فلما رأوا ذلك. قاموا فنحروا. وجعل بعضهم يحلق بعضا. حتي كاد بعضهم يقتل بعضا غما". ويظهر من هذا الحديث جليا كيف نجا الصحابة من هلاك المخالفة لرسول الله وذلك بأخذه صلي الله عليه وسلم لرأي ومشورة أم سلمة. فعندما لا نتجاهل المرأة ونشاركها في أخذ القرار. فإن هذا يشعرها بقيمتها وكيانها لاحترام زوجها. فالرجل الحكيم يستطيع أن يحيل بيته إلي أجمل روضة. وامرأته إلي أعظم إنسانه. ونجاح بيت الزوجية مسئولية مشتركة. فالشرع الحكيم يقدر تفكير المرأة وعقلها حتي في الأزمات. وقد مر بنا ما حدث يوم الحديبية. وما كان من مشورة أم سلمة. وكذا هناك مرويات كثيرة في أهمية الأخذ بمشورة الزوجة فيما يدور في فلك الأسرة. ومن نماذج ذلك. أنه لما نزل الوحي علي النبي صلي الله عليه وسلم قام بمشاورة زوجته خديجة. وعرضها عليه بالذهاب معه إلي ورقة بن نوفل. فالمرأة لباس الزوج. وستره. وسكينته. وهدوء قلبه. وهي أم ولده. وشريكة حياته. فلها حقوق عليه كثيرة. منها: أن الإسلام لا يمنع من مشاركتها في المشورة. * يسأل محمود فتحي من الإسكندرية: تزوج رجل بامرأة وطلقها قبل الدخول بها وبعد خمسة أيام تزوجها رجل آخر.. فهل يصح هذا الزواج؟! ** يجيب: تحصينا للأنساب من الاختلاط جعل الإسلام للمرأة فترة محددة تتربصها لمعرفة براءة رحمها.. وكل هذا في الزوجة المدخول بها. أما الزوجة غير المدخول بها فلا عدة عليها. لقوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها" "الاحزاب:49" وبهذا فلا عدة علي المرأة المطلقة التي لم يدخل بها وأن لها في هذه الحالة أن تتزوج بغيره دون التقيد بأي مدة.