اتخضيت من رد فعل الجمهور علي "الصياد" وخاصة أنهم تعاطفوا معه مما جعلني أشعر بالقلق الشديد لأنه مجرم أولا وأخيراً.. بهذه الكلمات بدأ الفنان يوسف الشريف حديثه ل"المساء الاسبوعي" وحول مسلسله "الصياد" الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي. * كيف وجدت ردود الأفعال تجاه "الصياد"؟ بصراحة أنا متابع جيد جداً لآراء الجمهور بالرغم من انشغالي بتصوير باقي المشاهد والحمد لله جميعها كانت مبشرة للغاية وأسعدتني كثيراً ولكني قلق جدا من تعليق وتعاطف الجمهور مع شخصية "سيف" التي جسدتها وأنصح الجمهور أن يفكر بعقله لأن الشخصية في الأول والأخر قاتل ومجرم ولا مبررات لأفعاله. * كيف جاءتك فكرة "الصياد"؟ - أنا لديَّ هواجس عديدة وأفكار غير مطابقة للواقع نتيجة إصابتي الدائمة ب"الأرق" وعدم النوم. وفكرة "الصياد" جاءتني من خلال تفكيري في وجود شاهد وحيد في جريمة ما. حيث تدور حوله كل الخيوط من أجل معرفة الحقيقة ويكون في الآخر هو المجرم. وكانت هذه الفكرة في البداية لا تصلح لعمل درامي ولكن مع الوقت عملت علي تطويرها حتي تم تنفيذها مع الكاتب عمرو سمير عاطف الذي رسم الأحداث والتفاصيل. * كيف قمت بالتحضير للشخصية؟ - بمجرد البدء في تنفيذها والاستعداد لها أصابني الخوف الشديد وخاصة أنني سأكون أعمي وأنا دائماً كنت اعتمد علي عيناي في توصيل المعلومة للمشاهد فاضطررت لإعداد أكثر من جلسة عمل مع المخرج والاستايلست لمعرفة كيف سيتم إقناع المشاهد أولا بشخصية الأعمي. * ما هو أصعب مشهد بالنسبة لك؟ - جميع المشاهد بالمسلسل كانت صعبة جدا. ولكن أبرزها مشاهدي مع الفنان أحمد صفوت فكانت مباراة تمثيلية هائلة. حيث كان يريد الكاتب إظهار ذكاء شخصية "سيف" في معرفته للشخصيات التي يتعامل معها. * يعتبر البعض أنك ترسخ لفكرة الانتقام؟ - إطلاقاً.. هدف "الصياد" ضد فكرة الانتقام نهائياً وهذه رسائل المسلسل. الإجرام ليس له مبرر والمنتقم ما هو إلا مجرم. * ما سبب اعتمادك علي البطولة في أعمالك؟ - لست حريصا علي فكرة البطولة المطلقة ولكن السينارست هو الذي الذي يفرض طريقة تنفيذه. وهذا لا يقلل من أدوار باقي فريق العمل فلكل منهم دوره ويساعد علي نجاح العمل. وأنا شخصياً ليس لديَّ أي مشكلة في فكرة البطولة الجماعية ولكن يجب أن تكون مكتوبة بطريقة مختلفة كالأفكار التي أقدمها. * البعض يري أنك حصرت نفسك في أعمال الساسبنس والأكشن؟ - أحاول أن أنوع أدواري وشخصياتي كما أن كلمتي "ساسبنس" مطاطة وكبيرة ومن الممكن أن يتم تنفيذ 30 مسلسلا مختلفا من ورائها لأن لها أشكالاً وطرق سرد مختلفة جداً. والحمد لله استطعت أن أقدم هذه النوعيات المختلفة سواء في اسم مؤقت أو رقم مجهول أو الصياد هذا العام. * ما الرسالة التي تريد توضيحها من "الصياد"؟ - دائما في كل عمل لي أحرص علي وجود هدف معين يخرج به المشاهد وأعمال علي إعلاء صوت "الضمير الإنساني". ففي "الصياد" أقدم شخصية مجرم ولكن للأسف الشيطان يبرر له كل فعل يقوم به. ويصور نفسه علي أنه مظلوم بالرغم من ارتكابه كثيراً من الاخطاء. * برأيك العرض الحصري أثر علي نسبة المشاهدة؟ - أنا "مخضوض" من رد فعل الجمهور. وقناة "الحياة" تعاملت مع المسلسل بطريقة محترمة وقدمت له دعاية أكثر من كل عام. وهذا شيء أسعدني كثيراً. لذلك لا أري أي تأثير سلبي علي المسلسل من العرض بشكل حصري. * حدثنا عن كواليس العمل؟ - "التركيز" كان المسيطر الوحيد علي جميع فريق العمل. كان كل منا يريد نجاح العمل وكنا نشاهد "مباريات" تمثيلية بين الفنانين وبعضهم حتي نظهر بصورة لائقة للجمهور. وهذا بالاضافة لتصويرنا ساعات إضافية قد تصل إلي 16 و17 ساعة في اليوم. * كان هناك اسقاط علي ضباط الشرطة الفاسدين في المسلسل؟ - "الصياد" حدوتة درامية بحتة ليس لها علاقة بالواقع المصري وما نعيشه فكل أحداثه رمزية ووهمية. وللعلم كل فنان من مصلحته أن يغازل الجمهور باللعب علي المشاعر لكني لا أريد أن أضحك علي جمهوري أي أتاجر باتجاهات وأحداث معينة في واقعنا. المسلسل مجرد فكرة جاءتني وحرصت علي تنفيذها وخاصة أن هذه الشخصية من الممكن أن تتواجد في كل بلد. * زوجتك شريكتك في كل مسلسل.. حدثنا عنها؟ - نعم زوجتي إنجي شريكتي في نجاحي ولديها بصمة ولمسة في كل عمل. كل عام تكون "الاستايلست" الخاص بي. وهذا العام أخذت المخاطرة والمسئولية الكاملة وأصبحت الاستايلست الخاص بالمسلسل بأكمله.. وأنا شجعتها علي هذه الخطوة. كما أنها صاحبة فكرة نوعية العدسات اللاصقة التي أظهرتني كالاعمي. * ماذا تنوي الخطوة القادمة؟ - أؤكد للجمهور أن العمل القادم سيكون متعباً جداً في اختياره وفي تنفيذه. * وبالنسبة للسينما.. هل ستأخذ نفس إطار "الساسبنس" أيضا؟ - السينما الآن أصبح لها ظروف إنتاجية معينة وسوق خاص بها. ولو قدمت هذه النوعية لن يقبلني الجمهور نهائياً. ومع ذلك أنا متفائل بمستقبل السينما القادم وانتظر عملاً جيداً يعيدني لها مرة أخري وليس شرطاً أن يكون "ساسبنس" فاخر فيلم قدمته كان فيلماً اجتماعياً.