سبحان الله.. ثار الناس ضد عتريس معتبرين ان "جواز عتريس من فؤادة باطل".. حدث ذلك في الفيلم زمان.. أقصي ما كان يستطيعه الناس هو مجرد الحلم في الأفلام والروايات والقصائد وان كان ذلك بحذر وباستخدام الرمز حتي "لايروحوا في تسعين داهية". الآن ذهب عتريس وبعض رفاقه لاحظ بعض إلي غير رجعة.. لكن "الرمز" عاد من جديد وأصبح من الواجب توخي الحذر قدر الامكان عند الكتابة وعند الكلام وربما عند الصمت وكأن ثورة لم تقم وكأن عتريسا لم يرحل وكأنك يا أبوزيد ما غزيت. حتي الذين توسم البعض فيهم قدرا من الثورية أفصحت عنه كتاباتهم عندما بدأت بشائر انتصار الثورة تهل. تحولوا سريعا بمجرد ان "شيء من بعيد ناداني" نادتهم السلطة ليقتربوا منها أو هم نادوها ليعملوا مستشارين لها أو منفذين لسياساتها. فظهر الوجه الخشبي الغليظ وان حاولوا مداراة الغلظة بابتسامة تفضح أكثر مما تستر.. وبالتبسط الذي يعلو كثيرا فوق الغرور. الأرض مازالت "طرية" والمحاذير مياه تحت الأقدام.. والناس تخشي "الزحلقة".. فلماذا إذن ثاروا وغامروا واستشهد منهم من استشهد وأصيب من أصيب مادامت العودة إلي المربع واحد تلوح في الأفق. ومادامت "الحساسية البالغة" تطل برأسها مطاردة كل رأي يخالف الهوي.. ومادام الأمر كذلك اسمح لي أن أغني "من أول يناير هكون إنسان جديد" هذا إذا سمحوا لنا بالبقاء حتي يناير.