القصيدة الفائزة في دورة أبي تمام

إذا وقفت
علي أعتاب أسئلتي
وشئت أن تشهدي أسرار معجزتي
فقدمي الصمت قربانا بساحتها
وحاذري أن تمسي الجمر في لغتي
أنا لطير المنافي قد غدوت مدي
فكل أسرابه حطت علي رئتي
طفولة الكلمات الحلم أعصرها
زيتاً
يزيد اشتهاء النار في شفتي
كل الخسائر قد مارستها فأنا
وجهت نحو قلوب الناس بوصلتي
أتقنت فن التخلي
ماله ثمن.
يباع في سوق إدراكي وفلسفتي
أبيع ما ادخرته الشمس من لهب
صوتي المعارض
أقلامي وأغنيتي
أبيع كل طريق كنت أسلكها
أبيع في سفري نجمي وراحلتي
أبيع في الحرب سيفي
خوذتي
فرسي
أبيع طوق نجاتي
حين يحملني
في نوة من رياح القهر مهلكة
أبيع كل قوافي الشعر منتهكاً
منابع النور في أحداق ملهمتي
أبيع وجه حكيم
جاء ينصحني
ما حل مشكلتي
أبيع في الصيف
غيماً استظل به
أبيع كل شتاء حر مدفأتي
أبيع
ماذا أبيع الآن ؟
قد نفدت خزائني
ودمي من قاع محبرتي
أبيع حتي أري للضوء أغنية
لشمسها مطلع من شرق أغنيتي
لعلني اشتري
يا حلوتي زمناً
أصفي من الزمن المحروم من ثقتي
واشتري كبرياء الوقت
كم عجزت كل المواقيت
عن اخضاع أمنيتي
كل المساءات
ردت مقلت سهراً
كل المسافات
ردت حزن أمتعتي
لست المسيح
الذي ترجونه
فخذوا خلاصكم وارحلوا
عن سور مملكتي
تعلموا من شقائي أنني رجل
ماعدت أجمع أصحاباً
بأوردتي