كالنسيم الرقيق كما جاء لبلاط صاحبة الجلالة رحل فارس الصحافة النبيل الزميل الخلوق "فهد العياط" مساعد رئيس تحرير الجمهورية. صعدت روحه الطاهرة لبارئها في حادث أليم بالطريق الغربي بصعيد مصر وهكذا حال القمم والهامات العالية تموت وقوفاً كما هي الأشجار الطيبة. غادر في صمت وهدوء كما هي الأرواح الجميلة تأتي للدنيا في مهام خاصة ومحددة وتذهب وتترك لنا الحسر والألم ولا راد لقضاء الله. كان "فهد" في موعد مع القدر حيث أصر علي مرافقة الزميل محمد الصايم لتأدية واجب عزاء في والدته رحمها الله ونبتهل للمولي عزوجل بالدعاء أن يتم شفاء الزميل "الصايم" نائب رئيس تحرير الجمهورية وزوجته بعد اصابتهما في نفس الحادث. عرف عن "فهد" دماثة الخلق والالتزام واحترام الزملاء فمنذ عودته بعد عدة سنوات قضاها في الخليج كمستشار إعلامي لوزير الصحة الإماراتي كان يحرص علي زيارة زملائه بالمساء وكأنه يودع رفاقه وأحبابه . يتحدث بحب وفخر ويتذكر هموم بدايته الصحفية ومشواره بقسم سكرتارية التحرير. وما لا يعرفه الكثيرون أن "فهد" بدأ عمله بالمساء ثم غادر الجريدة بسبب "خطأ لا دخل له فيه" تسبب فيه أحد الزملاء القدامي ومن طيب خلقه فضل الانسحاب وتحمل الخطأ حتي لا يضار الزميل وكانت مكافأة القدر علي موقفه النبيل الانضمام للشقيقة الكبري "الجمهورية" بعد شهور ليواصل مسيرة العطاء. رحمك الله صديقي العزيز ورفيق أيام الكفاح الأولي في مهنة البحث عن المتاعب فقد كان عطوفاً صبوراً حليماً كريماً. نتقاسم في كثير من الاحيان الجنيهات المعدودات التي تأتي من أعمال صحفية إضافية ونسعد بها و ننظر للمستقبل بعيون واثقة بتوفيق الله وعونه. وداعاً "فهد" وخالص العزاء لأسرتك الكريمة ونحسبك في زمرة المخلصين الصالحين ومقامك بإذن الله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ومن الذين قال الحق فيهم "من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً" صدق الله العظيم.