يدور صراع في الوقت الحاضر بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بقيادة زعيمه أبو بكر البغدادي. وبين تنظيم القاعدة بقيادة الدكتور أيمن الظواهري لتكون لأي من التنظيمين الغلبة في قيادة الجهاديين في العالم. وقد أفردت الصحف الغربية بعض مقالاتها أمس الأول عن هذا التنافس بين التنظيمين الارهابيين: ففي صحيفة "التايمز" البريطانية كتبت كاترين فيليب مقالا بعنوان "داعش والقاعدة في معركة دامية لزعامة عالم الارهاب" قالت فيه: ان صراع القوة يتنافس فيه جيل جديد من المقاتلين الذين اشتد عودهم في القتال في سورياوالعراق "داعش" وجيل قديم من المقاتلين ينظر إليهم علي أنهم خاملون نضبت أفكارهم الخاصة بتوسيع رقعة الجهادي "القاعدة". ومن هنا أعلن أيمن الظواهري أنه سيرفع راية الجهاد في شبه القارة الهندية. وقد أعلنت المدن الهندية حالة التأهب بعد اعلان القاعدة عن تنظيم منبثق عنه في الهند. وتقول "التايمز" كما جاء في صحيفة الشروق ان احياء الخلافة الاسلامية كان الهدف المعلن لأسامة بن لادن عند اقامة تنظيم "القاعدة" لكنه لم يأخذ سوي عدد ضئيل من الخطوات الملموسة لتحقيقه.. فوفقا لايدولوجية القاعدة لا تتحقق الخلافة الا بعد تطهير العالم الاسلامي بأسره. وعلي العكس من ذلك لم ينتظر "داعش" فأعلن الخلافة الاسلامية في المنطقة التي يسيطر عليها في العراقوسوريا. والتي تبلغ مساحتها مساحة بريطانيا. وبينما أدان الظواهري وحشية "داعش" وعمليات قطع الرؤوس والقتل العلني الجماعي والصلب التي تقوم بها "داعش" كان لنفس هذه الاعمال تأثير كبير في جذبه المجندين الجدد الذين يسعون للمغامرة بعيدا عن ديارهم. وتقول "فيليب" ان تسجيلات الفيديو التي تصور جنود "داعش" يقودون المدرعات الأمريكية تظهر مكاسب هذا التنظيم التي لم يمكن للقاعدة تحقيقها. وتؤكد الكاتبة ان مقدرة داعش الكبيرة علي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ساعدتها في نشر دعايتها لدي الجهاديين الشباب في شتي بقاع العالم وتمكنت من منحهم الحماسة والاصرار التي لم تنجح التسجيلات الصوتية للظواهري في أحداثها!! وكتبت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا ل "إيان بلاله" بعنوان والاسد لن يكون حليفا للغرب علي الأرجح حيث قال: لايبدو أن هذا سيحدث وان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال خلال قمة الناتو انه يمكن توجيه ضربات الي داعش في سوريا دون التعاون مع الاسد فالرئيس السوري جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل. ومن هنا احجمت القوات السورية عن مهاجمة جنود "داعش" خاصة في معقلهم بالرقة حتي بعد سقوط مدينة الموصل العراقية في يونيو الماضي حتي انها تدخلت احيانا لدعم مسلحي "داعش" في مواجهة جماعات جهادية أخري. الوضع بهذه الطريقة بالغ السوء. وما لم يتحرك العالم بأسره لضرب "داعش" فلن نري في المستقبل الا قطع مزيد من الرؤوس.