حالة من التخبط والارتباك سادت أرجاء مدرسة الأورمان الفندقية الثانوية التابعة لإدارة العجمي التعليمية وبالمثل بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية في أعقاب الحادث المروع الذي تعرض له أتوبيس المدرسة وأسفر عن وفاة 18 شهيداً و17 مصاباً وكشف عن الإهمال الإداري الذي تعاني منه المدرسة والمديرية معاً. فور تلقي طلبة المدرسة نبأ وفاة زملائهم ارتفعت أصوات الصراخ والعويل بين الطالبات وأصيبت بعضهن بحالات إغماء فيما سارع أولياء الأمور بالتوافد علي المدرسة لاستطلاع الأمر وهو ما ترتب عليه قيام المدرسة بإغلاق أبوابها لمدة أسبوع متعللة بحالة الحداد علي الحادث الأليم وسقوط الشهداء. في الوقت نفسه شهدت ساحة المدرسة مشاجرات بين موظفي الإدارة التعليمية وإدارة المدرسة كشفت أن عدد المقيدين بالأتوبيس المنكوب لا يتخطي العشرة طلاب. بينما ضم الأتوبيس أعداداً تفوق ذلك. وظل الجميع يتبادلون الاتهامات عن إهدار المال العام فيما قامت إدارة المدرسة بمحاولة احتواء الموقف وطرد الجميع من ساحة المدرسة إلي الخارج وغلق البوابات الخارجية. ولعل من أغرب المواقف قيام إدارة المدرسة بوضع لافتة بأسعار قيمة مصروفاتها الخاصة بالمراحل المختلفة وتمكنت "المساء" من بيان الاختلاف بين ما هو معلن وحقيقة المصروفات بالمستندات.. فعلي سبيل المثال أوضحت إدارة المدرسة أن مصروفات الصف الثاني 4465 جنيهاً بينما في المستندات تقترب من سبعة آلاف جنيه بعد إضافة 1295 جنيهاً للأتوبيس داخل الإسكندرية الخاص بنقل الطلبة بالإضافة إلي 950 جنيهاً قيمة الالتحاق بالمطبخ. حاول أفراد الأمن الإداري بالمدرسة الاعتداء علي صحفيي "المساء" لمنعهم من التحدث مع الأهالي من أولياء الأمور. حيث أكد محمد كمال ولي أمر إحدي طالبات المدرسة بالصف الثاني أن سيارات المدرسة التي تنقل الطلاب تعاني من حالة من التهالك الشديد وغير آدمية ودائمة الأعطال داخل حدود المدينة. فما بالكم بأتوبيسات المحافظات التي تسير علي الطرق السريعة. مؤكداً أن إدارة المدرسة فور علمها بالحادث قامت بإخفاء الأتوبيسات الداخلية التي كانت تقف بطريق أبويوسف حتي لا يتم كشف أمرها وأغلقت أبواب المدرسة منذ العاشرة صباحاً والأغرب هو ما أعلنته عن مصاريف تخالف المبالغ الكبيرة التي يحصلون عليها طوال العام. من ناحية أخري قال أحمد جبريل مدير المدرسة إن الحادث وقع خارج حدود المدرسة والمحافظة وليس لدينا أية معلومات عن مستقلي الأتوبيس أو حصر للأعداد التي تستقله أو أسماء الطلبة. موضحاً أن مشرف الأتوبيس المنكوب في حالة خطيرة بمستشفي مصطفي كامل وتبين أنه لا يعرف اسمه. كما أكد أن الأتوبيس يخص إحدي شركات السياحة الخاصة الذي تعاقدت معها المدرسة لنقل الطلاب المقيمين خارج حدود المدينة ولا يعلم رقم الأتوبيس الذي ينقل الطلاب الشهداء والمصابين.. والأغرب أنه أكد أن القادمين من دمنهور يستقلون أتوبيسين ولكنه لا يعلم أي أتوبيس تعرض للحادث ولا أسماء طلاب الأتوبيسين. من المفارقات الغريبة أن مدير المدرسة لم يسافر للاطمئنان علي صحة الطلاب أو حصر الوفيات وليس لديه أية معلومات. واكتفي بمتابعة تفاصيل الحادث بوسائل الإعلام المختلفة. لم يختلف الأمر كثيراً بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية حيث لم تتوافر لديهم أية معلومات أو أسماء عن الطلبة المتوفين أو المصابين أو حتي الأعداد التي يجب توافرها داخل الأتوبيس. المؤسف هو قيام جمعة ذكري وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية بإغلاق هاتفه فور سفره للبحيرة لمتابعة الحادث كما لا توجد أية معلومات متاحة لدي مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية أو حتي المشرفين المصابين بالحادث. قال شكري محمد مدير إدارة العجمي التعليمية: إننا مازلنا في مرحلة حصر أعداد الوفيات والمصابين حيث تم إرسال لجنة من الاتصال السياسي والشئون القانونية لإدارة المدرسة ولم يتمكنوا حتي الآن من حصر الأسماء. من ناحية أخري تجمع الأهالي أمام مستشفي مصطفي كامل لعدم معرفتهم بالحالات المتواجدة بالمستشفي والبحث عن ذويهم بين المصابين. بينما منعت إدارة المستشفي الدخول نظراً لخطورة الحالات المتواجدة بها. صرح الدكتور أيمن عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية بأن القوات المسلحة قامت بنقل أربع حالات فقط للمحافظة منها حالة لطالب بالسابعة عشرة من عمره يعاني من حروق بنسبة 100% وحالته شديدة الخطورة. أما الحالة الثانية فهي طالبة من نفس المرحلة السنية ومصابة بحروق بنسبة 25%.. والحالة الثالثة لشاب في السادسة والعشرين من عمره تقريباً مصاب بكسر بالفك وأجزاء من الوجه وحروق بنسبة 25% وجروح قطعية وإصابات بكدمات واشتباه ما بعد الارتجاج. أما الحالة الرابعة فلرجل بالخامسة والعشرين من عمره مصاب بنسبة حروق 25%. كان المستشفي الأميري الجامعي التابعة لجامعة الإسكندرية لم يتمكن من استقبال أية حالات من المصابين نظراً لاضراب الأطباء والتمريض بالمستشفي للمطالبة بصرف إضافي شهري سبتمبر وأكتوبر.