ألقي الحادث المروع لطلاب مدرسة الأورمان أمس بظلاله علي الشارع البحراوي. الذي طالب باجراءات صارمة للحد من اهدار الدم المصري علي الأسفلت. وأن ينتقل المسئولون من مرحلة "رد الفعل" الي "الفعل" مؤكدين أنه وان كانت الحكومة أظهرت تفاعلاً كبيراً مع الحادث بفضل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. إلا أنه لا يمكن أن ننتظر دائماً حتي وقوع الكارثة. وأنه لابد من العمل علي تلافيها. خاصة أن هذا الحادث ليس الأول ولن يكون الأخير. ودعوا الي الضرب بيد من حديد علي كل من يتسبب في الفوضي. لأن أرواح الناس ليست هينة الي هذا الحد. ليفوت كل حادث حاصداً أبناءنا. يقول المهندس السيد حسين عبدالعال والحزن يملأ صدره. لم يعد مقبولاً أن تسير الأمور بهذا الشكل المتردي وأن نترك الطرق في يد قلة لا يتقون الله. ليعبثوا بها. ويهدروا دم أبنائنا بهذا الشكل. خاصة أن الحوادث تتكرر كل يوم. وترتيب مصر في حوادث الطرق ليس خافياً علي أحد. ويمثل وصمة عار في جبيننا جميعاً. وطالب المهندس سيد حسين عبدالعال كحل عاجل بأن يتم الزام سيارات النقل بتركيب مثبتات للسرعة للحد من خطورتها. وأن يكون تركيبها اجبارياً. وفي حالة مخالفة ذلك وفك مثبت السرعة تصادر السيارة ويحرم قائدها من رخصته مدي الحياة. مشيراً الي أن معدلات السرعة العالمية لا تتجاوز 60 كم في الساعة علي الطرق السريعة بالنسبة لسيارات النقل الثقيل. وذلك بالنظر الي طبيعتها وقوة الدفع الهائلة التي تحول دون تمكنها من التوقف بسهولة في الظروف الحادثة لدينا. وفي الوقت الذي أقر بوجود كفاءات مصرية عظيمة. إلا أنه لا يجد تفسيراً لما يحدث ولعدم وجود خطة محكمة تحد من حوادث الطرق. وقال: اجلبوا خبراء من الخارج ان عجزتم عن الحل. لكن لا يمكن أن تترك الأمور بهذه الصورة. ولفت سيد حسين الي تصريح سابق للمستشار الهندسي لهيئة الطرق والكباري بأن رداءة الطرق ساهمت في الحد من الحوادث. واستغرب كيف أن تصريحاً كهذا يصدر عن شخص من المفترض أن يخطط للطرق في مصر. ويتقاضي الكثير من أجل هذه المهمة. ويقول الدكتور وليد محمود المدرس بكلية الهندسة جامعة الأزهر: لا يمكن السكوت علي ما يحدث. خاصة أننا جميعاً نعرف المشكلة ونعرف حلها. لكن لا أدري الي متي هذا السكوت علي تلك المشاهد الدامية التي نصحو عليها كل صباح. أضاف: عند أبو حمص بالذات. وقعت عدة حوادث مؤخراً. كان آخرها حادث منذ أكثر من شهر أودي بحياة أربعة أشخاص. من بينهم ابن يافع لأحد الأصدقاء. وظننا أن الجهات التنفيذية ستعمل علي تفادي ذلك مستقبلاً. ولكن الأمور كما هي ولا جديد. وكأننا نستهين بالموت و"حادثة تفوت وولادنا تموت". وفي الوقت الذي أبدي فيه الدكتور وليد تعاطفه مع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب. والذي يبدو أن الكيل قد فاض به. فإنه يطالبه بنسف كل الروتين القديم الذي يضرب في العديد من المؤسسات. وعدم الابقاء علي أي قيادة لا تحسن أداء عملها. وأعرب كرم محمد عن حزنه البالغ للحادث الأليم. وأكد أن الحوادث علي طرق البحيرة صارت عادة. سواء البسيط منها أو الدامي مثل حادث الأمس. وأكد أن الكثير مما يحدث سببه الناس. وعدد من السائقين لا يراعون الله. ويسيرون بغير هدي علي الطرقات. وأشار الي أنه يري الموت بعينيه كل يوم عن الطريق في حالة الانفلات المروري. الممتدة. سواء داخل العاصمة دمنهور أو خارجها. وطالب بتطبيق القانون بكل حزم. لافتاً الي أن التراخي في الضرب بيد من حديد علي المخالفين هو الذي يغري البقية لأنهم يسيرون بلا رادع. ويري رضا محمد عبدالله أن حوادث الطرق أصبحت كابوساً وأنه بات يعد الساعات حتي يعود أبناؤه من المدرسة مخافة أن يحدث لهم شيء. مؤكداً ضرورة التخلي عن ردة الفعل في التعامل مع الأحداث. واستبقال الأحداث من خلال خطط مبتكرة توقف سيلان الدم علي الطرقات. وأكد أن الحكومة تبذل جهداً كبيراً ومقدراً لكن حادثة واحدة كالتي وقعت أمس تؤرق الحكومة نفسها وتشعرها بالاحباط. ولذلك علي الحكومة ألا تقيم وزناً لأي خارج علي القانون. لأنهم يشاركون في رسم صورة سيئة عن البلد ولابد من محاسبتهم. وقال محمد نوار: استيقظنا علي فاجعة بالأمس. وكان اليوم كئيباً حزيناً علي الجميع. فمثل هذه الحوادث تحزنك حتي لو لم يكن لك مصاب أو شهيد فيها. فكيف الحال بأهل هؤلاء الشهداء.. كان الله في عونهم وألهمهم الصبر. أضاف: الطرق في كل مصر بها مشاكل كثيرة لكنها في البحيرة تعاني من أزمة. وهي طرق للموت. فقد أصبح الواحد منا أشبه بمن يخوض مغامرة وهو يسير عليها لقضاء أي شأن ما. ولابد من التدخل أولاً لردع المخالفين لأن هذا وحده يمثل الحل لنصف المشكلة وبعدها نتجه للطرق نفسها لنصلح من شأنها. وقال عصام سعد الطحان: لم أتمالك نفسي منذ علمت بالنبأ المشؤوم. وإن لم يكن لي أبناء في تلك المدرسة. لكنني أب أولاً وأخيراً.. أخاف علي أبنائي. ولا أتمني أن يحدث شيء من ذلك لهم. أضاف: حوادث الطرق باتت عبئاً كنا في غني عنه. لو أن الناس أحيوا ضمائرهم. والجهات المعنية فعلت ما يمكن أن يحد من هذه الأحداث. لكن الفوضي استشرت. ولابد من تدخل حاسم لوقف هذه المظاهر الدامية.