الحليف الذي انقلب عدواً.. كلمات بسيطة تلخص الوضع في اليمن الشقيق حالياً الذي يواجه مخاطر الانزلاق إلي هاوية حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ما لم يصغ أبناؤه إلي صوت العقل ومصلحة الوطن. والمقصود بالحليف الذي انقلب عدواً الشيخ صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد كبري قبائل اليمن منذ عام 2008 حيث خلف والده الراحل الشيخ عبدالله الأحمر المتوفي عام 2007 في مشيخة القبيلة. ومن المفارقات أن الأن الراحل لعب دوراً كبيراً في وصول الرئيس علي عبدالله صالح إلي الحكم عام 1978 وظل أكبر حلفائه حتي رحيله. ومن المفارقات وحتي مارس الماضي أو الرابع والعشرين منه كان الأحمر البالغ من العمر 55سنة حليفاً مقرباً من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وكان يقوم بدور الوسيط النشط علي الساحة السياسية في اليمن بين صالح وخصومه بعد أن امتدت رياح مصر وتونس إلي اليمن السعيد. في ذلك اليوم أعلن الأحمر انضمامه مع قبيلته إلي خصوم صالح وشارك في ثورة الشباب اليمني السلمية علي نظام الحكم واستحال التحالف الي عداوة وصلت إلي أن يقول صادق الأحمر إن حاشد يتكلم باسم القبيلة في معظم الأحوال لن تستريح إلا عندما يرحل صالح عن السلطة حافيا وتصاعد تأييد الأحمر للثورة علي نظام صالح وبعد تمسكه بالسلطة وسقوط القتلي من العسكريين والمواطنين وتدهور الأحوال المعيشية للمواطن اليمني بسبب هذه المواجهات التي تكاد تصيب البلاد بالشلل. ولبعض الوقت أحجم الرئيس اليمني عن اتخاذ أي خطوة إزاء حليفة السابق خوفاً من قبيلته وأنصاره بل وحلفائه لكن يبدو أن صبره قد نفد فأصدر أوامر الي قواته. بمهاجمة بيت الشيخ الأحمر في صنعاء واعتقاله مع عدد من اخواته ومساعديه ومحاكمتهم بتهمة التمرد. وبدأ الهجوم فقتل بعض رجال الأحمر وعدد من ضيوفه. ولم يكن الأمر سهلاً فرد الأحمر بقوة واندلع قتال اتسع نطاقه واقترب عدد القتلي من مائة وبلغ عدد المصابين المئات وتم الوصول إلي عدة اتفاقيات للهدنة بين الطرفين انهارت كلها بعد ساعات من إبرامها. وفي محاولة لتبرير موقفه نفي صادق الأحمر أن يكون الهدف من الاشتباكات الدائرة بين أنصاره وقوات صالح هو الوصول لرئاسة اليمن في المستقبل كما يشيع صالح ومؤيدوه. ولكنه يرفض الممارسات القمعية من جانب صالح التي جعلت استمراره علي سدة الحكم أمراً غير مقبول. وقال الأحمر إن صالح يريد تشويه صورته وصورة قبيلة حاشد بوصلهم علي أنهم قطاع الطرق الذين استولوا علي أسلحة الدولة ليحاربوا بها. لكن الحقيقة أن وحدات عديدة من الجيش والشرطة في اليمن انضمت إليه تعبيراً عن رفضها لممارسات صالح ورحب الأحمر بأي تدخل دولي للوصول إلي حل شامل لأزمة اليمن وليس لمجرد وقف القتال. لكنه قال إنه يفضل أن "تأتي المبادرات أولاً من جانب الأشقاء العرب والأصدقاء". وفي تصريحات أخري أكد الأحمر وهو واحد من عشرة أبناء ذكور لأبيه أن المطلب الرئيسي للشباب الذين يتظاهرون سلميا في جميع أنحاء اليمن. ومختلف القبائل الذين يقاتلون إلي جانبه هو رحيل الرئيس اليمني مشيراً إلي أنه لا يقف ضد صالح بمفرده. حيث يوجد معه جميع أبناء اليمن من المثقفين والشيوخ والعلماء الذين يأتون إليه من كل القبائل اليمنية المختلفة. وقال إنه لا شرعية لمن يقتل شعبه. مؤكداً أنه لولا تدخل دول الخليج من خلال مبادرتها التي طرحتها لحل الأزمة. لكان صالح قد غادر اليمن منذ فترة. وتساءل مستنكراً "أي شرعية تتكلمون عنها عندما تصفونه بالرئيس وهو يقتل شعبه؟ وأي قانون يسمح له بذلك؟.. وأشار إلي أنه كان يفكر في الانشقاق علي صالح قبل مارس بفترة علي أمل أن يتم تسوية الخلافات وديا. لكن الأمور وصلت إلي درجة خطيرة عندما احتل جنوده سطح احدي المدارس وأخذوا يطلقون النار علي المارة. وفي تعليقه علي أمر اعتقاله قال ساخراً إنه مستعد وليآت رجال صالح إليه لاعتقاله أن استطاعوا. وصادق الأحمر من مواليد عام 1956 بمحافظة عمران معقل القبيلة. وعندما اندلعت حرب اليمن عام 1963 وخرج والده من السجن انتقلوا للعيش في صنعاء. وبعثه والده إلي مصر للدراسة وعندما ساءت علاقة والده مع المصريين عطل المصريون بعثته فأعاده والده إلي اليمن ليتم دراسته. وبعد تخرجه سافر إلي أمريكا سنة 1982 وحصل علي رخصة قيادة الطائرات المدنية الصغيرة ثم عاد إلي اليمن عام .1987 وفي عام 1993 أصبح نائباً في مجلس النواب اليمني.