الحج عرفة فهو يوم تكون نسماته مملوءة بعطر الكون فيبعث لكل حجيج الرحمن وضيوفه البهجة وتملأ قلوبهم بالنفحات الإيمانية والسرور والارتياح وقد ارتدوا جميعا زيا موحدا لا فرق بين أمير وخفير وحناجرهم تردد "لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" هذا هو شعار الحجيج يوم الوقوف بعرفة. إنه يوم مشهود. يوم الرحمة والمغفرة فالجميع يقف علي قلب رجل واحد وتحضهم ملائكة الرحمة ووقفوا علي جبل عرفة ووجوههم تتلألأ بنور الإيمان وبشائر القبول والرضا من الله سبحانه وتعالي لما نالوه من الأجر والثواب وقد صفت نفوسهم وتعاطفت أفئدتهم. هذا المشهد المهيب الذي تهتز له القلوب المؤمنة العامرة وينفذون وصايا الحبيب المصطفي صلوات الله وسلامة عليه يوم أن وقف علي جبل عرفات في حجة الوداع وخطب فيهم قائلا: "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا" فهل تتذكر أمتنا هذه الوصية وتوحد صفوفها وتحافظ علي كيانها وعزتها وكرامتها؟ اللهم ارزقنا وقوف عرفة ولم شمل الأمة الإسلامية ونحيا في حب وسلام.