لم تكتف قطر باستضافة أكاديمية التغيير ذات النهج المعادي للعرب. والتي تتحرك بتنسيق إن لم يكن بترتيب مع أجهزة المخابرات الأمريكية. ولا بدعم الحوثيين في اليمن. والإخوان في مصر وجماعات الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا. بل سعت لتوظيف المال السياسي وشركات العلاقات العامة في الغرب. وعلي رأسها "مراكز التفكير" مثلما هو الحال مع مؤسسة بروكينجز للأبحاث الأكثر تأثيراً ليس في أمريكا وحدها بل في العالم أجمع.. وهو ما أثارته صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي "أهرام 1/11" بتحقيق استقصائي أشار لوجود علاقة تبادل منافع بين بروكينجز وقطر. يحصل الأول بموجبها علي تمويل مالي مقابل دعمه لمصداقية الدوحة علي المستوي الدولي ما جعل حكومة إسرائيل "تأمل !!" تنظر بعين الريبة لما يصدر عن تلك المؤسسة البحثية العريقة. نفي المسئولون في بروكينجز وجود أي اختراق قطري لاستقلالية باحثيه. لكن دفاعهم المتهافت تهاوي أمام بيان الخارجية القطرية القاطع بأن "الشراكة تعطي قطر واجهة للعلاقات العامة. وتوفر لها الأبحاث صورة براقة في الإعلام الدولي خصوصاً الأمريكي".. وهو الأمر الذي أكدته النيويورك تايمز في تقرير مماثل عن "الروابط المالية" بين قطر وبروكينجز. وهي العلاقة التي تعرضت لانتقادات حادة من دول شرق أوسطية حليفة لأمريكا بعد دعم قطر لحماس وجماعات مسلحة أخري في المنطقة مثل "أحرار الشام" التي مولتها قطر وتركيا. وقاتلت بجوار جبهة النصرة وداعش في سوريا. الخطير هنا أن باحثين في بروكينجز حاولوا الإيحاء بعد سقوط الإخوان في مصر بأن حظر الجماعة و"العلمنة القسرية" للمجتمع حسب تعبيرهم ستؤدي إلي استعداء غالبية المصريين وسقوط البلاد في مستنقع الصراع الاجتماعي.. فهل حدث شئ من ذلك؟! ما يحدث من قطر دفع البعض إلي وصفها ب "صندوق المتناقضات". فهي تدعم ظاهريا الحرب التي تقودها واشنطن ضد داعش.. بينما تقدم المال للمنظمات الإرهابية في الخفاء.. وهي تسمح ببقاء القواعد العسكرية الأمريكية علي أراضيها وتلعب أدواراً لصالحها.. بينما تحرض الجزيزة ضدها. وتمول جماعات تعاديها أمريكا وتعتبرها ارهابية فماذا تريد قطر.. وهل يملك حكامها رؤية أو مشروعاً سياسياً.. ولماذا الاصرار علي الرهان الخاسر؟! هل تبحث كما يقول البعض عن علاقة تجارية خاصة بها علي حساب الدول الكبري في المنطقة أم تحاول وضع بصماتها علي الخريطة واستعراض عضلاتها أو لعب دور بالنيابة عن الدولة العظمي.. أم مجرد شراء نفوذ أو تأمين الداخل من التيارات الدينية المعارضة وتصديرها لدول الجوار.. أم أن قطر جزء من مؤامرة دولية تخطط لسايكس بيكو جديدة..؟!!