اعدام آلاف الكتاكيت المستوردة في مطار القاهرة بسبب سوء التهوية خبر تكرر نشره كثيرا في الصحف علي مدي فترات زمنية متقاربة والمتغير الوحيد فيه هو عدد الكتاكيت.. فلماذا نستورد كتاكيت؟ ولماذا لم نحقق الاكتفاء الذاتي؟ وكيف تسترد صناعة الدواجن في مصر عافيتها مرة أخري؟؟ "المساء" طرحت هذه التساؤلات علي خبراء صناعة الدواجن الذين أكدوا ان استيراد الكتاكيت يرجع للعجز في اعداد الدجاج الأمهات والناتج عن انفلونزا الطيور.. مشيرين إلي ان وفاة الكثير من الكتاكيت المستوردة يرجع لسوء التهوية وليس لإصابتها بعدوي أنفلونزا الطيور. أضافوا انه من الممكن أن تسترد صناعة الدواجن عافيتها من خلال الاهتمام بتطبيق عوامل الأمان الحيوي في المزارع والاهتمام بالعلف وانتاج أمصال محلية فعالة قادرة علي القضاء علي الفيروس. د. محمد الشافعي نائب رئيس الاتحاد الداجني يؤكد ان استيراد الكتاكيت عمر يوم يرجع إلي العجز في اعداد الدجاج الأمهات والذي تسبب فيه مرض أنفلونزا الطيور الذي يدخل عامه الخامس ومازال تأثيره الضار يضرب بقوة معظم المزارع ويؤثر بالسلب علي الانتاج.. مشيرا إلي ان فيروس أنفلونزا الطيور في مصر والأدهي انه تحور وأصبح أكثر قوة ومقاومة وعجزت جميع الأمصال عن القضاء عليه وبالتالي أصبح ضيفا ثقيلا في جميع المزارع يهددها ويلتهم انتاجها!! أضاف انه نظرا للوضع المتدهور الذي تعيشه جميع المزارع بالإضافة لعدم التخطيط الجيد للحكومة في مواجهة أنفلونزا الطيور في مهدها اضطر المنتجون لاستيراد الكتاكيت في عمر يوم من الخارج من دول غير مصابة بأنفلونزا الطيور لمواجهة الطلب علي الشراء.. لكن هذه الكتاكيت قد تتعرض للموت أو الاعدام لسوء التهوية وهو ما يحدث كل فترة مشيرا الي ان موت الكتاكيت المستوردة يرجع لسوء التهوية وليس لأنها مصابة بعدوي أنفلونزا الطيور كما يتصور البعض. يشاركه الرأي د. عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة وعضو اللجنة الفنية لتطوير صناعة الدواجن موضحا ان السنوات الأخيرة وتحديدا بعد دخول أنفلونزا الطيور مصر شهدت انقلابا في صناعة الدواجن فبدلا من تصدير كميات كبيرة من الدواجن أصبحنا نستورد كتاكيت وبكميات كبيرة لمواجهة الطلب علي الشراء. أضاف ان أصحاب المزارع يلجأون لشراء الكتاكيت المستوردة لسببين الأول هو نقص اعداد الأمهات في المزارع والثاني هو انه إذا أراد صاحب المزرعة تربية دجاج أمهات فعليه الانتظار لفترة زمنية تقترب من العام وهو العمر الذي تكون فيه الدجاجة قادرة علي انتاج بيض ينتج كتاكيت صحتها جيدة وهذه الفترة الزمنية بالنسبة للمنتج طويلة ولذلك يسلك الطريق السهل ويستورد الكتاكيت. أوضح انه برغم هذا الوضع المتدهور إلا ان صناعة الدواجن في مصر من الممكن أن تسترد عافيتها.. وقد بدأت الحكومة بالفعل في اتخاذ بعض القرارات التي ستؤثر بالايجاب علي الصناعة وضرب مثلا بالقرار الوزاري 1220 الصادر في 26 أغسطس 2010 والذي ينص علي تقليل المسافات بين المزارع لتكون خمسة كيلو مترات بدلا من عشرة وبالتالي سوف يزيد عدد المزارع مما يرفع من الانتاجية. أيضا يجب الاهتمام بعوامل الأمان الحيوي وتطبيقها علي كافة المزارع مع توفير العلف بأسعار معقولة خاصة ان أي زيادة في السعر تؤدي لمشكلة في سوق الدواجن.. مشيرا إلي ان الذرة الشامية ارتفع سعرها حوالي 500 جنيه في الفترة الماضية مما أدي لرفع سعر كيلو الدواجن وبالتالي حدوث أزمة. د. حسام البركاوي من خبراء صناعة الدواجن أكد ان اعدام الكتاكيت المستوردة في المطار يرجع إلي ان المستورد يرفض استلامها وتحمل خسارتها لأن حالتها تكون متدهورة بسبب أخطاء تحدث في نقلها مثل سوء التهوية وعدم تشغيل التكييف بالطائرة.. مشيرا إلي ان استيراد الكتاكيت هو نتيجة طبيعية وحتمية للإدارة السيئة لأزمة أنفلونزا الطيور. أوضح ان فيروس أنفلونزا الطيور أصاب 53 دولة جميعها نجحت في مقاومته إلا دولتين هما مصر واندونيسيا حيث توطن الفيروس فيهما وأصاب الثروة الداجنة.. مؤكدا انه لكي تستعيد صناعة الدواجن عافيتها يجب التوقف عن استيراد الكتاكيت واستبدالها باستيراد بيض فقس لتوفير 6 جنيهات في ثمن الدجاجة.. كذلك ينبغي أن نهتم بانتاج أمصال محلية تستطيع مقاومة الفيروس انقاذا للثروة الداجنة.