في حكايات التراث أن الثعلب طلب من الأسد أن يصارعه. فاعتذر الأسد. ألح الثعلب وعاب علي الأسد خوفه. قال الأسد : إذا تصارعنا فمن الطبيعي أن ألتهمك.. وأنا لا أريد ذلك.. لكن إذا خدشتني أنت فهي إهانة لي!. تذكرت هذه الحكاية وأنا أتابع بعض التصرفات الصغيرة لمن يسعون إلي الوجود الشخصي في غياب الوجود الأدبي. فهم يترددون علي أماكن تجمعات الأدباء والمبدعين. ويحملون كتباً بعضها بلغات أجنبية. وإن كانوا لايقرءونها. يحاولون صداقة وسائل الإعلام بوقائع مكذوبة. وربما سودوا بيانات تطفح بالعيب والشتم والتجريح لمجرد اثبات الوجود. بل إن الرغبة في تحدي الموهبة الغائبة تشقيهم بتوهم الزعامة. فهم يحرصون علي قيادة التجمعات التي تعني بهموم المبدعين. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه. ولأنهم يثقون في ضبابية ملامحهم أو تشوهها في أعين المثقفين. فإنهم ربما أقنعوا بعض ذوي النيات الحسنة بإحراز الفوز في انتخابات التجمعات الثقافية من خلال قائمة موحدة.. ويمضي الجميع في منزلق الخسارة. مع أن كل واحد فيهم يملك بمفرده إمكانية الفوز. في الغالب. فإن صاحب فكرة القائمة يكتفي بتجميع الأسماء. ثم يوصي بنفسه. فيسحب المبدعون لأنهم يعرفونه ثقتهم منه. ومن زملاء القائمة. والدليل هو فارق الترتيب بينه وبينهم. مع أنهم جميعا من الخاسرين! البديهي أن تكون مراجعة الذات هي الخطوة التالية لما يحدث.. هل يستحق المرء ما يتطلع إليه من فوز؟ لكن النفس التي تعاني أمراضاً شتي. تدفع صاحبها الي محاولة القفز علي تجمع ثقافي آخر.. لا موهبة. ولا وجود أدبي.. والعمر يتقدم دون إضافة حقيقية. وتوهم المكانة رداء فضفاض علي من تعجزه صياغة الجملة. فهو يحاول تعويض ذلك بالتجني والشتم وإلصاق التهم بالآخرين. بل ونعتهم بما لا يليق في وقائع من نسيج خياله المريض. وربما أقدم في جرأة غريبة علي نسبة ما أبدعه الآخرون إلي نفسه. الثقافة والموهبة والعطاء والعمل لصالح الجماعة. والبعد عن المهاترات وأساليب الدس والوقيعة والابتزاز والنظر الي ما بحوزة الآخرين.. أبعاد سياسية يفترض وجودها في شخصية. كل من يحاول التصدي للعمل العام. أما من يعاني فقد ذلك كله. فإن الأوفق له. وللحياة الثقافية أن يقتصر نشاطه علي دردشات المقاهي. ولا عزاء للمبدعين!