أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم    صدمة لمواليد الثمانينيات، دراسة تكشف سقف العمر النهائي للأجيال الحالية    أطاح ب 6 وزراء، تعديل وزاري في موريتانيا يشمل 11 حقيبة وزارية    طقس مصر اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025.. أجواء حارة ورطوبة مرتفعة مع فرص لهطول أمطار    فلسطين.. الاحتلال ينسف مباني جديدة في المناطق الشمالية الشرقية لمدينة غزة    أب يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته الثانية في جريمة مروّعة بالدقهلية    درة وعمرو عبد الجليل ومحمد لطفي أبرز الحاضرين في افتتاح مهرجان بورسعيد    عاجل بالصور زيارة تاريخية.. ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، في رحاب معابد الأقصر    ياسر ريان: الزمالك قادر على الفوز بالدوري بشرط الاستمرارية.. وعمرو الجزار أفضل مدافع في مصر    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    دعاء الفجر|تعرف على دعاء النبي بعد صلاة الفجر وأهمية وفضل الدعاء في هذا التوقيت.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة    الصحفيين تكرم المتفوقين دراسيا من أبناء صحفيي فيتو (صور)    بمزج الكلاسيكي والحديث، عمرو دياب يتألق في حفل خاص على سفح الأهرامات (فيديو)    تغطية خاصة | مذبحة أطفال نبروه.. صرخات قطعت سكون الليل    طريقة عمل الناجتس في البيت، صحي وآمن في لانش بوكس المدرسة    فيدان: إسرائيل التهديد الأكبر على سوريا.. وأي عملية توسعية محتملة نتائجها الإقليمية ستكون كبيرة جدًا    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    هيئة المسح الأمريكية: زلزال بقوة 7.8 درجة يضرب "كامتشاتكا" الروسية    واشنطن تجهز مقبرة «حل الدولتين»| أمريكا تبيع الدم الفلسطيني في سوق السلاح!    نقيب الزراعيين: بورصة القطن رفعت الأسعار وشجعت الفلاحين على زيادة المساحات المزروعة    بيان عاجل من الترسانة بشأن حادثة الطعن أمام حمام السباحة بالنادي    هل يقضي نظام البكالوريا على الدروس الخصوصية؟.. خبير يُجيب    سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    موسم انفجار راشفورد؟ برشلونة يضرب نيوكاسل بهدفين    رسميًا.. الاتحاد السكندري يعلن إنهاء تعاقد أحمد سامي وإيقاف مستحقات اللاعبين    أمينة عرفي تتأهل إلى نهائي بطولة مصر الدولية للإسكواش    انخفاض سعر الذهب عيار 21 عشرجنيهات اليوم الجمعة في أسيوط    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سادس فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة خلال عامين    ميلونى: تدشين نفق للسكك الحديدية تحت جبال الألب يربط بين إيطاليا والنمسا    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    صور.. افتتاح الدورة التاسعة لملتقى «أولادنا» لفنون ذوي القدرات الخاصة بالأوبرا    دينا الشربيني ل"معكم": تارا عماد نفذت مشاهد انتحارية في "درويش".. جريئة في الاكشن    بإطلالة جريئة.. أحدث ظهور ل ميرنا جميل داخل سيارتها والجمهور يعلق (صور)    بحضور الوزراء والسفراء ونجوم الفن.. السفارة المكسيكية بالقاهرة تحتفل بعيد الاستقلال الوطني "صور"    الأسورة النادرة ساحت وناحت.. مجدي الجلاد: فضيحة تهدد التراث وكلنا سندفع الثمن    مصر والإمارات توقعان 5 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بقطاع الطيران المدني    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    محافظ قنا يناقش آليات تقنين أراضي الدولة والتعامل مع المتقاعسين    خليكي ذكية ووفري.. حضري عيش الفينو للمدرسة في المنزل أحلى من المخبز    أوفر وخالٍ من المواد الحافظة.. طريقة تجميد الخضار المشكل في البيت    ضبط عاطل بحوزته كمية من المخدرات وسلاح ناري بكفر الشيخ    رضا عبدالعال منفعلًا: «منهم لله اللي غرقوا الإسماعيلي»    شروط النجاح والرسوب والدور الثاني في النظام الجديد للثانوية العامة 2026-2025 (توزيع درجات المواد)    السجن المشدد 7 سنوات والعزل من الوظيفة لموظف بقنا    4 أبراج «حظهم حلو مع كسوف الشمس 2025».. يشهدون أحداثًا مهمة ويجنون الثمار مهنيًا وعاطفيًا    بمكونات متوفرة في البيت.. طريقة عمل الكيكة الهشة الطرية للانش بوكس المدرسة    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم كل ما تحتاج معرفته    الشوربجى: اهتمام كبير برفع مستوى العنصر البشرى .. ودورات تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي    صندوق التنمية الحضرية "500 ألف وحدة سكنية سيتم طرحها خلال المرحلة المقبلة"    "حافظوا على الحوائط".. رسالة مدير تعليم القاهرة للطلاب قبل العام الجديد    بالصور.. جامعة الفيوم تكرم المتفوقين من أبناء أعضاء هيئة التدريس والإداريين    زيارة مفاجئة لرئيس المؤسسة العلاجية إلى مستشفى مبرة مصر القديمة    التمثيل العمالي بجدة يبحث مطالب 250 عاملًا مصريًا بشركة مقاولات    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 أكتوبر .. العزة والكرامة
نشر في المساء يوم 06 - 10 - 2014

يوم 6 اكتوبر هو يوم العزة والكرامة.. عيد النصر.. انتصرت فيه الإرادة الشعبية علي قوي البغي والاستعمار انتصرت مصر بالشعب والجيش في ملحمة وطنية شاركت فيها الدول العربية لتعزف أجمل سيمفونية للأمن القومي المصري والعربي تحية لأرواح الشهداء الذين ارتوت رمال سيناء بدمائهم.. تحية لكل مصاب في معركة النصر والتدريبات تحية لكل من شارك في كل الحروب التي خاضتها مصر 48. 56. 67 والاستنزاف و73 وتحية للزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام وتحية للزعيم جمال عبدالناصر وتحية للأبطال المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الشاذلي وتحية لقادة القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وقادة الجيشين الثاني والثالث وقادة المناطق العسكرية ورئيس هيئة العمليات الذين حفر التاريخ أسماءهم بأحرف من نور في التاريخ العسكري المصري والعالمي.
اليوم تتقدم "المساء" بكل التحية والتقدير للفريق أول صدقي صبحي والفريق محمود حجازي وقادة الأفرع الرئيسية وقادة الجيوش والمناطق العسكرية ولكل ضابط وضابط صف وجندي بمناسبة عيد النصر الذي يتواكب مع عيد جريدة "المساء" وتقدم "المساء" حصرياً سلسلة معارك وبطولات إهداء من القوات المسلحة من سجلات هيئة البحوث للقوات المسلحة.
سقوط موقع العدو الحصين الدفرسوار
حتي الساعة الثانية من ظهر السبت العاشر من رمضان السادس من اكتوبر 1973 كان الجندي الإسرائيلي الذي يعتلي احد أبراج المراقبة علي ضفة القناة الشرقية لا يري أمامه أي بوادر وشواهد لأي عمليات حربية ذلك لأن عينيه كانت لا تبصران غير جماعات متفرقة علي طول الجبهة من الجنود يجلسون إما في استرخاء وكسل أو يسبحون في مياه القناة وآخرين يغسلون ملابسهم لينفذوا ببراعة خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها القيادة العامة وكان خلف صورة الجنود الذين ينفذون خطة الخداع مشهد آخر أكثر براعة حيث تظهر بوضوح معدات الأجهزة المدنية التي كانت لاتزال تعمل في تجهيز أعمال الدفاع الهندسية والتي كان يبدو فيها أن العمل لن ينتهي قبل أعوام طويلة.
فجأة.. عندما دقت عقارب الساعة الثانية وخمس دقائق انقلب كل شيء إلي جحيم فأجواء السماء بدت وكأنها انشقت في لحظة عن أكثر من مائتي طائرة تنطلق لتنفيذ الضربة الجوية المركزة والتي كلفت بها لتحطيم مطارات العدو ومراكز القيادة ومواقع صواريخه في نفس اللحظة أطلقت نيران أكثر من ألفي مدفع علي طول الجبهة تصب حممها علي خط بارليف ونقاطه الحصينة.. وبعد لحظات تعد بالدقائق كانت الموجة الأولي لقواتنا العابرة علي مدار 6 سنوات عجاف ينتظرون اللحظة الحاسمة لعبور قناة السويس لاسترداد الأرض والكرامة.
وتعبر قوات الموجة الأولي لقواتنا المسلحة علي نطاقي الجيش الثاني والثالث الميداني قناة السويس وحناجرهم تهلل بملء صوتهم وبشجاعة : الله أكبر.. الله أكبر .. الله أكبر .. هذه الصيحة الربانية التي زلزلت الأرض وأدخلت الرعب في قلوب قوات العدو وخلال ساعتين وضع ثمانية آلاف جندي مصري أقدامهم علي ضفة سيناء الحبيبة. واختفي جنود المراقبة الإسرائيليون وبدلا منهم ارتفع عدد من أعلام مصر ترفرف علي أرض سيناء الحبيبة.
كانت معركة الموقع الحصين بالدفرسوار من أقسي وأمر المعارك التي شهدها العدو وفقد فيها توازنه نظرا لهذا الموقع من أهمية في خط بارليف وتحكمه في مدخل البحيرات المرة الكبري ولكن أمام بطولة رجال قواتنا المسلحة انهارت حصونه الوهمية ورفع علم مصر ليروي للعالم أكذوبة جيش إسرائيل الذي لا يقهر.
أسلوب دفاع العدو
وحتي يعلم شبابنا كيف كانت تعمل قوات العدو في سيناء نبدأ بأسلوب دفاع العدو عن سيناء حيث أنشئ خط بارليف علي الجانب الشرقي لقناة السويس علي شكل نقط ومواقع حصينة بالفصائل والسرايا المدعمة علي المحاور الرئيسية والمناطق الصالحة للعبور وزودت هذه النقط والمواقع الحصينة بالموانع المختلفة المضادة للدبابات والأفراد من أسلاك وألغام حرة وأخري مسيطر عليها.
ايضا زودت الموانع بوسائل الانذار الفردي والآلي "من أشعة الليزر وتحت الحمراء" وقد زاد من قوة هذا الخط استناده علي قناة السويس وعلي الساتر الترابي الذي أقامه العدو شرق القناة.
ايضا قام العدو بتجهيز مناطق تجمع وانتشار لاحتياطيات متعددة علي أعماق مختلفة وبأحجام متدربة علي الاتجاهات الرئيسية وفي مناطق متوسطة تسمح لها بسرعة نجدة النقط القوية والتدخل ضد القوات المصرية التي قد تنجح في العبور. كما جهز العدو مجموعة من الطرق والمدقات الطولية والعرضية لتسهيل المناورة بالاحتياطيات وعمليات الامداد والإخلاء.
حقائق عن المانع المائي والساتر الترابي
كانت هناك عوامل آخري من الدفاع استخدمها العدو حيث تعتبر قناة السويس مانعا مائياً فريداً في نوعه مختلفا عن باقي الانهار والمسالك المائية الاخري التي سبق اجتيازها علي مدي التاريخ حيث بلغ عرض القناة ما بين 180 220 متراً ويتراوح العمق بين 16. 18 متراً وينخفض سطح الماء عن حافة الشاطئ بحوالي 2 متر. ويحد القناة شاطئ شديد الانحدار مغطي بالحجارة والأسمنت وستائر الصلب رأسية تحت سطح الماء تعرقل اجتيازه إلا بعد تجهيزات هندسية مسبقة.
كما تتعرض القناة لظاهرة المد والجزر فيختلف منسوب المياه عدة مرات في اليوم الواحد كما تتميز القناة بشدة التيار وسرعته التي تصل إلي 90 متراً في الدقيقة وفضلا عن هذا فإن اتجاه التيار يتغير دورياً كل ست ساعات من الشمال إلي الجنوب وبالعكس.
لذا تمثل هذه الظواهر تأثيراً كبيراً علي تخطيط عمليات العبور والأعمال الفنية الخاصة بإقامة المعديات وإنشاء الكباري وإنشاء العدو ساترا ترابيا علي حافة القناة الشرقية بارتفاع حوالي 20 متراً وبسمك حوالي 10 أمتار من أعلي وحتي 35 متراً من اسفل ويميل حوالي 45 درجة نحو حد المياه لتصعيب أي عمليات للعبور كما قام بتجهيزه بمصاطب ومزاغل للدبابات عمودية ومائلة يمكن من خلالها الضرب بواسطة دباباته وعرباته المدرعة علي أي أهداف علي الضفة الغربية للقناة وأي قوات تحاول عبور القناة.
أهمية الموقع الحصين بالدفرسوار
يتكون الموقع الحصين بالدفرسوار من نقطتين حصينتين النقطة الحصينة الشمالية والنقطة الحصينة الجنوبية حيث تقع النقطة شمال البحيرات المرة مباشرة وترجع أهمية هذا الموقع إلي أنه يسيطر علي أحد المحاور الفرعية التي توصل إلي المحور الأوسط. كما يسيطر علي جزء كبير من سطح مياه البحيرات المرة الكبري.
وكانت النقطتان تشرفان علي قطاع من قناة السويس يصل الي حوالي أربعة كيلو مترات وتتحكمان في أي قوات تحاول العبور من هذا القطاع للوصول إلي وصلة الدفرسوار الموصلة إلي المحور الأوسط والذي يعتبر من أهم محاور سيناء.
التجهيزات الهندسية التي أقامها العدو
وحتي يصعب العدو الأمر علي القوات التي تفكر في العبور قام بتجهيز كل نقطة حصينة من موقع الدفرسوار هندسيا بطريقة تمكنها من الدفاع من جميع الاتجاهات والصمود لأطول فترة ممكنة حيث شمل التجهيز الهندسي لكل نقطة 8 ملاجئ للمدافع الثقيلة و3 حفرة رشاش مضاد للطائرات. 9 حفرة رشاش مدفع ماكينة و6 حفرة رشاش هاون وموقع صواريخ أرض أرض ونقطتي مراقبة و8 مرابض دبابات وثلاثة ملاجئ ومخازن.
كما قام العدو بتكسية الملاجيء والدشم بالمكعبات الخرسانية والرمال والحجارة بدرجة تضمن وقايتها من جميع نيران الأسلحة الصغيرة والمدفعية وقنابل الطائرات مع اقامة سواتر ترابية تنتهي بمصاطب دبابات حول النقط لاستخدامها كخطوط صد.. هذا بجانب اقامة حقول الغام متنوعة مسيطر عليها حول النقط علاوة علي نطاقات كثيفة من الأسلاك الشائكة والكنسرتينا.
كما قام العدو بتجهيز مناطق لتجميع الاحتياطيات شرق الموقع الحصين لتوفير القدرة لها علي المناورة عند قيامها بنجدة الموقع ووضع العدو أجهزة لضخ المواد المشتعلة علي سطح مياه القناة شمال النقطة الدفاعية الشمالية التي قام بتجهيزها لتحويل سطح المياه أمام الموقع الحصين إلي جزر نيرانية.
التجهيزات الإدارية للموقع الحصين
قام العدو بإنشاء مخازن كل نقطة حصينة بالموقع ووضع بها كميات من المياه والتعيينات والذخيرة توفر لها الاكفتاء الذاتي لمدة أكثر من شهرين بالإضافة إلي توفير الوسائل الاشارية اللاسلكية والخطية مع قيادتها ومع وحدات الدبابات والمدفية ومواقع الصواريخ المعاونة.
نظام دفاع العدو عن الموقع الحصين
قام العدو باحتلال الموقع بقوة سرية مشاة ميكانيكي بالإضافة لعدد 6 هاون 8 مم و6 رشاش نصف بوصة و2 رشاش م ط علاوة علي 2 موقع صواريخ أرض أرض من خلال النقطة الشمالية بقوة 2 سرية مشاة عدا فصيلة و3 هاون و8 و3 رشاش نصف بوصة ورشاش م ط.
كما احتل النقطة الجنوبية بقوة فصيلة مشاه و3 هاون 81مم و3 رشاش نصف بوصة ورشاش م ط هذا بجانب وضع موقعين للصواريخ أرض أرض خلف النقطة.
وقام بتنظيم خطة النيران للدفاع عن هذه النقط بحيث نغطي الجزء الشمالي من البحيرات بما يمنع أي محاولات للعبور تقوم بها قواتنا في هذا القطاع كما جهز "احتياطي محلي" بقوة فصيلة دبابات وفصيلة مشاه ميكانيكية جنوب الموقع في تل سلام مع تجهيز احتياطي قريب بقوة سرية دبابات وسرية مشاه ميكانيكية علي طريق بير حبيطة.
قواتنا
كان هذا هو الموقف قبل بدء القتال وعندما بدأت العمليات الحربية لمعركة الشرف في 6 اكتوبر كانت مهمة الوحدة الفرعية المكلفة لقواتنا هي اقتحام الموقع حيث كلفت كتيبة مشاه مدعمة بسرية دبابات وسرية هاون 120مم وفصيلة مهندسين وفصيلة قاذفات مهيب باقتحام قناة السويس واحتلال رأس كوبري والتمسك به وصد وتدمير هجمات العدو المضادة ثم تكوين مجموعات عاصفة بالسرايا لاقتحام النقط الحصينة للدفرسوار والاستيلاء عليها وتدميرها.
تم تقسيم القوات إلي ثلاث سرايا الثالثة تقتحم النقطة الشمالية وتدمر وتأسر أي أفراد للعدو بها والسرية الثانية تقتحم النقطة الجنوبية وتدمر وتأسر أي أفراد للعدو بها والسرية الأولي كاحتياطي وجاهزة لصد أي هجوم في اتجاه الموقع مع اعادة تشكيل سرايا الكتيبة للعمل كمغارز اقتحام.
سير المعركة
في المرحلة الأولي من القتال قامت القوات باحتلال رأس كوبري وأحكام الحصار حول الموقع الحصين وعندما انطلقت الشرارة في 6 اكتوبر ومع بداية التمهيد النيراني اقتحمت الكتيبة القناة واتخذت أوضاعها في منطقة رأس كوبري شمال شرق الموقع بحوالي 2كم خارج مدي أسلحة النقاط الحصينة علي هيئات مشرفة لضمان حصار الموقع وبدأت الكتيبة علي الفور إجراءات التجهيز الهندسي.
وفي مساء نفس اليوم حاولت قوة للعدو من حوالي سرية دبابات الاحتياطي القريب الاختراق لنجدة الموقع وقد تمكنت الكتيبة من صد الهجوم وتدمير ثلاث دبابات وفرت الدبابات الأخري وثاني أيام معركة الكرامة يوم 7 أكتوبر وصلت سرية دبابات التعاون الوثيق وانضمت إلي قوة الكتيبة وعلي الفور بدأت السرايا تستعد لاقتحام النقط الحصينة لتبدأ المرحلة الثانية من أعمال القتال لاقتحام الموقع الحصين.
الهجوم الأول
ففي تمام الساعة 3 يوم 7 أكتوبر تم إعادة تجميع السرية الثالثة وفي تمام الخامسة تحركت إلي النقطة الحصينة الشمالية لها جمعتها من الأمام والاجناب تحت ستر قصفة نيران مركزة وقامت مجموعتا الاقتحام 1. 2 باقتحام النقطة الحصينة من الشمال.
كما قامت مجموعتا الاقتحام أرقام 2. 4 باقتحام النقط من الشرق وقد تقدم جنود المجموعات خلال الثغرات مطلقين نيرانهم في كل اتجاه غير مبالية بالموت من حولهم وبدأ الأفراد في الاندفاع للوصول إلي داخل النقطة. حيث كان العدو يسيطر بالنيران علي جميع مداخل النقطة ويقوم بتركيز نيران المدفعية والهاونات والدبابات والطيران علي قوة السرية كما قام في نفس الوقت بتدعيم هذه النقطة من احتياطية المحلي.. ولزيادة نسبة الخسائر في القوة وصلت إلي ثلاثين شهيداً منهم قائد السرية علي الفور أصدر قائد الكتية أوامره باعادة جميع القوة شمال النقطة لإمكان تنفيذ قصفه مدفعية قبل معاودة الهجوم عليها.
الهجوم الثاني
في الساعة الثامنة من يوم 8 أكتوبر تم ضرب النقطة بالهاونات 160مم وأسلحة الرمي المباشر وتحركت مجموعات السرية مرة أخري بعد تدعيمها محملة علي ثلاث دبابات في اتجاه النقطة واتخذت المجموعات مواقعها في مواجهة النقطة مرة أخري وتم اتخاذ التشكيل لمهاجمة النقطة ففي اليمين مجموعة الاقتحام الأولي وخلفها مجموعة الاقتحام الثالثة وفي الوسط مجموعة قيادة نيران وخلفها مجموعة لاقتناص الدبابات وفي اليسار مجموعة الاقتحام الثانية وخلفها مجموعة الاقتحام الرابعة والتي اتخذت فيها الدبابات مواقع لستر المجموعات أثناء عملية الاقتحام للنقطة.. وتمكنت أطقم اقتناص الدبابات من تدمير 2 دبابة وعربة أم 113 للعدو وكانت موجودة بمدخل النقطة لتعوق تقدم مجموعات قواتنا.
وبمجرد وصول المجموعات إلي أعلي النقطة بدأ العدو في تركيز نيران المدفعية علي النقطة كما قام افراده بالضرب علي الخنادق من داخلها وستمات العدو في الدفاع عن الدشم والخنادق ولكنه تراجع إلي داخل الملاجئ أمام نيران قواتنا وسمعت أصواته وهو يطلب نيران المدفعية والطيران لانقاذه وعندما ساء موقفه داخل النقطة وأصبح يشعر بأنه محاط بالقوات المصرية من كل جانب ودخل اليأس إلي من تبقي منهم علي قيد الحياة من ضباط وجنود العدو وخاصة بعد زيادة الخسائر بين أفراده وتدمير بعض دباباته وعدم استطاعة الطيران نجدتهم وفك حصارهم فخرجوا من الملاجئ مستسلمين وبلغ عددهم 37 فرداً و5 ضباط و32 من رتب آخري.
اقتحام النقطة الجنوبية وسقوط الموقع
وبالاستيلاء علي النقطة الشمالية تمكنت مجموعة السرية الثانية من اقتحام النقطة الشمالية تمكنت مجموعات السرية الثانية من اقتحام النقطة الجنوبية لسهولة والاستيلاء عليها فقد هرب أفرادها وتركوا النقطة عندما علموا بسقوط النقطة الشمالية واحكام الحصار حولهم وبذلك يكون جنودنا لقنوا العدو درساً لن ينساه.
رفع علم مصر فوق الموقع
وبعد ساعات من الصمود والبسالة ارتفع العلم المصري عاليا خفاقا يعلن سقوط حصين العدو في القطاع الأوسط ويكسر نظرية العدو الإسرائيلي في الأمن ويعيد للمقاتل المصري القدرة والثقة تلك ملحمة رائعة من ملاحم العبور العظيم نسميها أبطال سيخلد التاريخ دورهم لمصر وللوطن العربي بل وللإنسانية.
خسائر العدو
بلغت خسائر العدو في هذه المعركة 6 دبابات و2 عربة م 113 ومحتويات 2 دشمة كاملة من سلاح ذخائر ومعدات إشارة ومهمات إعاشة وعدد 37 أسيرة ضباط و32 رتب أخري وعدد من القتلي والجرحي.
خسائر قواتنا
بلغت خسائر قواتنا دبابة و30 شهيدا منهم قائد السرية.
الدروس المستفادة
* تم المحافظة علي السرية في التحضير للمعركة وفي حشد واعادة تجميع القوات للهجوم. ظهر جيدا أهمية التدريب الواقعي علي نماذج مماثلة لمواقع العدو مما ساعد الافراد علي تنفيذ مهامهم بكفاءة ونجاح.
سرعة الالتحام بالعدو في عزم وتصميم بعد أن انعدمت تماما المعاونة الجوية لقوات العدو الأرضية والتي كان يعتمد عليها الاعتماد الأكبر.
* أهمية التعاون الوثيق بين الأسلحة المختلفة أثناء تنفيذ الهجوم مع أهمية تشكيل مجموعات مسلحة بالأسلحة م / د الخفيفة ومجموعات اقتناص الدبابات لتكون مهمتها التعامل مع الدبابات المعاونة واصطيادها.
* أهمية تفهم الأفراد الطبيعية أعمال قتال العدو وأسلوبه في استخدام قواته وأسلحته ومعداته قبل قيامهم بالهجوم مع أهمية التجهيز الهندسي الفوري للافراد والمعدات بمجرد الوصول الي أي منطقة.
* كان لاستخدام قاذفات اللهب ضد مداخل الدشم أثر كبير في انيهار معنويات العدو واستسلام بعضهم دون مقاومة مع سرعة السيطرة علي النقطة القوية بركوب الأفراد عليها وقطع المواصلات الخطية بين الدشم وتدمير الهوائيات مما كان له أثر كبير علي معنويات افراد العدو.
هكذا كان قتال أبطال القوات السلحة مع عدو خسيس فجيشنا هو خير أجناد الأرض فتحية لهم في عيد النصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.