عاش أهالي الاقالته بالأقصر يوماً اسود اختلطت فيه الدماء بالمياه وحل الموت ضيفا مقيماً بعد وفاة 17 واصابة 13 في حادث تصادم سيارتين بقرية الضبعية بمدينة القرنة غرب الأقصر بينهم حالات لنساء وأطفال رضع ورجال وشباب من مختلف الأعمار ونجا 4 أشخاص فقط من الحادث. "المساء" انتقلت إلي موقع الحدث ومستشفي الأقصر الدولي عقب الحادث والتقت بالمصابين والناجين من الحادث قالت إحدي المصابات بصوت منتحب إنهم أثناء عودتهم من العرس في طريقهم إلي المنزل داخل سيارة "ميكروباص" حمولة 14 راكباً فوجئوا بسيارة أخري "ميكروباص" تابعة للفرح تصطدم بهم من الخلف ولم يشعروا بأنفسهم إلا وهم غارقون في مياه ترعة اصفون الكبيرة علي طريق الضبعية. أضافت: سقطت بموقع قريب من الأرض ولم أشعر بنفسي إلا وأنا داخل المستشفي لتلقي العلاج. اوضح زوج احدي المصابات انه في حوالي الساعة الثانية عشرة أثناء عودة المعازيم علي طريق الضبعية وكانت تسبقهم بمسافة سيارة العروسين وقع الحادث أثناء قيام السائق بتهدئة السرعة نظرا لوجود سيارة في الطريق المقابل فارتطمت به سيارة أخري من الخلف ضمن السيارات التي تقل المعازيم علي حافة ترعة أصفون ونتيجة التصادم الشديد سقطت السيارتان في الترعة ونجا من الركاب من سقط أولا ومن حاول السباحة وصولا إلي البر فيما غرق الباقون نظرا لعمق الترعة. شهود العيان وأهالي قرية الضبعية أكدوا ل "المساء" أن الحادثة هي الأكبر من نوعها علي هذا الطريق وارجعوا السبب في ذلك إلي سوء حالة الطريق وضيق الشارع واحيانا السرعة الزائدة للسائقين ورعونتهم في القيادة أثناء الأفراح حيث يتسابق كل منهم للحاق بسيارة العروسين. أما الحاج عز الشاطر بغرفة عمليات محافظة الأقصر فأكد أن ترعة أصفون الكبيرة ومنطقة الضبعية وقع بها حوادث كثير منها حادث سقوط اتوبيس سياحي كبير منذ حوالي اسبوعين في نفس الترعة والذي أودي بحياة سائقه فقط ولم يوجد به ركاب بالإضاف إلي وقوع حادث الباليون في زراعات الضبعية العام الماضي والذي أودي بحياة 19 سائحاً من مختلف الجنسيات. ذكر شهود العيان من أهالي المنطقة أن سيارات الاسعاف وصلت متأخرة كالعادة وانهم خرجوا علي أصوات الارتطام وفرامل السيارات وأصيبوا بالهلع والزعر وهرولوا بسرعة ليشاهدوا ما الذي يحدث فوجدوا السيارتين في المياه وقاموا بابلاغ النجدة والاسعاف وقوات الشرطة التي سحبت السيارتين بعد استخراج الضحايا من المياه وحملهم في سيارة الاسعاف المتواجدة بالموقع وذهبوا بهم إلي المستشفي الدولي ومستشفي القرنة لمحاولة علاجهم. أهالي قرية الأقالتة عاشوا يوما حزينا فبدأت سيدات القرية بالصراخ والعويل حزنا علي المتوفين وانتظر الأهالي خروج الجثامين تمهيدا لتشيعهم وتحولت القرية إلي مأتم كبير حيث فارقت البسمة شفاه الأهالي وارتسم الحزن علي الوجوه واتشحت القرية بالسواد حدادا علي المتوفين وأصابهم الذهول نتيجة الحادث وتجمعوا داخل سرادقات عزاء القتلي الثمانية عشرة في كل ديوان ودار مناسبات بنجوع القرية وانتشر الحديث عن المآسي التي سببها الحادث حيث رحل أب وطفلتاه وشقيقته كما رحل خمس أطفال تراوحت أعمارهم ما بين عام ونصف وخمسة أعوام وتم انتشال أحدهم ويدعي زياد سعيد محمد فكري علي بعد خمس كيلو مترات من موقع الحادث. كشفت الدكتورة ناهد أحمد محمد وكيل وزارة الصحة بالأقصر عن الحصيلة النهائية التي أسفرت عن مصرع 17 شخصاً ما بين اطفال ونساء ورجال بينهم شقيق العريس واصابة 13 اخرين وقالت إن المتوفين هم: خالد فكري أحمد حسين آلاء خالد فكري رضوي خالد فكري لبني عبدالعزيز محمد أحمد أبوبكر فكري أنوار فكري أحمد حسين ماجدة حلمي إبراهيم سهي أحمد عبدالنبي محمد عبدالعزيز فكري حسين إبراهيم حسان زياد سعيد فكري ميادة عابدين مصطفي سعيد أحمد عبدالمحسن أحمد عبدالعزيز فكري مني دسوقي عبدالهادي عفاف محمد فكري أسماء عبدالستار محمد. ومن بين المصابين: عبدالعزيز محمد فكري مؤمن محمد فكري مصطفي عابدين مصطفي محمد عبدالنبي محمود أحمد عبدالنبي محمود حميدة عبدالنبي محمود علاء أحمد حباشي سعد فراج أبوزيد صفاء محسوب أسماء محمد فكري. وبدأت نيابة الأقصر بإشراف المستشار وليد عماد الدين البيلي المحامي العام لنيابات الأقصر بمعاينة موقع الحادث واستمعت لأقوال المصابين وبعض شهود العيان الذين أكدوا أن السرعة الزائدة هي سبب الحادث. قام اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر بصحبة اللواء منتصر أبوزيد مدير أمن المحافظة بزيارة مصابي الحادث بمستشفي الأقصر الدولي للاطمئنان علي حالتهم ووجه بتوفير الرعاية الكاملة لهم ونقل الحالات التي تستلزم علاجها خارج الأقصر علي الفور .