العرض الحصري للأعمال الدرامية كلمة أنصفت عدداً كبيراً من الأعمال في حين أنها ظلمت أعمالا أخري حتي أن الجمهور لم يشعر بوجودها بسبب التوقيت الخاطيء الذي وضعت فيه خريطة هذه الأعمال إضافة إلي أنه يحرم الجمهور من متابعة العمل نظراً لانفراد محطة واحدة به. من بين هذه الأعمال مسلسل "دهشة" للنجم يحيي الفخراني و"جبل الحلال" للنجم محمود عبدالعزيز و"اكسلانس" لأحمد عز و"فرق توقيت" للمطرب تامر حسني و"السيدة الأولي" للفنانة غادة عبدالرازق و"كلام علي ورق" للبنانية هيفاء وهبي وغيرهم. "المساء" استطلعت آراء عدد من المنتجين والنقاد والفنانين حول الأعمال "الحصرية" حيث أجمعوا علي أن العرض الحصري المكسب الأكبر فيه يعود الي المنتج وأصحاب القنوات الفضائية فيما يظلم العرض الحصري بعض النجوم الذين تظلم أعمالهم في العرض في مواعيد غير مناسبة وكأنهم لم يشاركوا في الموسم الرمضاني بشئ. يقول د. إبراهيم أبوذكري رئيس اتحاد المنتجين العرب أن "كلمة الحصري" هي لعب بالألفاظ والترويج للقنوات لأن جميع قنوات البث والمنتجين والتعاقدات أصبحوا يحملون كلمة "الحصري" علي أساس ما تريد وليس حصرياً مثلما نشأ التليفزيون أن الحصري لقناة فقط ويحرم عدم بثها علي أي محطة أخري ولكن ما يحدث الآن أن المنتج يقسم العالم العربي إلي 6 تقسيمات ويتلاعب بكلمة الحصري من خلال تسويق عمله علي أكثر من محطة وأصبح هناك حصري للقاهرة وحصري للخليج وللعراق وهكذا وهنا المنتج هو المستفيد في النهاية كما يسعي أن يربح أكثر من خلال مشاركة "حصري" التي لا تضر ولا تنفع والمسلسل يتم توزيعه علي جميع القنوات ويخدعون الجمهور بكلمة "حصري". رفض المنتج ممدوح شاهين فكرة العرض الحصري وأنه مع عرض المسلسل علي أكثر من قناة لزيادة الاقبال مؤكداً أن الحصري ظلم بعض المسلسلات نظراً لقلة نسبة المشاهدة بسبب اقتصار عرضها علي قناة واحدة بعكس المسلسلات الأخري التي تعرض علي أكثر من قناة. كامل حسن مدير شركة انتاج فني : يقول إنها مسألة تجارية بحتة في المقام الأول والأخير فالمنتج يستفيد من بيعه حصري والقناة تستفيد من الإعلانات فمثلاً مسلسل "سرايا عابدين" كان يذاع حصرياً علي mbc تكلفته تتخطي 120 مليون جنيه وكذا مسلسل عادل إمام "صاحب السعادة" تكلفته 80 مليونا وبين كل مشهد ومشهد 18 دقيقة إعلانات بمعني نصف ساعة مسلسل وساعة إعلانات ولم يحققا النجاح بعكس مسلسل "ابن حلال" لمحمد رمضان تكلفته حوالي 7 ملايين وحقق أعلي نسبة مشاهدة مشيراً إلي أن الحصري لا يخدم سوي المنتج والقناة الذين لا يهمهما سوي العائد المادي وليس الجمهور. * بينما كشفت الناقدة ماجدة موريس عن أن هناك أعمالا جيدة وقع عليها ظلم بسبب الحصري منها مسلسل "جبل الحلال" للنجم محمود عبدالعزيز لأن توقيت عرضه علي mbc بعد مسلسل "صاحب السعادة" للنجم عادل إمام كان خطأ كبيراً وأيضاً مسلسل "دهشة" للنجم يحيي الفخراني ومسلسل "اكسلانس" للفنان أحمد عز التي تري أنهم أعمال جيدة وأصبح العمل الحصري نوعاً من الضغط غير المقبول من القنوات علي المشاهد. أضافت : أن الجمهور يحسبها بشكل أخر حسب مواعيده حتي يشاهد أكبر قدر من الأعمال إلا في حالة أن هناك مسلسلا لنجم معين يريد أن يتابعه حصري ثم بعد ذلك يشاهد الأعمال الأخري لاسيما وأن متابعة الجمهور للمسلسلات تقل بعد شهر رمضان لذلك فهناك أعمال درامية جيدة تتعرض للظلم بسبب الحصري. * يتفق معها الناقد الفني طارق الشناوي يقول : بالطبع تتأثر الأعمال الحصرية بنسبة المشاهدة في ظل وجود قنوات كثيرة ووجود أعمال جيدة معروضة علي أكثر من قناة وهذا يسحب البساط من العمل الدرامي الجيد حتي لو كان يعرض علي قناة حصري لأن هناك أعمالا جيدة بديلة تعرض علي أكثر من قناة وفي مواعيد تناسب المشاهد مشيراً إلي مسلسل "دهشة" للنجم يحيي الفخراني كان يمكن أن يحقق نسبة مشاهدة عالية ونجاحاً اذا كان خرج من الحصري علي قناة mbc وعرض علي أكثر من قناة مثل مسلسل "سجن النسا" الذي كان يعرض علي معظم القنوات بعكس مسلسل يعرض حصرياً. أضاف : من الممكن أن نقبل الحصري في حالة وجود عمل فني استثنائي مثل الأعمال التاريخية والدينية ومع عدم وجود عمل استثنائي فإن الحصري حالياً يسبب خسارة أدبية للمسلسل ولكن المنتج يحسبها بالعائد المادي وهذا يكون علي حساب النجاح الأدبي. * تري الفنانة سميرة أحمد : أن المشاهد اذا أعجب بمسلسل ما يتابعه علي القناة التي تعرضه حصرياً فضلا عن إعادة المسلسل مرة اخري طوال شهور السنة مشيرة إلي أن العرض الحصري في رمضان يتأثر بشكل كبير علي نسبة مشاهدة العمل ومؤكدة أنها أعجبها جدا مسلسل "ابن حلال" و"عد تنازلي". * الفنان محمود يس : يقول إن العرض الحصري يؤثر ايجابياً وفق حسابات صاحب العرض وإلي أي أغراض يريد تحقيقها بحيث اذا نجح في تسويقه حقق له مصالح كما أن شكل العرض ليس سهلا التحكم فيه وأصبحت هناك منافسات وعروض بالإضافة إلي الاحتكار الذي دخل ضمن مجال المنافسة بين دول ومحطات وأصبحت هناك صراعات بين القنوات التي في النهاية تخدم مصالحها ولا يهمهما سوي العائد المادي.