يبدو أن مشاكل المستشفيات الجامعية بالإسكندرية لن تنتهي.. والبطل هذه المرة ليس الاهمال.. وإنما طاقم التمريض والموظفين وبعض الأطباء.. فبعد مشكلة مستشفي سموحة الجامعي الشهيرة ظهرت مشكلة أكبر بوجهها القبيح داخل المستشفي الأميري الجامعي الذي اضرب ممرضاته وموظفوه عن العمل منذ ثلاثة أيام للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة وهو ما أصاب أقسام المستشفي بالشلل وكانت الكارثة في امتناع إدارة المستشفي عن استقبال حالات حادث حريق أتوبيس البحيرة الأخير لعدم وجود تمريض كافي.. ثم جاءت الضربة القاضية بوفاة "حالتين" الاهمال وتحرير إدارة المستشفي محضر برقم 24418 جنح العطارين. مأساة المواطنين مع أكبر مستشفيات الإسكندرية والتي تستقبل من البحيرة ومطروح بالإضافة إلي الإسكندرية رصدتها "المساء" بعد قيام طاقم التمريض ومعه مجموعة من الموظفين بالخروج إلي الطريق العام ومحاولة تعطيل الحركة المرورية لتتدخل قوات الأمن وتعيدهم إلي داخل المستشفي.. فيما قام الأطباء بفتح العيادات الخارجية والعمل بها دون وجود أطقم تمريض وتبرع عدد من جنوب القوات المسلحة المتواجدين داخل المستشفي بالمساعدة في إدخال المرضي وتنظيم تواجدهم داخل الأقسام. وكانت الكارثة بخلو السرائر من المرضي بعد أن هرب الغالبية العظمي منهم بحثا عن العلاج في موقع طبي آخر والبعض الآخر نتيجة "لفقره" وضعف إمكانيات أسرته في نقله وعلاجه ظل في انتظار قدره. يقول "أحمد عبداللاه عوض" "مريض بقسم استقبال الطوارئ" لقد حضرت أمس أول لإصابتي في حادث موتوسيكل بالبحيرة أدي إلي كسر بساقي ولم أجد أي علاج حتي لم ينظر لي أحد نظرة "عطف" لحالتي الصعبة . وكلما تحدثت إلي طبيب يقول لي: عندنا اضراب ولا نستطيع أن نقدم لك شيئاً.. بينما لا استطيع الحركة من شدة الآلم.. وكل مريض حضر غادر بعد أن يأس وكأننا في منزل مهجور.. وللأسف لم أعرف أين أذهب.. وظلت أصرخ من شدة الآلم دون مجيب. أما "عبدالمتعال حسين" من "البحيرة" ومتواجد بقسم الطوارئ.. فيقول: لقد حضرت في سيارة إسعاف من البحيرة لإصابتي في حادث.. وكانت المفاجأة أنني لم أجد أي طبيب أو ممرضة ووجدت الأسرة خالية من المرضي.. وعندما استفسرت قالوا لي: هناك اضراب واستني لما يحضر حد يشوفكك.. ومازلت انتظر وربنا يستر. تقول آمال عبدالسميع "ربة منزل".. نحن في كارثة.. الممرضات بتتمشي داخل الأقسام الداخلية وكأنها في نزهة دون أي علاج للمرضي والأطباء نادر ظهورهم والأهالي الذين لديهم مرضي بالأقسام للعلاج شكلوا في بينما فريق عمل لاعطاء الدواء للمرضي ومتابعة نظافة الاسرة.. وتساءل ما ذنبنا.. ومن يتصدي لهذا الذي يعانيه الاهمال المستشفي.. نحن نشعر كأننا في شارع.. اللي عايز يدخل أو يخرج براحته.. وكلما اشتكينا قالوا: اضراب!! الغريب والمؤسف هو تصدي د.خالد مصطفي مسئول قسم الطوارئ بالمستشفي لمندوب "المساء" ليمنعه من الدخول وتصوير الأقسام الداخلية خوفاً من فضح أمر غياب الأطباء أسوة بالممرضات وبالرغم من ذلك تمكنت "المساء" من تصوير الأسرة الخالية من المرضي في ظل حالة من الفوضي التي تعاني منها المستشفي. أما ليلي شحاته "ربة منزل" فتقول المهزلة في أن أي أحد منا يمكن أن يرتدي بالطو أبيض ويكشف أو يعالج المرضي وأن اضراب الممرضات والموظفين تعدي 50% ولا أحد يسأل "إنت رايح فين" وكل مريض يعرف موعد دواءه يأخذه بمعرفته. في محاولة لإحتواء الأزمة الطبية التي يعاني منها المستشفي الأميري الجامعي شهدت مديرية الشئون الصحية تحركاً سريعاً حيث أكد د.أيمن عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة أن وفاة حالتين نتيجة لاضراب الممرضات وعدم تلقيهم العلاج لن يمر مرور الكرام ويجب محاسبة المتسببين في إزهاق الأرواح الأبرياء وسنقومم بتحقيقات موسعة بالتعاون مع الجامعة أوضح أنه أصدر قراراً بمنع أي حالة مرضية من التوجه إلي المستشفي الأميري الجامعي لحين استقرار أموارها مؤكداً انه تم تحويل حالات الطوارئ إلي مستشفي رأس التين وسموحة الجامعي وأبوقير العام تدريجياً حتي لا يتم تحويل أي حالة مع نهاية اليوم موضحاً ضرورة تحويل المقصر إلي النيابة العامة ومعاقبته أشد العقاب بتهمة الاهمال الجسيم والتلاعب بأرواح المرضي. الغريب أن جميع المسئولين بالمستشفي الأميري الجامعي قد اختفوا فور وصول الحالتين وتظاهر الممرضات والموظفين بساحة المستشفي حتي القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور "رشدي زهران" فقد اغلق هاتفه ولم يظهر سوي في لقاء وزير التعليم العالي ثم اختفي خلال المؤتمر الصحفي الذي ظهر فيه باقي المسئولين المتخصصين طوال اليوم. التقت "المساء" بالطرق الآخر في القضية وهم الممرضات المضربات: فكانت الكارثة حيث أكدت رضا عبدالعال "ممرضة" انهن يعانيين من فراغ إداري منذ شهرين ولا يوجد مدير عام ولا رئيس إدارة مركزية ولا رئيس جامعة أو عميد.. وجميع المتواجدين في هذه المناصب يقومون بتسير الأعمال ويتنصلو من المسئولية.. وأضاف أعمل منذ 23 عاماً وأحصل علي 1700 جنيه بينما الذين تم تعيينهم مؤخراً في مناصب استشارية من قبل رئيس الجامعة المستقيل منذ بضعة أشهر وعددهم 8 بعد خروجهم للمعاش يتقاضون رواتب تتعدي الخمسة آلاف جنيه شهرياً.. ونطالب رئيس الوزراء بتطهير مستشفيات جامعة الإسكندرية من الفساد أولاً لحل أي مشكلة. بينما وقفت ممرضة أخري تصيح بأعلي صوتها "أية اللي حصل يعني علي الاتنين اللي ماتوا"..! دا كل يوم في حالات بتموت ولا يعني علشان ماتوا أثناء اضرابنا وعلي العمومم الدينا ممش حتقف علي الاتنين دول!! قال محمد نجيب "ممرض" وأخصائي تخطيط ومتابعة لقد صرفنا الحد الأدني والحوافز حتي شهر أغسظس الماضي وتبقي لنا شهرين.. وقالوا لنا أن ما صرفتوه كان مخالفاً وامتنعوا عن صرف ا لمنح والمكافآت حتي موظفي المستشفي الذين استعانت بهم الجامعة للمراقبة علي الامتحانات لم يصرف فوا المكافأة وخاطبنا أكثر من جهة دون جدوي ولذلك اضرنا بنسبة 50% من القوة الاجمالية للتمريض بالمستشفي ومازال الباقي يعمل بأقسامه. أكد د.طارق خليفة نائب رئيس المستشفي الأميري الذي اختفي ولم يظهر سوي في لقاء وزير التعليم العالي: نحن في موقف حرج جداً ومأزق شديد بين انقاذ حياة المرضي واصرار طاقم المتمريض علي مطالبهم وتعنت مندوبي وزارة المالية في الاستجابة لهم وهو ما جعلنا نعاني من حالة فراغ داخل المستشفي وبصورة عامة لقد تقدمت إدارة المستشفي بمحضر رسمي لإثبات حالتي الوفاة بسبب الاضراب ولجهات التحقيق الكلمة الأخيرة وكشف المتسبب عن الوفاة. أما "سها مصطفي محمد" نقيبة التمريض بالإسكندرية فقالت مدافعة عن الممرضات إن الوفيات ليست بسبب ضعف التمريض.. فالحالة الأولي تبين أنها سبق إصابتها بسبع جلطات وتحتاج لانعاش قلب رئوي وأهل المريض رفضوا..!! والثانية مصابة في حادث وقامت مشرفة التمريض بالمستشفي باستقبالها ولكنها لم تتمكن من انقاذها!! موضحة ان حقوق الممرضات متأخرة منذ ثلاثة أشهر إلي الآن.