لم أستغرب من الكلمة التي ألقاها رجب طيب أردوغان في الأممالمتحدة وهاجم فيها مصر والرئيس السيسي.. لم أستغرب ولم أندهش ولم يندهش غيري من المتابعين لهذا الحدث.. المشكلة أن رجب طيب أردوغان بعد أن قام بتسويق الإخوان لدي أمريكا بوصف تركيا عضواً في حلف الأطلنطي.. وبعد أن وصلوا إلي السلطة في مصر بالترهيب أو الترغيب.. الترهيب بحرق مصر.. والترغيب بمشروع وهمي أطلقوا عليه "النهضة".. بعد ذلك كله ظن رجب طيب أردوغان أنه قاب قوسين أو أدني في أن يصبح خليفة المسلمين.. واعتقد أن حلم الخلافة سيصبح حقيقة علي يد إخوان مصر.. وحلم بأنه لبس العمامة وأقيمت حفلات الذكر وسار المنادون في عواصم الدول الإسلامية يبلغون الخلق بأن رجب طيب أردوغان صار خليفة للمسلمين. وإذا كانت الأحلام أنواع.. فهناك أضغاث أحلام وكوابيس.. وإذا به يطير في الهواء مع إخوانه الذين رفضهم الشعب المصري وثاروا ضدهم وخلعوا وعزلوا كبيرهم.. رجب طيب أردوغان لن ينسي للشعب المصري ما فعله في 30 يونيو وسيظل يتحدث عن الانقلاب والانقلابيين بعدما دفع العربون لمن سينصبونه الخلافة.. فإذا بهم في السجون أو هربوا خارج الوطن واحتفظوا بما دفعه لهم رجب طيب أردوغان من تمويل في شكل أموال سائلة أو في دعم سياسي وترويج معنوي في المحافل الدولية.. الصدمة كانت كبيرة بالنسبة لرجب طيب أردوغان ولن يفيق منها.. بل سيظل يردد "انقلاب.. انقلاب" إلي أن يأتي من يساعد علي إفاقته وهديه إلي الطريق المستقيم. رجب طيب أردوغان رجل سياسة وصاحب رؤية ربما في بلده.. أما إدراكه لما يحدث في البلدان الأخري فيشوبه القصور وعدم الفهم.. مصر انقلبت بالفعل في 30 يونيو وخرجت عن بكرة أبيها لتسترد هويتها القومية.. مصر انقلبت بالفعل في 30 يونيو لتقول للعالم إن هؤلاء الحكام الجدد لا يمثلون الشعب المصري.. وأن أصحاب هذه اللحي والجلابيب القصيرة ليسوا منا.. بل تسلقوا علينا.. أهل مصر وفكر مصر يختلف عن فكر هؤلاء.. وحتي لحاهم ليست شبيهة بلحي أهل قندهار.. مصر انقلبت بالفعل علي تجار الدين وسماسرة الموت ومقسمي الأوطان.. وكلمة أخيرة في أذن رجب طيب أردوغان ورفاقه علي أرض مصر.. ألا تعلم سيدي أن هناك مهابيل مازالوا يطلقون علي ثورة 23 يوليو 1952 إنها انقلاب!