قبل ثورة يناير.. انتشرت الاعتصامات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية علي رصيف مجلس الشعب.. بالأيام والأسابيع. كان البهوات أعضاء البرلمان.. يدخلون ويخرجون علي المعتصمين والمضربين والواقفين احتجاجا دون ان يكلفوا خاطرهم ويسألوهم عن شكواهم وماذا يريدون.. أو يبادر احدهم ويسعي لحل المشكلة.. وكأن الراقدين علي الرصيف ليسوا أهالينا. وكم نشرت كما نشر غيري من انتقادات لهذا الوضع القبيح والمعاملة غير الآدمية للكثيرين من أصحاب الحقوق ومع ذلك ذهبت أصواتنا ادراج الرياح وكأننا نصرخ في صحراء جرداء أو نخاطب أناسا لا يسمعون ولا يتكملون ولا يرون. *** بعد الثورة.. لم تنقطع الاعتصامات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء المواجه لمجلس الشعب بعد حل البرلمان المزور. وأيضا نجد وزراء الحكومة.. يدخلون ويخرجون علي المعتصمين والمضربين والواقفين احتجاجا دون ان يكلفوا انفسهم عناء الرد عليهم أو السؤال عما يريدون الا نادرا. نفس المشهد ونفس التفكير وبالتالي نفس النتائج مزيد من الاعتصامات والاضرابات والوقفات والمطالبات التي يرتفع سقفها يوما بعد آخر.. والكثير منها علي حق والقليل علي باطل. لكن.. من يفرز الحق عن الباطل وكيف؟ أليس وزراء الحكومة ومن خلال المواجهة والحوار والدراسة والقرار؟ *** يجب حل هذه المشاكل أولا بأول وبمنتهي السرعة حتي يشعر المعتصمون والمضربون والواقفون بأن لهم قيمة واعتبارا لدي حكومتهم. المفروض ان أصوات الناس أصحاب الشكاوي والمظالم قد وصلت إلي كافة الوزراء.. كل في اختصاصه. ومن الواجب ان يبادر كل وزير إلي المجموعة التي تخصه ليستمع إليهم ويتحاور معم ويعدهم ببحث مشكلتهم في مدة اقصاها ثلاثة أيام علي ان ينصرفوا إلي أعمالهم.. ثم يعلن الرأي النهائي بعد انتهاء المدة التي حددها بالاستجابة إلي مطالب اصحاب الحقوق ورفض من ليس مطلبه علي حق مؤيدا كلامه بحيثيات وحقائق لا تقبل الشك. وليتأكد الوزراء انهم لو نفذوا ذلك فعلا مرتين أو ثلاثا.. فلن يتواجد أمام مجلس الوزراء سوي المظلومين الذين لهم حقوق فعلا. أما ان يعيش كل وزير في برج عاجي ويترك وزارته تضرب تقلب والعاملين فيها يصرخون بلا مجيب والبعض يترك عمله وينام علي الرصيف يهدد ويتوعد دون ان يجيره أحد أو يسأل عنه.. فأولي بهذا الوزير أو ذاك ان يترك مكانه ويرحل. ليس من الصالح ابدا ترك الشارع بهذا الوضع وليس من المنطق ابدا ان يستمر المشهد والتفكير بلا تغيير. الثورة جاءت للتغيير.. ولم تأت لتثبيت الأوضاع علي ما هي عليه.