أتاح لي الأصدقاء في نادي الأدب بقصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة حضور مؤتمرهم السنوي المناقشات خصبة ومثمرة والإبداعات الشعرية تبين عن مواهب حقيقية والقضية المطروحة تستحق الكثير من المناقشات: كيف نعيد صياغة الشخصية المصرية في ضوء ثورة 25 يناير؟ تحدث سيد الوكيل وسمير فوزي ود.شريف الجيار ود.محمد حلمي وصبحي شحاتة وصلاح عطية وإبراهيم السيد وغيرهم أثرت كلماتهم عمق القاعة وإن أذنت لنفسي أن أتحفظ علي مفهوم شخصية الجماعة التي تشكل وطنا. الشخصية في التعريف العلمي هي مجموع ما يقال عنها باللغة إلي جانب ما تقوله وتفعله ومن الطبيعي أن الشخصية تختلف بدرجات متفاوتة باختلاف البيئة التي تنتسب إليها بتأثير البيئة أولا ثم بظروف المهنة والحياة الاجتماعية فباختلاف الثقافة والاهتمامات. تميز الشخصية الفردية هو الذي يعطي للإنسان طابعه الخاص آراءه. عاداته. سلوكياته. مواقفه.. لكن الفرد لابد أن يتأثر بدرجة وبأخري بالجماعة التي ينتمي إليها بالأسرة بالعائلة. بالوطن. وينعكس ذلك بالتالي في تشابه الجماعات في بعض الخصائص العامة. وإن لم يكن معظمها وكما قلت. فإن الريفي تنعكس عليه سلوكيات أبناء الريف التي تأثرت بالبيئة وسلوكيات الحياة ونوعية التعامل الأمر نفسه بالنسبة للساحل وللمدينة الصغيرة والكبيرة والحي الشعبي. والأكثر جدة إلخ.. إن كلا منها يختلف في النواحي العقلية والمزاجية والسلوكية. وربما امتد الاختلاف إلي اللهجة ذاتها فلهجة أبناء بورسعيد وهي مدينة صغيرة نسبيا تختلف عن لهجة أبناء الإسكندرية وهي مدينة ساحلية كذلك وتختلف اللهجة في المدينتين عن لهجة أبناء أسيوط. بينما تختلف الأخيرة عن لهجة أبناء قنا إلخ. وكما يقول بيلونج فإن الإنسان حيوان اجتماعي بطبعه لأنه بحاجة ماسة إلي الآخرين. ليس من أجل الحماية أو المساعدة أو الإنجاب فحسب بل لإحساسه التام بذاته عن طريق انتمائه للجماعة ويقينه أنه لا يمكن تصور وجود الضمير "أنا" إلا إذا وجد الضمير "نحن" إن الفرد ليس إلا جزءا من الجماعة التي تتكون من مجموعة من الأفراد. شكرا للأدباء العمال في شبرا الخيمة ما أتاحوه لي من الحوار الموضوعي والإبداعات الشعرية الممتازة.