الأفلام الوطنية Films patriotic تمنح المتفرج "المواطن" إحساساً بالثقة والطمأنينة وقبل أي شيءآخر الفخر بانتمائه إلي بلد جدير بالمجد. الفيلم الوطني يحتفي دوماً بالميراث التاريخي والموروث الثقافي الحضاري للوطن. كما يسلط الضوء علي الانجازات والانتصارات وكذلك القدرة علي تجاوز الانكسارات والانتكاسات. ويعتبر موضوع "الوطنية" "patriotism" ضمن الموضوعات الجذابة جداً لصناعة السينما في أي بلد ولكن بالنظر إلي الصناعات الوطنية في البلدان المختلفة التي تحظي بصناعة سينمائية متقدمة ستجد أن هذه النوعية من الأفلام تتفوق بشكل كبير في انتاج هوليود.. قدمت هوليود عشرات الأفلام القوية ذات الميزانيات الضخمة التي تندرج تحت هذه النوعية "أفلام وطنية" ذلك برغم التاريخ القصير جداً لأمريكا والذي لا يتجاوز بضع مئات من السنين. عشرات الأفلام المبهرة التي حازت علي جوائز الأكاديمية الأمريكية "الأوسكار" شاهدها جميع رواد السينما في العالم أجمع.. بعض هذه الأفلام تم اختياره من قبل المؤسسات والهيئات والمهتمين بالسينما هناك كأفضل الأفلام السينمائية في تاريخ السينما علي الاطلاق.. ومن بين الأهداف المهمة التي أراد صناع الأفلام الوطنية إيصالها لجماهير العالم تعليم التاريخ "العظيم" لهذه البلد العظيم وإعادة انتاج "ثوراته" و"حروبه" و"فتوحاته" وأمجاد مؤسساته وبالذات المؤسسة العسكرية بما يكفي من الصور والأحداث والموضوعات لتكوين صورة ذهنية بديعة وقوية ولا يمكن مضاهاتها بأي قوة في العالم.. من هذه الأفلام مثلاً فيلم "انقاذ الجندي رايان" و"يوم الاستقلال" و"الوطني" "The patriot" و"طائرة الرئيس" "Air forc one" و"مجد" glory و"رجال شرفاء" وفيلم "باتون" "patton" و"هبوط النسر الأسود" وسلسلة أفلام "رامبو" ومؤخراً فيلم "أرجو" و"ابراهام لينكولن". حتي الفضائح الأمريكية تحولت إلي أعمال "وطنية" تُعلي من قيم الوطن ومبادئه مثل فيلم "ووترجيت". جميع هذه الأعمال وغيرها عشرات من نفس المستوي الجاذب جماهيريا من شأنها تكريس المشاعر الوطنية وقيم الانتماء والإيمان بالولايات المتحدة كدولة مجيدة يتمتع شعبها "الموازييك" أعني الذي يتشكل من عشرات الأجناس والجنسيات ويضم كل الألوان الأصفر والأحمر والأخضر والأبيض. يتمتع بالحرية والمساواة والديمقراطية في وطن يمثل "البوتقة" التي تذوب فيها الفوارق وقلعة الأحلام التي تضمن لسكانها الأمان والاستقلال. ويعتبر فيلم مثل "يوم الاستقلال" "Independence day) نموذجاً للفيلم "الوطني" الأمريكي الخالص. وأكثر الأفلام الأمريكية تجسيداً لمشاعر الولاء وواحداً من أهم الأفلام التي أنتجتها هوليود تعبيراً عن الفخر والاجلال للولايات المتحدةالأمريكية والإعلاء من شأن مبادئها. ومن الجدير بالملاحظة ان السنوات العشر الأخيرة شهدت مجموعة من الأفلام الوطنية الأمريكية التي أنتجتها هوليود احتفاء بالولايات المتحدة وتمجيداً للمؤسسة العسكرية وانجازاتها الكبري من وجهة نظر صناع هذه الأفلام.. علي رأس القائمة فيلم "هبوط النسر الأسود" "2001" للمخرج رايدلي سكوت التي تدور أحداثه في الصومال ويقوم ببطولته فرقة من الجنود الأمريكيين يواجههم سوء الحظ ورغم ذلك فقد أظهروا من الشجاعة والقوة والإرادة ما يشهد علي كونهم أبطالاً أفذاذاً. ونحن نعرف ان البنتاجون وهوليود علي علاقة عضوية وموضوعية وطيدة فيما يتعلق بإنتاج الأفلام الوطنية وبالذات التي تتناول التاريخ "البطولي" للمؤسسة العسكرية الأمريكية. وفي إطار هذا التمجيد للجندي الأمريكي فيلم "كنا جنوداً" "2002" "we were soldiers) للمخرج راندال والاس وبطولة النجم الأمريكي ميل جيبسون الذي يلعب دور الكولونيل "هال مور" القائد المفُدي للفرقة السابعة الذي يصور بقدر كبير من الحرفية والأداء التمثيل البارع مجموعة الفرسان الأبطال وقائدهم الذي يجسد بأقواله وخطابه للجنود معني الوطنية والولاء مهما اختلفت أصولهم فمنهم الأوكراني ومنهم البورتريكي "بورتريكا" ولكنهم يذوبون جميعا في بوتقة واحدة من أجل وطن واحد. وفيلم "سبايدر مان" "2002" يصور بدوره لحظة خاصة من التاريخ الأمريكي ويقدم "السوبر هيرو" أي البطل المطلق "السوبر".. لاحظوا ان فكرة "السوبرمان" هذه صناعة أمريكية أيضا تجدها في معظم الأفلام الأمريكية مهما تنوعت الموضوعات وفي ألبوم متنوع ومبهر لنجوم "سوبر" شاركوا في اعلاء "الوطنية". ولا يتسع المجال هنا لاستعراض المزيد من الأفلام الأمريكية التي أنتجتها قلعة السينما الأمريكية "هوليود" التي يملكها ويديرها ويحتكر نجومها ويتحكم فيها يهود صهاينة هاجروا مع بداية القرن العشرين وأسسوا هذه القلعة السينمائية التي تصدر للعالم أجمع الأفكار والحكايات والموضوعات والمفاهيم التي تشكل الذهنية الجماعية لعشاق السينما فوق كوكب الأرض. أقول لا يتسع المجال لجميع الأفلام التي عالجت موضوع "الوطنية" "patriotism) ولكن أستطيع القول وهذا رأيي الشخصي الذي أكرره عن قناعة ان معظم أفلام هوليود تعبر علي نحو أو آخر عن هذه النزعة "الوطنية" التي تمجد أمريكا وأعمالها الوطنية.