منذ صدور جريدة "المساء" في السادس من أكتوبر عام 1956 وعرفها الناس بأنها جريدة كما يقولون "دمها خفيف" تنقل لقرائها دائما الاحداث أولاً بأول ولعل القدامي أمثالي يذكرون كيف غطت "المساء" حرب العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر حتي يوم 23 ديسمبر يوم إعلان انسحاب جيوش اسرائيل وانجلترا وفرنسا واعلان النصر ليكون هذا اليوم العيد القومي لبورسعيد وكانت "المساء" خلال الحرب تصدر 4 طبعات لمتابعة احداث الحرب ساعة بساعة ومن شارع إلي شارع وأحيانا في صفحتين فقط وفي ورقة واحدة. وفي أحيان كثيرة خلال هذا التاريخ الطويل يكون "للمساء" انفرادات وسبق يحققه مجموعة من ابنائها في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والفنية وأيضا الرياضية.. ولم يقف من السبق منذ صدور المساء طوال ما يقرب من 60 عاما حتي هذه الأيام. أكتب هذه المقدمة يعد آخر سبق للرياضة في "المساء" عندما تناولت مكافأة مباراة السوبر التي يحددها اتحاد الكرة والتي تقام سنويا بين بطلي الدوري والكأس وتقام مع بداية الموسم الجديد من كل عام والتي تصل الي 150 ألف جنيه فقط للبطل وكيف ان هذه المكافأة لا تسمن ولا تغني من جوع حيث تتكبد الأندية مصاريف أكبر كثيرا من عائدها والتي لا تتفق مع اسمها حيث ان طرفيها هما بطلا الدوري والكأس أبرز وأكبر مسابقات اتحاد الكرة وان الفائز بها هو البطل الحقيقي للموسم. كان المقال الاول بتاريخ 3 أغسطس الحالي تحت عنوان "السوبر وسنينه" وفندت فيه ان الخاسر الوحيد في هذه المباراة هو الأندية في حين أن اتحاد الكرة هو المستفيد الأول والأكبر من حصيلة ايراد المباراة وإعانة الرعاة والاعلانات والدعاية والبث الفضائي بينما يكون نصيب النادي الفائز هو تلك المكافأة المخزية التي يحصل عليها وهي 150 ألف جنيه فقط. وطالبت مضاعفة هذه المكافأة لتكون نفس قيمة مكافأة الدوري والكأس مجتمعة باعتبار الفائز هو بطل مصر الحقيقي. وفي 16 أغسطس بعد اسبوعين عدت اكتب في ذات القضية وفي ذات المكان عنوان "لا يصح إلا الصحيح" ولنفس السبب الذي ذكرته في المقال السابق بعد ان تحرك النادي الأهلي وخاطب اتحاد الكرة مهددا بالانسحاب من المباراة اذا لم يضاعف الاتحاد ويرفع قيمة المكافأة مستندا الي ما كتبه في مقالي الاول وطبيعة بطل هذه المسابقة وفائزها والمطالبة برفعها الي مليون جنيه باعتبار ان الفائز بالسوبر هو بطل الكرة المصرية في عام المباراة. وأخيرًا وبعد مداولات ومناقشات عاد اتحاد الكرة ليعترف بالحق ويقرر في اجتماعه الاخير أول أمس يمنح بطل السوبر مكافأة قدرها مليون جنيه بدلا من 150 ألف جنيه و500 ألف لصاحب المركز الثاني وهو ما يعد استجابة لما تناولته المساء لتؤكد ان الصالح العام عماد هذه الجريدة الاول منذ صدورها قبل 60 عاما ولان للسبق رجاله.