فساد المحليات هو السبب الرئيسي في معظم مشاكل الشارع سواء ارتباك مروري أو طفح في المجاري أو انفجارات بمواسير مياه الشرب أو عشوائيات علي الأرصفة في الأزقة والحواري بل والشوارع الرئيسية والميادين!! * من منا لم يشاهد المباني القديمة في الأحياء الشعبية يتم هدمها وإقامة أبراج شاهقة علي أنقاضها دون مراعاة للقواعد والنظم.. بلا تراخيص أو بترخيص يتم تجاوزه لإقامة 12 طابقاً بعمارة في حارة لا يتعدي اتساعها 4 أمتار!! * ومن منا لم يشاهد الفيلات في الشوارع الرئيسية والمناطق الراقية يتم إزالتها في ليلة وضحاها ليقام بدلاً منها أبراج سكنية دون أن يفكر المالك في إقامة جراج للسيارات بالبدروم مثلما يقضي قانون المباني!! * ومن منا لم يشاهد ملاك حولوا أماكن الجراج إلي محلات يقومون بتأجيرها أو تمليكها جهاراً نهاراً لمن يريد. * ومن منا لم يشاهد شققاً سكنية تتحول في لحظة إلي أنشطة تجارية بالمخالفة للقانون فتحيل حياة السكان إلي جحيم!! * ومن منا لم يشاهد المناطق التي كانت مخصصة كحدائق للعمارات في مصر الجديدة ومدينة نصر مثلاً وقد تم الاستيلاء عليها وتحويلها كمعارض للسيارات أو مقاه!! * ومن منا لم يشاهد الباعة الجائلين وهم يبدأون فرادي يفترشون ببضاعتهم في الشوارع والميادين العامة وشيئاً فشيئاً يتوحشون ويتوغلون فيسدون طرق المرور للسيارات وعبور المشاه!! * ومن منا لا يشاهد حجم الأكشاك والاعتداءات علي الأرصفة في معظم الشوارع ويقوم أصحاب هذه الأكشاك بسرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة.. ومع ذلك لا يحاسبهم أحد أو يتصدي لهم!! إنها مجرد نماذج لأعمال وتصرفات نراها كل يوم وكل ساعة تتم في الشارع وعندما يذهب المواطن يشكو إلي الحي المنوط به ملاحقة هذه الأفعال الضارة علي المدي القريب والبعيد في آن واحد يجد ودناً من طين وأخري من عجين.. وربما يسأله الموظف أو المسئول بلا مبالاة: وإيه مصلحتك في الإبلاغ.. إنت أصابك ضرر؟! هؤلاء الموظفون ينظرون تحت أقدامهم.. ومعظمهم يعمل بطريقة "إطعم الفم تستحي العين" للتغاضي عن المخالفات التي تضر بالمجتمع وتتسبب في التشوهات التي نراها ونعاني منها ويحتاج علاجها إلي مليارات الجنيهات!! السيارات التي لا توفر لها جراجات تقوم بالركن في الشارع.. والأبراج الشاهقة تحتاج إلي تغيير شبكتي الصرف الصحي والمياه حتي لا تقع الانفجارات.. وعشوائيات الباعة الجائلين والأكشاك علي الأرصفة تؤدي إلي كوارث!!.. ولكن العاملين في المحليات لا يهمهم إلا مصالحهم.. فهل نترك الحبل علي الغارب.. أم نحاول العلاج؟! إنني أتصور أننا بحاجة إلي أن نضرب بيد من حديد علي كل متلاعب أو مهمل في الأحياء ابتداء من رئيس الحي حتي أصغر موظف وألا يفلت أي شخص يتسبب في مشكلة من العقاب ليكون عبرة وعظة لغيره!! كما أتصور أن تنشط الأجهزة الرقابية بين المحليات لكشف المستور.. فما خفي كان أعظم في أدابير هذا المكان الذي يمثل عصب الحياة لكل المصريين.. فهل نبدأ؟! أتمني!