من الأعماق

في رحاب عرفات

جمال حسين
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .. هكذا رددت الحناجر وابتهلت القلوب في مشهد عظيم ارتجفت له قلوب المؤمنين الخاشعين الملبين وهم في طريقهم الي جبل عرفات لاداء ركن الحج الاعظم .. اكتثي جبل عرفات وتزين باللون الابيض حيث ضيوف الرحمن الذين توافدوا علي تلك البقاع المقدسة من كل انحاء المعمورة ليذكروا اسم الله ويشهدوا منافع لهم... يطلبون رحمة ربهم وينشدون غفرانه وان يعودوا الي بلادهم كيوم ولدتهم امهاتهم سالمين غانمين مصداقا لقول الله تعالي في الحديث القدسي ان الله يباهي ملائكته ويقول انظروا الي عبادي قد جاءوني شعسا غبرا يطلبون رحمتي ويخشون عذابي واشهدكم اني قد غفرت لهم..
يالها من لحظات ايمانية رائعة تلك التي عشتها بالامس في رحاب جبل عرفات التمس رضوان الله وابتغي مغفرته ورضاءه ... منذ الصباح الباكر توجهت الي جبل الرحمة برفقة زميلي خالد امين رئيس قسم الحوادث بجريدة الجمهورية علي بعد كيلو متر من المخيم الذي كنا نقيم فيه ووجدت جبل الرحمة وقد اكتسي وتلون باللون الابيض حيث حرص الحجيج علي الصعود الي اعلي قمته وبعد عناء من شق الصفوف في شوارع صعيد عرفات نجحنا في الصعود الي جبل الرحمة الذي وقف عليه الرسول صلي الله عليه وسلم.. وعجبا شاهدت السيدات يتسابقن قبل الرجال في تسلق صخور الجبل للوصول الي قمته والرجال والنساء يرفعون اكف الضراعه ويبتهلون الي الله بأن يغفر لهم ويعودوا الي بلادهم مغفوري الذنوب كما ولدتهم امهاتهم.