هما الأهلي والزمالك.. فائز وخاسر.. بطل هاوي.. لم يتغير التاريخ ولم يتبدل السيناريو.. تأتي النجوم أو لا تأتي.. تصرف الملايين أو تكون حبيسة الأدراج سيظل الأهلي بطلا عملاقا يتأقزم أمامه الجميع.. كلها حقائق أكدها التاريخ ويؤكدها الحاضر الذي شهدناه في سهرة كروية باستاد القاهرة انتهت بفوز الأهلي علي الزمالك بضربات الترجيح 5/4 واحتفاظه بلقب السوبر الثامن وحصوله علي جائزة المليون جنيه. كان الزمالك قريبا من التتويج بعد أن أهدر الأهلي ضربتين متتاليتين عن طريق أحمد عبدالظاهر ووليد سليمان فيما أحرز عبدالشافي وخالد قمر ثم أحرز الأهلي خمسة أهداف متتالية لمحمد نجيب وباسم علي وسعد سمير وصبري رحيل ومحمد رزق.. فيما أحرز للزمالك عمر جابر وأحمد توفيق وإهدار أحمد سمير ومحمد كوفي وإبراهيم صلاح. وليس في ذلك أي مفاجأة.. فكم من المرات تقدم فيها الزمالك ثم يفرط في تقدمه بكل سهولة وكأنه غير مصدق أنه سيفوز وينتزع لقبا من الأهلي البطل. المباراة التي انتهت بتعادل سلبي وبعد عرض فني متواضع من الطرفين طوال 90 دقيقة جاءت ككل المباريات في العالم التي تأتي في بداية الموسم.. ارتباك عام في المشهد.. إرهاق وعدم تركيز وخوف.. اختفاء النجوم الذين تترقبهم الملايين.. إما لعدم الجاهزية أو بسبب الضغط النفسي المبالغ فيه من قبل الجماهير والإعلام. وبالفعل لم يظهر الزمالك بقافلة نجومه علي الوجه المطلوب.. لم يكن هناك انسجام.. ولم يكن حتي الأداء الفردي مقنعا باستثناء محاولات متفرقة لمعروف يوسف وأحمد توفيق في الزمالك ورمضان صبحي ووليد سليمان وعمرو جمال ومحمد رزق في الأهلي. تنوعت فرحة الأهلي إما للفوز علي الزمالك لنجومه وملايينه ورئيسه ومدربه أو بمدربه الاسباني جاريدو أو باللقب الجديد أو الاطمئان قبل الموقعة الأفريقية. إيه القرف ده.. هذا هو أفضل تعبير عن الشوط الأول الذي لم يكن فيه ما يتم وصفه.. ويمكن تلخيصه في حالات كر وفر وفرصتين.. الأولي ضربة حرة لوليد سليمان تصدي لها القائم وتصويبة لأيمن حفني تدخلت العارضة وانقذت شباك الأهلي. وإذا كانت فرصة الأهلي جاءت من ضربة حرة تسبب فيها علي جبر علي حدود ال18 فإن تصويبة حفني جاءت من هدية قدمها له حسام غالي أمام ال18 ضمن سلسلة تمريرات يبدو أن غالي تعاقد عليها مع لاعبي الزمالك.. وقد بات غالي لغزا كبيرا بعد أن كانت جماهير الأهلي تعول علي إمكاناته لإحداث حالة انتعاش في وسط الأهلي بعد رحيل أبوتريكة وبركات ولكنه يرفض ذلك. كانت البداية غير معهودة.. جاء ساخنة وعالية التركيز خاصة في إفساد الهجمات فلم تكتمل جملة من الفريقين ووضح أن الخوف كان مسيطرا علي اللاعبين.. الخوف من اهتزاز الشباك بهدف مبكر مع رغبة كل فريق في إحراز هذا الهدف المبكر مما جعل اللقاء يسيرا عصيبا سريعا بلا فنيات. كانت الدقيقة الرابعة موعدا مع صحوة لم تكتمل بتصويبة وليد سليمان.. ولكنها لم تغير من الأمر شيئا. فقد كان تركيز رباعي الدفاع في الفريقين عاليا.. جابر وكوفي وجبر وعبدالشافي وأمامهم إبراهيم صلاح في الزمالك.. وباسم وسعد ونجيب ورحيل وأمامهم عاشور في الأهلي.. ولذلك غابت خطورة المهاجمين وقلت حركة الأجنحة. الأهلي كان نشيطا في البداية مع تحركات الإثبوبي ووليد سليمان خالف عمرو جمال.. بينما لم يجد عيد وحفني نفسيهما.. ولكن بمرور الوقت تحرك حفني ولكن بعيدا عن مناطق الخطورة باستثناء مرور فردي لم يكتمل وتصويبة واحدة السيناريو لم يتغير مع الشوط الثاني.. الجري والضغط والعنف وإنذار لعمرو جابر.. والدفاع في الفريقين يدفع سلاح التشتيت دون فلسفة. الدقيقة 52 أكدت تفوق رزق بتصويبة قوية شكلها جميلاً ولكن ذهبت سهلة ليد الحارس الشناوي وأعقبها تصويبة أخري لباسم علي في نفس المكان.. ولكنها كشفت تركيز الأهلي وسيطرته لاسيما مع تحرك واضح لصبري رحيل. 10 دقائق يمكن القول إنها لصالح الأهلي إلا أنها بلا جدوي لأنها لم تهز الشباك برغم أن الخطورة دخلت منطقة ال18 أكثر من مرة. شيء من التحرر لمسناه في الملعب بعد 15 دقيقة مع تحركات عمر جابر ورحيل وحفني وعيد.. ومعه كان أول تغيير تقليدي بخروج سيسيه ونزول خالد قمر. 64 تغيير غريب قام به جاريدو بإخراج عمرو جمال والدفع برمضان صبحي ليصبح الإثيوبي مهاجما وحيدا وتحته سليمان الغائب عن المشهد وصبحي ثم ثلاثي الوسط غالي وعاشور ورزق. من أول لمسة لصبحي يمرر بزكاء لوليد سليمان ليجد نفسه وجها لوجه مع الشناوي الذي خرج بكل قوة ويمنع هدف ويسقط مع سليمان. كثف حسام حسن من هجومه بإشراك أحمد علي بديلا ثم لأيمن حفني. دفع بأحمد سمير بديلا تنشيطيا لعيد المرهق في الدقيقة الأخيرة وهو تغيير أخطر الزمالك وفي أول دقيقة من الوقت المحتسب بدل الضائع يفاجأ عبدالظاهر الجميع بصاروخ يتعامل معه الشناوي ببراعة ويخرجه كورنر يرتد بمشوار لعبد الشافي وفاول في يد الحارس ونهاية بتعادل سلبي ولوجوء لضربات الترجيح.