استيقظت محافظة أسوان علي حادث مروع علي الطريق الصحراوي الغربي بالقرب من مدينة ادفو وراح ضحيته 26 قتيلا و20 مصابا الذي أصبح ملطخا بدماء الابرياء في كل جنباته. جريدة "المساء" التقت مع المصابين في الحادث داخل مستشفي ادفو المركزي واستمعت إلي اللحظات التي خيم فيها الموت عليهم ولكن كتب لهم الله عمرا جديدا ليكون لهم موعد مع الحياة. يقول شعبان مهدي عبدالظاهر صياد من محافظة الفيوم- ان خمسة سيارات ميكروباص انطلقت من عدة قري بمركز سنوس بمحافظة الفيوم في الساعة الثامنة أمس الاحد- تحمل عشرات الصيادين الي خور حميدو علي ضفاف بحيرة ناصر بعد ان قضوا اجازة عيد الاضحي المبارك وفي الساعة الخامسة فجرا تقريبا انفجر اطار احدي سيارات الميكروباص ثم اصطدمت بسيارة أخري في الطريق المعاكس وجها لوجه وبعد ذلك اصطدمت بها سيارة ميكروباص ثالثة من الخلف. أوضح أن نجله محمد شعبان 13 سنة الذي كان معه في الميكروباص اصيب بكسور مختلفة في اليدين والقدم في الحادث حيث انه اعتاد ان يصطحب نجله معه الي بحيرة ناصر لمساعدته في اعمال الصيد. أضاف شقيقه عبدالهادي مهدي "صياد" ان معظم الضحايا والمصابين في الحادث ينتمون إلي محافظة الفيوم ويعملون في مجال الصيد ببحيرة ناصر منذ سنوات طويلة وذلك بعد ان ضاقت بهم سبل الرزق في بحيرة قارون التي خلت تقريبا من الاسماك واصبح العمل فيها لا يسمن ولا يغني من جوع. أشار إلي ان جميع الصيادين كانوا يحملون كميات كبيرة من الاغذية الجافة فوق الميكروباصات وهي بمثابة الخزين الذي يبقي معهم لفترات طويلة اثناء عملهم داخل بحيرة ناصر في مناطق بعيدة عن العمران ووسط ظروف معيشية صعبة. ولكن عقب الحادث تناثرت الجثث والمصابون والاغذية التي يحملونها علي الطريق في مشهد مأساوي مؤلم. أضاف علي كمال 22 سنة "صياد" من منشية طنطاوي بالفيوم انهم كانوا قادمين سويا في عدد من الميكروباصات في طريقهم لبحيرة ناصر وكانت الميكروباصات تسير بسرعات معقولة تتراوح ما بين 80 الي 100 كم ولكن فجأة اصطدمت السيارات ببعضها البعض. وزحفت السيارة التي كنت استقلها علي الارض في مشهد مخيف للغاية. أشار ان سائق السيارة كان مستيقظا وكان يقوم بتشغيل الاغاني بصوت مرتفع في كاسيت السيارة ولكن المشكلة ان اطار السيارة الذي انفجر امامنا فجأة ثم اصطدمنا بها. يقوم محمد رمضان 11 سنة انه كان نائما وقت وقوع الحادث وعقب وقوع الحادث اصيب بغيبوبة ولم يشعر بنفسه إلا وهو داخل المستشفي واصيب بكدمات في الظهر وجروح بالقدم. أما يوسف أحمد محمد 15 سنة من منشية طنطاوي بالفيوم فقال انه ترك المدرسة منذ خمس سنوات ويعمل في الصيد ببحيرة ناصر طوال تلك الفترة باعتبار هذه المهنة هي مصدر الدخل الوحيد له. من ناحية أخري قال عبدالحميد جابر شاهد عيان من أهالي ادفو ان السيارة التي تحمل ارقام الاقصر والتي توفي فيها 9 أشخاص كانت تحمل عائلة واحدة من قرية زرنيخ التابعة لمركز اسنا. وكانوا يستقبلون أحد اقاربهم ويدعي محسن احمد فرغلي الذي كان قادما من الحج هو وزوجته الي مطار أسوان عبر رحلة لاحدي شركات الطيران السعودي التي تصل الي اسوان بعد منتصف الليل. موضحا ان هذا الحاج اصيب باصابات بالغة في الحادث وتم نقله إلي مستشفي الاقصر الدولي بينما توفيت زوجته وولده وشقيقته علاوة علي ستة من اقاربه في هذا الحادث المروع. كان فريق من نيابة مركز ادفو برئاسة المستشار محمد عبدالحميد وعضوية محمود الافيوني مدير النيابة ووليد بيومي وكيل النيابة قد بدأ التحقيق في الحادث داخل مستشفي ادفو المركزي التصريح بتسليم جثث الضحايا الي ذويهم من مشرحة ادفو العمومية بواقع 9 جثث من ابناء قرية زرنيخ باسنا و 17 جثة من ابناء محافظة الفيوم وتم نقل جميع الجثامين بواسطة سيارات الاسعاف الي ذويهم بناء علي توجيهات اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان. كما أدي اهالي ادفو صلاة الجنازة علي جثث الضحايا قبل ان تنقلهم سيارات الاسعاف الي مسقط رأسهم في مشهد مهيب للغاية اهتزت لهم قلوب المواطنين الذي فوجئوا بسقوط هذا العدد الكبير دفعة واحدة علي الطريق الصحراوي الغربي جنوب مدينة أدفو بحوالي 10كم. أما المعاينة الأولية فقد اشارت الي ان سبب الحادث هو حدوث انفجار في إطار احدي السيارات مما أدي لحدوث تصادمها بسيارتين اخريين بسبب السرعة الزائدة للسائقين حيث أن سيارتين كانتا محملتين بعمال وصيادين يعملون ببحيرة ناصر احداهما ميكروباص أجرة تحمل رقم "1857 ف.ب.د". والثانية ميكروباص أجرة الفيوم تحمل رقم 41217. إلا أن السيارة الأولي اصطدمت بسيارة قادمة من اسوان الي الاقصر في الاتجاه المعاكس تحمل رقم 12112 أجرة الأقصر مما أدي إلي تصادم السيارات الثلاث الأجرة مع بعضهم البعض.