تصاعد الهجمة الاسرائيلية ضد القدس والتي تتزامن مع هجمة استيطانية محمومة لم تكن وليدة الصدفة. فاسرائيل تعد العدة منذ فترة طويلة لهذا اليوم.. وهذه الهجمة مبنية علي أسس وقواعد محكمة وهي ترتكز علي مجموعة الأفكار والمعتقدات والنزعات الدينية المتنامية باتجاه ضرورة إعادة بناء الهيكل المزعوم تحت قبة الصخرة.وقد بدات اسرائيل هذه الهجمة منذ احتلت مدينة القدس عام 1967. حيث قامت بالعمل علي تهويد المدينة وتفريعها من السكان خطوة خطوة عبر شراء المنازل من الفلسطينيين بطرق ملتوية. وطوال المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي بدات عام 1993 لتحقيق السلام والتوصل الي اتفاق يؤدي الي اقامة دولة فلسطينية والتي استمرت ما يزيد عن عشرين عاما لم تتوقف اسرائيل مطلقا عن اقامة المستوطنات وتهويد القدس وهو ما ادي الي ابتلاع حوالي 80% من اراضي الدولة الفلسطينية التي اقرتها الاممالمتحدة في قرار تقسيم فلسطين رقم 181 الصادر بتاريخ 29 نوفمبر عام 1947. والذي نص علي إنهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين وتقسيم أراضيها إلي 3 كيانات جديدة. كالتالي :1 دولة عربية: وتقع علي الجليل الغربي. ومدينة عكا. والضفة الغربية. والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتي رفح. مع جزء من الصحراء علي طول الشريط الحدودي مع مصر 2.. دولة يهودية: علي السهل الساحلي من حيفا وحتي جنوب تل أبيب. والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل. والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا.. 3.. القدس وبيت لحم والاراضي المجاورة. تحت وصاية دولية. ونظرا لان الفلسطينيين والعرب رفضوا هذا القرار تماما فقد اخذ اليهود المناطق التي حددها القرار والمناطق الاخري التي كان يجب ان تقام عليها دولة فلسطين ولم يتركوا سوي حوالي 20% فقط .لا يرغبون حتي في تركها.. وها هي المفاوضات الواحدة تلو الاخري تفشل وتواصل اسرائيل نهبها للاراضي الفلسطينية.. والمشكلة ان هناك قوي خارجية وخاصة في الولاياتالمتحدة تساعد الاسرائيليين علي نهب الاراضي الفلسطينية وتدفع بسخاء لتسريع اقامة الهيكل المزهوم ومجيء المسيخ الدجال.وقد استغلت اسرائيل ثورات الربيع العربي في تسريع عملية تهويد القدس والحفر تحت المسجد الاقصي وهي تعلم تماما انها لن تصاب باي ضرر وهو ما حدث بالفعل.ومنذ فترة ليست بالقصيرة تحاول جماعات يهودية متطرفة افتحام الحرم القدسي الشريف الذي يضم بين جنباته المسجد الاقتصي المبارك وقبة الصخرة في القدسالمحتلة عن طريق باب المغاربة .وذلك لاداء الصلوات التلمودية الخاصة بالطقوس الدينية اليهودية.. ونجحت هذه الجماعات التي تحظي بتاييد زعامات كثيرة منها دينية وسياسية ومنهم الوزراء وقيادات مجلس المستوطنات وغيرهم في مساعيها واصبحت تدخل الي المسجد الاقصي تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة. ورغم أن كل محاولة اقتحام لهذه المجموعات المتطرفة التي تزعم بان الأقصي قائم فوق الهيكل المزعوم وتسعي لإعادة بنائه. تترافق مع تصد كبير من المصلين في المسجد الأقصي. والمعتكفين فيه. والشبان الفلسطينيين خارجه. إلا أن المحاولات اليهودية لم تتوقف اطلاقا. وتتواصل دعواتها لاقتحام المسجد الأقصي. وإقامة الهيكل المزعوم. وفرض تقسيم زماني ومكاني علي المسجد الأقصي. كما فعلوا من قبل في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلةجنوب الضفة الغربية بعد المجزرة آلتي ارتكبها المستوطن باروخ جولدشتاين ضد فلسطينيين اثناء تأديتهم صلاة الفجر في الحرم في شهر رمضان من عام 1995.. تلك المجزرة التي ادت الي استشهاد أكثر من ثلاثين مصليا وجرح العشرات وهم ساجدون. قبل التمكن من الإرهابي جولدشتاين وتجريده من رشاشة وقتله.. ورغم كل هذه الهجمات المتواصلة والاضرار التي تصيب المسجد الاقصي وقبة الصخرة الا ان ردود الفعل العربية والاسلامية لم تزد عن الانتقاد والتنديد ووصف اسرائيل بانها قوي استعمارية وغيرها دون اتخاذ اية اجراءات فعلية علي الارض. مع ان هناك الكثير من الاجراءات التي يمكن ان يلجا اليها العرب احتجاجا علي التصرفات الاسرائيلية مثل الانسحاب من جلسات مجلس الامن الدولي والاممالمتحدة وتعليق عضويات الدول العربية بها ولو مؤقتا وغيرها من الامور الممكنة التي لن يخسر العرب من ورائها شيئا ولكن ربما يكسبون.