* يسأل محمد عبدالحليم تاجر مصوغات: ما حقيقة السحر.. وحكمه في ضوء الشريعة الإسلامية؟! ** يجيب الشيخ خضر أحمد مصطفي بأوقاف المنوفية: يكثر السائلون عن السحر. وخاصة لما يأتون بتفسيرات متخيلة للظروف الصعبة التي يمرون بها في حياتهم. وتخيل أسباب للأمور العارضة المتبدلة بينهم فيفسرون حياتهم بعمل سحر لهم. وكتابة أعمال قد وجهت لهم لدرجة أن بلغ بهم الحال إلي تفسير سوء الأخلاق وسوء التعامل فيما بينهم بسحر ساحر أو حسد حاسد. وهذا مؤشر خطير يدل علي ضعف الفكر العقلي. وضعف الوازع الإيماني. والسحر يحمل معاني الغرابة والخروج عن المألوف بما يجذب الانتباه ويثير العجب. والسحر حقيقة تاريخية موجودة منذ موسي الكليم عليه السلام. قال تعالي: "سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم". وأخبر القرآن عن أن السحر كفر وهدف الشياطين من السحر يتضح في قوله تعالي: "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه" فأشار القرآن إلي هدف من أخطر أهداف السحر. ولقد سحر النبي كما في الصحيح. فالشريعة لا تنكر السحر علي أنه نوع من التخيل ولا يمكن لمؤمن إنكار الخبر القرآني والحقيقة التاريخية. والساحر رجل تعلم علم السحر وعمل به وقد يفسد به بين الناس أو يصلح. وقد يستحل المحرمات ويتطلع علي أسرار البيوت. وهذا حرام لمضاهاة عمل الشيطان مع الإنسان. فقال سبحانه: "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العدواة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" "المائدة: 91" ولكن قال ابن شهاب حين سئل: أعلي من سحر من أهل العهد قتل؟ قال: بلغنا أن رسول الله قد صنع له ذلك. فلم يقتل من صنعه. وكان من أهل الكتاب. وفي الاثر عن حبان بن أبي جبلة قال: "من أتي عرافاً أو كاهناً. ثم صدقه بما يقول كان كمن كفر بما نزل علي محمد عليه السلام". ومع هذا فمن غير المنطقي تفسير كل أمر فيه خروج عن الإلف والعادة بالسحر. لأن في ذلك تغييب للعقل بصورة يأباها الشرع والدين الحنيف. وإغلاق لباب التداوي وهو مشروع في الإسلام. وفي تفسير كل شيء مستغرب بوقوع سحر رجعة وردة للوراء. ويساعد علي نشر السحر والفكر الظلامي. وفتح مجال من الدجل بين الناس. والنجاة من السحر وأعمال السحرة بطريق واحد هو تقوية الإيمان والاستقامة علي طاعة الله وذكره تعالي وتلاوة القرآن وكثرة الدعاء لله رب العالمين. وقراءة المعوذتين. والرقية الشرعية وتفسير الأحداث بالأسباب الممكنة المعقولة التي يعقلها أهل الحكمة والإيمان. * تسأل سالي. ع. خ من السويس: قال لي زوجي لو مسكتي الجوال مرة أخري تكوني طالقاً بالثلاث فأعطيته الجوال وقلت له: خليه معاك فأنا في غير حاجة له. وبعد هذا الموقف بعدة أيام اتصل أحد الأقرباء فأعطاني الجوال لأرد علي المتصل فأمسكت الجوال ووقع بذلك يمين الطلاق فهل أنا طالق بالثلاث؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد عميد معهد معلمي القرآن الكريم بالقاهرة: مما يعاني منه المجتمع استخدام يمين الطلاق لمنع الزوجة من فعل شيء معين فتنسي الزوجة أو ينسي الزوج مثلما وقع في تلك المسألة وأعطاها الجوال للكلام فوقع بذلك يمين الطلاق المعلق. والطلاق بلفظ الثلاث حكمه حكم الطلقة الثالثة عند جمهور الفقهاء وقال أهل الظاهرة وجماعة: حكم الطلاق بلفظ الثلاث حكم الطلقة الواحدة ولا تأثير للفظ في ذلك ومما احتجوا بما أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان الطلاق علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة فأمضاه عليهم عمر" رضي الله عنهما. وهذا الرأي هو ما نميل إليه أن الطلاق بلفظ الثلاث يقع واحدة.