إذا كانت أمريكا هي المخطط الرئيسي لكل ما يحدث في المنطقة من صراعات وحروب أهلية ومحاولات تقسيم لبعض البلدان التي يجب علي شعوبها الانصياع للارادة الأمريكية حتي يعيشوا في سلام وكل ذلك حتي تسيطر علي ثروات البلدان العربية وضمان أمن وسلامة إسرائيل فلماذا لا تنقل أمريكا الشعب الأمريكي نفسه لكي يعيش في المنطقة العربية ليتمتع بخيراتها وتبحث لنا تلك الدولة الاستعمارية عن أوطان أخري غير التي تستكثرها علينا؟ صحيح أننا عشنا سنوات طويلة تعاني من سوء الحاكم وفساده وبالتبعية وسوء المحكوم وفساده أيضاً عملاً بمبدأ "إذا صلح الراعي صلحت الرعية" لكن الواقع الجديد يؤكد ان البلدان العربية بدأت تعيش واقعاً مغايراً بدأ مع ثورات الشعوب في تونس ومصر ثم اليمن والتي أحدثت تغييراً واضحاً في مناهج وأساليب الحكم حتي لو اتفقنا مع نموذجنا المصري بعد 30 يونيو ولو اختلفنا مع الحالة التونسية واليمنية فإنهما كدولتين أفضل بكثير مما نراه في سوريا وليبيا من حروب هي في الأصل أهلية حتي ولو قيل تجملا انها حرب علي العصابات الإرهابية من قبل نظام بشار الأسد. ورغم كل الدلائل التي تؤكد تورط ماما أمريكا في تمويل تنظيم داعش الذي تحاربه الآن لخروجه عن النص إلا أن داعش مثلها مثل القاعدة جاءت لتحقق أهدافا أمريكية وربما يكون قد حان الوقت لمواجهتها من قبل الراعي الرسمي للإرهاب في العالم دولة أوباما التي ما لبثت ان انكشفت ألاعيبها مع الإخوان حتي سارعت بتحضير السيناريو البديل "داعش" ثم قررت التخلص منه علي نفس طريقة الإخوان ولكن هذه المرة باستخدام آلياتها العسكرية. لذلك فمن وجهة نظري ان كل من يدعم داعش سواء اقليمياً أو عربياً متورط في الإرهاب ويجب ان يحاكم سواء محلياً أو عالمياً لأن جرائم ذلك التنظيم وصلت إلي حدود لم يتخيلها بشر ولم يقرها عقل أو دين.. فهل يدرك داعمو ذلك التنظيم ان الخاسر الأكبر في تلك الحروب هو الإسلام الذي ألصق اسمه بهؤلاء البرابرة القتلة مصاصي الدماء؟ هل يدرك الداعمون لداعش ان التاريخ سيذكر الحروب الصليبية وسيذكر أيضاً حروب داعش وقذارة ووقاحة جماعة الإخوان في حربها ضد الشعب المصري؟ هل يدرك الداعمون ان الفواتير سيدفعونها للشعوب التي اريقت دماؤها ليل نهار وعلي مرأي ومسمع من العالم أجمع وان التاريخ لن يرحمهم؟ بعدما تسببوا فيه من خراب ودمار للشعوب التي تعيش أسود أيام تاريخها وعلي يد من؟ علي يد سفاحين بكل أسف ينتمون للإسلام والإسلام منهم بريء إلي يوم الدين.. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.