سادت حالة من الهرج في الأوساط الرياضية الدولية طوال الأسابيع الماضية بسبب انتخابات الرئاسة في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والتي اقتنصها كالعادة السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق ليفوز بفترة ولاية رابعة حيث كشفت هذه الانتخابات عن فضائح بالجملة في الصرح الأكبر لكرة القدم علي مستوي العالم خاصة بعد نزول القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي في السباق الانتخابي علي كرسي رئاسة الفيفا والذي انسحب منه قبل أسبوع واحد علي إجراء الانتخابات في مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد لاسيما في ظل الدعم الذي وفرته له دولة قطر والاتحادات الآسيوية.. وتكشف "المساء" عن الأسباب الخمسة لانسحاب بن همام من السباق نحو الوصول إلي كرسي رئاسة الفيفا والتي يأتي في مقدمتها الصفقة التي عقدتها قطر مع بلاتر بعد ان نشرت الصنداي تايمز الانجليزية عن فضيحة رشاوي قطرية لأعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا حتي تحصل الدولة التي لا يتخطي تعداد سكانها المليون نسمة علي حق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 وهو ما دفع بلاتر إلي التهديد بسحب حق الاستضافة من قطر في حالة ثبوت دعاوي الرشاوي حتي يحفظ ماء وجهه قبل الانتخابات إلا ان بلاتر سرعان ما تراجع عن تصريحاته ليؤكد ان الجريدة الانجليزية لم تقدم أي أدلة لاتهاماتها بعدما تعهدت قطر أمامه بإجبار بن همام علي الانسحاب. أما السبب الثاني فهو خوف بن همام نفسه من التورط خاصة أنه كان المتهم الأول في تقديم الرشاوي بالنيابة عن قطر حتي تحصل علي شرف التنظيم وهو ما قابله بن همام بنفي كامل في أكثر من بيان قبل ان يخضع للتحقيق في لجنة خاصة بالفيفا قررت إيقافه لمدة شهر وهو ما منعه من حضور الجمعية العمومية التي تعرض للطرد من أمام أبوابها في واقعة أكثر من مهينة.. ويعتبر السبب الثالث لانسحاب بن همام أو بالأحري سقوطه هو العنصرية الأوروبية فبرغم ان أوروبا تتغني دائماً بالمساواة إلا أنها أبعد ما يكون عن ذلك حيث يغلب عليها الطابع العنصري في كل الأمور وهو ما يدفع الأوروبيين إلي رفض كل من هو غير أوروبي خاصة أنه كان سيأتي رباناً لسفينة كرة القدم علي مستوي العالم حيث تفضل أوروبا ان يكون بلاتر رئيساً دائماً للفيفا مهما كان متورطاً في وقائع فساد علي ان يكون الرئيس عربياً أو من خارج القارة الأوروبية مهما كان نقيا.. أما السبب الرابع الذي أغفله الكثيرون فهو الاعداد الذي يجري مؤخراً لخلافة ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الحالي لبلاتر حيث انه من المعروف ان هافيلانج الرئيس الذي سبق بلاتر كان يعد الأخير لتولي المهمة من بعده من خلال تعيينه نائباً له وهو ما حدث بالفعل أما الآن فإن بلاتر يحاول ان يفعل مثلما علمه هافيلانج ولكن بطريقة أخري حيث من المتوقع ان يكون بلاتيني هو الخليفة المنتظر في الفيفا بعد انتهاء فترة الولاية الرابعة لجوزيف بلاتر لاسيما بعد التطور الملحوظ الذي شهده اليوفا منذ تولي بلاتيني لمسئوليته.