أكد د. جابر عصفور وزير الثقافة أن الرئيس السيسي يعمل بثقافة مستقبلية فهو يري الواقع وتحدياته وينظر للمستقبل دائما وآمال الناس فيه فهناك مقولة فقهية مفادها أينما توجد مصلحة الأمة فثم شرع الله. ضرب عصفور خلال لقائه بشباب الجامعات أمس بمعهد إعداد القادة بحلوان عدة أمثلة من أعلام الأمة الذين اتبعوا ثقافة مستقبلية عقلانية ومدي تأثير ذلك علي المجتمع مثل الإمام محمد عبده الذي رفض الثقافة الماضاوية لهذا أباح التصوير والنحت. تطرق د. جابر إلي تأثير المجتمع والنظام السياسي في دعم الإبداع والثقافة مؤكدا أن العقول في كل العالم واحدة ولكن يختلف ما تقدمه بسبب الظروف المحيطة والثقافة السائدة وعقد مقارنة بين د. مصطفي مشرفة وأينشتاين فمجتمع أينشتاين شجعه ليصبح الأفضل عكس ما عاناه مشرفة في ظل مجتمع ذي ثقافة رجعية آنذاك فأوروبا قامت نهضتها علي أفكار وعلم علماء المسلمين ولم يقفوا عند ذلك بل طوروا وتقدموا أما نحن فقد ظللنا علي حالنا وهذا لا يعني دعوتنا أن نترك التراث أو أن ننفصل عنه ولكن لابد من التجديد وإعمال العقل والنظرة للمستقبل "فلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوي" كما قال المصطفي عليه الصلاة والسلام فيما معناه وقياسا علي ذلك لا فرق إذن في الدولة الحديثة بين مواطن وآخر إلا بما يقدمه لرفعة وتقدم الأمة. قال عصفور إن للثقافة تعريفات تزيد عن المائة فهي اسلوب حياة منها المتحضر والإيجابي ومنها الرجعي السلبي مثل ثقافة التعصب والتلوث وآخرون يصفون الثقافة بأنها الوعي الإنساني والمثقف هو من يحمل في داخله ما يجعله يؤمن بأفكار وسلوك معين ويعبر عن نفسه بها وليس كل مثقف متعلم والعكس صحيح فمن الخطر أن تقوم أي دولة تتطلع إلي التقدم والرقي إلي الاهتمام بالتعليم دون الثقافة فهذا يصنع تابعين. أشار في حديثه للطلاب إلي أن المثقف يتميز عن المتعلم بأن له موقفا والثقافة أنواع فهناك ثقافة "ماضاوية" وهي التي تأخذ من الماضي ولا تعمل العقل وترفض أي جديد مستشهدا بالأثر الإسلامي "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" والعمل هنا يعني تقديم حضارة تستوعب الجميع وعمارة للأرض ومن أسباب التقدم أن الثقافة تدفع للسؤال.. ماذا بعد؟ وتحث علي التنمية والنظر للمستقبل فلدينا في مصر أمية مباشرة وأمية غير مباشرة أي هناك غير متعلم ومتعلم غير مثقف. استمع د. جابر لأسئلة الطلاب وطالبهم قبل فتح مجال للأسئلة بأن يتحدثوا بما في قلوبهم بكل ثقة وبدون تحفظ ولكن أيضا بدون تعصب وسأل بعض الطلاب عن آليات وزارة الثقافة لتنمية العقول وعن أسباب تراجع مستوي الأفلام والمسلسلات وخاصة في الشهر الكريم وما سبل وزارة الثقافة لمواجهة الفضاء الالكتروني بما فيه من سلبيات ومخاطر كبيرة. قال د. جابر رداً علي الأسئلة إن الوزارة تعمل وفق رؤية نسعي لتطبيقها ويتمثل جزء منها في توقيع بعض بروتوكولات التعاون المشترك مع كل الوزارات المعنية بتنمية وتثقيف عقل المواطن ووعد الوزير بإمداد معهد إعداد القادة بالكتب والأفلام والمواد التثقيفية. أما عن تراجع مستوي الأفلام والمسلسلات فأكد أن محاربة كل ما هو سلبي ليس أبدا بالمنع بل بصناعة البديل الأفضل والبعد عن السلبي ونحن بدورنا اتخذنا خطوات مهمة من خلال المجلس الأعلي للثقافة بعد رصدنا الأخطاء التاريخية في المسلسلات والأفلام التاريخية من خلال عقد ندوات وخرجنا بعدة توصيات مهمة في هذا الشأن وأخيرا في مواجهة الفضاء الالكتروني أجاب أن الحل في تنمية العقول من خلال تنمية جهاز المناعة الثقافي لحماية أبنائنا من أي خطر. من جانبه أكد د. صبحي حسانين نائب وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية أن د. جابر هو أحد صناع العقول والثقافة المصرية ونحن في أشد الحاجة إلي قيمته وثقافته الكبيرة فهو يمثل بحق الوزير التكنوقراط وقدم د. صبحي درع معهد إعداد القادة ل د. جابر عصفور.