هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي شهدتها احدي قري محافظة قنا والناتجة عن حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد عقب أحداث يناير التي أدت الي حالة من السيولة في كافة المجالات سياسية واجتماعية. الضحية في هذه الجريمة طفل في ال 12 من عمره كان يعمل عليه "سائقاًَ" ليوفر لنفسه ولأسرته عدة جنيهات تساعد علي أعباء الحياة.. ودفع حياته ثمناً للانفلات الأمني والأخلاقي الذي دفع "الجاني" إلي التخلص من السائق الصغير وإلقاء جثته بالترعة وسرقة "التوك توك" والهروب بجريمته. رغم مرور فترة طويلة علي اكتشاف الجريمة بالعثور علي جثة "الطفل" الا ان الغموض مازال يخيم علي ملابساتها وظروف ارتكابها ورغم وضوح الدافع وهو السرقة الا ان شخصية "الجاني" مازالت مجهولة! بدأت فصول الكشف عن الجريمة عندما عثر أهالي مركز قوص علي جثة طافية لطفل مقيد اليدين والقدمين بترعة "الكابية" وفور ابلاغ مأمور مركز الشرطة أخطر الأجهزة المختصة التي قامت بانتشال الجثة.. ودلت المعاينة الأولية لرئيس مباحث المركز ان الجثة لطفل في العقد الثاني من العمر ومقيد اليدين والقدمين وليست به اصابات ظاهرة ولم يعثر بحوزته علي أوراق ومستندات تدل علي هويته. تم اخطار النيابة التي قامت بمناظرة الجثة وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها وبيان ان كانت هناك اصابات في الجثة من عدمه وبيان الأداة المستخدمة في أحداثها ان وجدت.. وكلفت المباحث بالنشر عن الجثة وسرعة التحري لمعرفة شخصيته وسماع أقوال المبلغ عن الواقعة والأهالي لسرعة كشف غموض الجريمة وسرعة ضبط "الجاني". كشفت التحريات الأولية لرئيس مباحث المديرية ان الجثة للطفل محمد عبدالغني "12 عاما" وهو من مركز قوص وكان يعمل سائقاً علي "توك توك" وباستدعاء أهليته تعرفوا علي الجثة ولم يتهموا أحداً بارتكاب الحادث.. ولم يتم العثور علي"التوك توك". رجحت التحريات ان يكون "الجاني" قد استدرج "السائق" الصغير بحجة توصيله الي أحد القري.. وفي الطريق حاول سرقة "التوك توك" بالاكراه الا ان "السائق قاومه مما دفع "الجاني" الي قتل "الطفل" سواء كان خنقاً أو اصابته بغيبوبة نتيجة ضربه علي الرأس ثم تقييده وإلقاء جثته في الترعة. وأشارت المعاينة إلي ان يكون "الجاني" أكثر من شخص لأن تقييد يدي وقدمي "المجني عليه" يتطلب أكثر من شخص بالاضافة الي حمله وإلقائه في الترعة كما يرجح أيضاً ان تكون الجريمة وقعت في المساء حيث لم يعثر علي أي مشاهدات حول الحادث من خلال سماع أقوال أهالي المنطقة وسائقي "التوك" بالمركز وحول مكان الحادث. راح فريق البحث الذي شكله مديرادارة البحث الجنائي بقنا يفحص جميع سائقي التوك توك والعاملين بمواقف المواصلات العامة بالمركز.. أيضاً فحص المشتبه فيهم والمسجلين سرقات بالاكراه وجرائم نفس وبلطجة أيضاً تم فحص المترددين علي مواقف الميكروباص والتوك توك بالاضافة الي فحص جميع مركبات "التوك توك" العاملة بالمركز في محاولة للوصول الي المركبة المسروقة التي أدلي صاحبها بأوصافها.. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال البحث الجنائي بالمديرية جهوداً مضنية وحثيثة فحصوا فيها كافة الاحتمالات ودرسوا التحريات والمعلومات التي توافرت بين أيديهم الا أن أيا منها لم يقود الي كشف غموض الحادث أو التوصل الي معلومات تكشف الغموض عن شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!