تابعت وتابع ملايين المصريين في الداخل والخارج كلمة السيسي أمام اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة "قمة المناخ" في دورتها 69 بكل الفخر والاعتزاز والفرحة بهذا الرجل الذي جعل المصريين جميعا مرابطين أمام التليفزيونات حتي يشاهدوه مرفوع الرأس رافعاً رأس بلده معلياً قدرها وقيمتها. بل جعلهم يسافرون وراءه وجعل المهاجرين المصريين يقطعون آلاف الأميال بين الولايات المختلفة ليتجمعوا في نيويورك ليتابعوا كلمة مدتها ثلث الساعة فقط. من 8.10 إلي 8.30 مساء بتوقيت القاهرة وكأنهم مسافرون وراء المنتخب القومي. كلمات تقولها المعجونة بمصريتها الروائية السكندرية زهرة يسري و تضيف : حاجة تشرف. حاجة تشرف. حاجة تشرف بكل المقاييس أن يكون لك رئيس يتمتع بالحضور والكاريزما والشعبية في كل مكان. ويقبل عليه المسئولون وكبار رجال الدول وقيادات وزعماء ورؤساء العالم بكل الاحترام والتقدير والحرص علي اللقاء. حاجة تشرف أن يكون لك رئيس يلقي خطاباً أمام العالم مكتوباً بعناية. ومدربا عليه بعناية. بما يؤكد أنه لا يتحرك وحده. وأن ثمة فريق علي مستوي عال يخرج له الخطاب قبل إلقائه. وكلما كان هناك متحضرون أو علي الأقل متقنون لعملهم مع الرئيس كلما كان الأمر مبشراً بدولة قوية وحضارية. تجبر العالم علي احترامها واحترام رئيسها. وأذكر بهذه المناسبة خطابات مرسي الله يمسيه بالخير. كانت كوميديا ملهاة مأساوية تشبه الملهاة الإنسانية لبلزاك أو الملهاة الإلهية لدانتي. و"الملهاة" عمل أدبي يتناول الجوانب الهزلية المضحكة أو الساخرة من السلوك الإنساني وعرفه مسرح العصور الوسطي ويحدث شعوراً بالبهجة ويخلط الجد بالهزل في مزيج مركب. حاجة تشرف ومن ينكر ذلك فهو حاقد أو مريض نفسياً. لأن السيسي لم يكن هو الذي يتحدث أمام الأممالمتحدة وإنما مصر كانت هي التي تتحدث عن نفسها. وكان خلفها نخبة من أرقي المصريين والأكثر تحضراً. حتي وإن وصفهم البعض بأنهم عبيد البيادة. مثل تلك المذيعة المصرية المقيمة بأمريكا آيات عرابي التي سبت السيسي والوفد المرافق له. ويا نخل ما يهزك ريح. السيسي أعادنا إلي زمن بعيد كان لمصر فيه وزن واحترام وريادة. ومن حقنا أن نحسد أنفسنا ونحمد ربنا علي ذلك في وقت نري فيه العواصم العربية تسقط كالذباب. وها هي صنعاء سقطت بالكامل في يد الحوثيين. وقوات فجر ليبيا وثوار الزنتان الموالين لخليفة حفتر "داعكين بعض" في طرابلس. فالحمد لله علي ما رزقتنا يارب. ولك الشكر والمنة لأنك يارب تحب مصر وأهلها الطيبين ولا تريد بها سوءاً أبداً. أنهيت لنا فساد عصر مبارك واختبرت قوة صبرنا وإيماننا في فساد عصر مرسي وها أنت تنزل علينا رحماتك وتنعم علينا بالخير الوفير. شرفا وعزة وكرامة. في عهد السيسي. اللهم أتم علينا نعمتك